المشهد اليمني الأول/
مثل الجنرال الخائن علي محسن الاحمر النموذج الاسوء للقائد العسكري الأكثر فسادا والأقوى نفوذا و تدخلا في ادارة شؤون الدولة من خلال التحكم ببعض بأدوات اللعبة السياسية في المشهد اليمني وكذلك من خلال علاقاته مع القوى الخارجية بلغت حد العمالة والارتهان وتنفيذ كل ما يطلب منه وحمل الاجندات الخارجية المشبوهة ومع مرور الزمن اكتمل ذلك النموذج المشوه للقائد العسكري النافذ الآمر الذي لايعصى امره ولا نهيه ، الباسط يده على كل ما اشتهى وبالعطاء الى من اطاع وبالقتل لكل من رفض الانصياع ، ليصبح الجنرال المحتال بإسم الدولة وتحت سلطتها أكبر من الدولة ومصدرا للسلطة فيها .
استغل الجنرال الاحمر قربه من صاحب القرار في توفير كل ما يحتاج اليه من الامكانات المعنوية والمادية لصناعة مركز نفوذه المتكئ على اسوار سفارات الدول المتدخلة والمؤثرة لصالحها في الشأن اليمني ، متخذا من بعض القوى والشخصيات الحزبية التي اغدق لها العطاء بسخاء غطاءا سياسيا لتحركاته ، ومستقويا بالولاءات القبلية التي اشتراها بالهدايا الباذخة من الترقيات والاسلحة والاراضي وغيرها ، وموغلا التأثير والتدخل في الجهاز الاداري للدولة من خلال التعيينات التي فرضها في كل مستويات الهرم الوظيفي من النواب الى الوزراء والسفراء والمحافظين ومدراء العموم ، مانحا لكل من يعينه صلاحيات كاملة لايحدها قانون ولا نظام ، وحصانة لا يخترقها حساب ولا عقاب ، لاسلطة عليها الا سلطته ، فضمن منهم الولاء المطلق طوال فترة نفوذه ، واستطاع من خلالهم تنفيذ ما يوكل اليه من مهام واجندات تخدم الخارج وتعصف بحاضر ومستقبل الداخل ، لكن تلك الولاءات سرعان ما تلاشت وانتهت بمجرد اهتزاز مركز نفوذه ، وصارت مابين متبرأة منه ولاحقة به في منفاه .
ومما لمسته شخصيا في الفترة الاخيرة القريبة من خلال بعض التعيينات المقربة من جنرالات خرجت من رحم ثورة ال21 من سبتمبر التي اطاحت بجنرالات العمالة والفساد ، وما رأيته من خلال تلك التعيينات من الارتباط الوثيق والولاء المطلق لتلك الجنرالات التي تمنحها الدعم المطلق فيتخلق لديها شعور بالقوة بطيح بقوة القانون واحساس بالقدرة يعبث بتقدير النظام ، فتصبح كل سلطة مباشرة على المعينين لا تأثير لها ولا لتوجيهاتها ولا لقراراتها ، وهذا ما يخشى منه على ثورة انتصرت بالاعتماد على ربها وبحكمة و عدالة و فرادة قائدها وبتضحيات وصمود وثبات شعبها .
وحتى لا يعود الجنرال من جديد ، ليس بشخصه فهذا محال بفضل الله وتأييده لرجال الرجال من المجاهدين ، وإنما كثقافة وسلوكيات من حيث يشعر جنرالاتنا الاعزاء ومن حيث لايشعرون ، وجب التنبيه حتى الانتباه والانذار حتى الاعذار ، فالإبتعاد عن مصدر القوة التي منحتكم النصر وجعلتكم تتجاوزن اعماركم بمراحل كبيرة يفقدكم تلك القوة ، وعدم السير بذات الفاعلية والجهد في السبيل الذي وصلتم به الى ما انتم عليه اليوم سيخرجكم من المسار ويوصلكم التيه ، فلاتركنوا الى انفسكم ، ولاتزينوا لمحبيكم الركون اليكم فتضلوا وتضلوا ، واتقوا الله الذي نصركم والمستضعفين .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم: حمير العزكي