المشهد اليمني الأول/
كرر الكثير من المتحاملين على أنصار الله إرسال مقطع من آخر إحاطة لممثل أمين عام المتحدة السابق إسماعيل ولد الشيخ أحمد والذي قال فيه أنه قدم مقترح شامل للحل بالتوافق مع الأطراف المشاركة في المفاوضات الا أنه في الدقائق الأخيرة لم يوقع، وعلى فرض أنه في حكايته وروايته صادق فأنه لم بِسْم الطرف الذي رفض التوقيع على المقترح الشامل لسبب بسيط وهو مراعاة وخداع ايضا لاولياء نعمته ( قيادة السعودية ) ونحن نعلم أنه كان مقترح للحل رحبت به القوى المشاركة في المفاوضات ولكن حكومة فنادق الرياض عادت فرفضته وأصرت على تحويل مسار المفاوضات من البحث عن حل شامل إلى مسار جزئي أمني، وقد تكرر نكوص وتراجع وفد حكومة الفنادق عما سبق لهم أن وافقوا عليه بمجرد تراخي الضغط الإقليمي والدولي عليهم وتم الاقتصار على مقترحات اقتصرت على الجانب الأمني والذي عنى في جوهره أن على انصار الله اعلان الاستسلام والبدء بخطوات تنفيذ اعلان الاستسلام بتسليم الحديدة بل تهامة كلها للمجهول ( كما جاء في اخر مقترحات ولد الشي الحديدة أولا ومعها الانسحاب من مطار صنعاء ومحيطه ٤٠ كيلو متر مربع وتسليمها للوحدات التي كانت تسيطر عليها عسكرياً وهي كما نعلم الغرفة او علي محسن تحديداً وتهامة كذلك وتحت اشرف ورقابة اممية في مقابل اعادة فتح مطار صنعاء والسماح لميناء الحديدة بالعمل التجاري.
إن من يحاولون توظيف تصريح ولد الشيخ لتكريس اتهام انصار الله بأنهم من يرفضون الحل السياسي للصراع يبنون موقفهم على أن ولد الشيخ كان محايداً ووسيط نزيه ورغم أن هذا غير صحيح بالمرة بل العكس افتقر عمله للنزاهة حتى في خدمة السعودية وإخراجها من مستنقع الدم والدمار الذي تغرق فيه، لان ولائه كان أولاً وأخيراً لاستمرار عائدات وظيفته من بدلات سفر ولجان وهدايا و….الخ، ولان وقف العدوان والوصول لاتفاق سياسي سيحد من العائدات وقد ينهي دوره، وشواهد ذلك كبيرة ومتواتر ومقنعة أوضحها أنه هو الذي كان ينقض أي مشروع اتفاق ويفتح مسارات اخرى ويكفي أن نتذكر انقلابه على نتائج مفاوضات الكويت التي كادت الأطراف ان توقعها لولا إجارة عبد الفطر وتذرع او برر انقلابه على نتائج المفاوضات بتلقيه وعد من ( زعيم الموتمر الشعبي العام الذي التقاه في زيارته عقب اجازة العيد ) بانه سيقنع انصار الله بتقديم تنازلات اكثر وان هذه التنازلات ضرورية لتمكين السلطة الانتقالية من عملها وايضا ستجبر انصار الله في الأخير على الاستسلام المطلق لانها ستجفف مصدر التمويل لديهم وبالتالي ستحد من صمودهم، فلماذا انقلب ولد الشيخ على نتائج الكويت؟
ولماذا تجاهل موافقة انصار الله على التعاطي الإيجابي مع خارطة الطري التي صاغها مكتب ولد الشيخ ورفضها وفد حكومة الفنادق؟
ثم لماذا شن حملة على مبادرة كيري الرباعية ( التي صاغتها دول تحالف العدوان الرئيسة؟ ) وشجع حملة واسعة على أي مشاريع للحل لا تصدر عنه وتحت إشرافه؟
اجزم بانه لعب درواً محوريا في اطالة أمد العدوان والحصار بايصاله رسائل مضللة لمحمد بن سلمان والسلطة السعودية عند كل محطة ابدت السعودية رغبتها وتصميمها على وقف عدوانها وتتمثل هذه الرسائل بان انصار الله على وشك الاستسلام وأن التيار الثالث او القوة الثالثة ( القيادات العسكرية والأمنية والمؤتمر الشعبي العام على وشك امتلاك القوة الكافية لاسقاط سلطة انصار الله ان لم يقنعوهم بالقبول بالحل الذي يحقق للسعودية الانتصار الحاسم المبين .
ومجمل أحاطاته تعبر عن ذلك بوضوح
صحيح أن الأمانة العامة للأمم المتحدة لاتملك القوة والسلطة لفرض حلول للمشكلات ولا تستطيع ولا تملك السلطة لوقف الحروب والنزعات ومبعوثيها اضعف منها بكثير وأقل سلطة لكن المبعوث الأممي ومكتبه يستطيعون تعقيد أي نزاع وتحويله الى مصدر للإثراء من خلال تطويله وحرف المفاوضات عن المسارات المنتجة وإطالة مهامهم وعملهم من خلال تحريف رسايل الخصوم عند بعض وايضا لدى القوى الدولية الكبرى القادرة على فرض الحلول بقرارات من مجلس الأمن أن توافقت ولن تتوافق الا هدد النزاع مصالحها او الأمن والسلم او انعدمت مصالحها من المشكلة.
وهذا للأسف لم يتحقق حتى الان فحتى روسيا تجد أن تمرغ أنف السعودية في اليمن وغرقها في مستنقع الدم اليمني فرصة للتعجيل بتحقيقها نصر حاسم على قوى الاٍرهاب المدعومة من السعودي، بالاضافة إلى أن اليمن كلها باتت عقب سقوط المعسكر الشرقي مجال نفوذ امريكا وأدواتها والحرب ستنتج واقع قد يمكنها من العودة.
باختصار ولد الشيخ ليس نزيها ً ولَم يكن قط، وقد عمل على اعاقة وعرقلة المفاوضات ونقلها من مسار الى اخر وكذب على كل الأطراف وأن انصار الله هم الطرف الوحيد الذي كان جاداً وصادقاً في البحث عن حل وقدموا مل التنازلات الموصلة الى حل لانهم الطرف الوحيد الأساسي المتضرر من استمرار العدوان والحصار والمواجهات الداخلية ويلحق بهم الاصلاح الا ان قادته اسرى بيد التحالف وأحقادهم.
ثم لماذا لم يعلن ولد الشيخ المقترح الذي اشار اليه؟
ــــــــــــــــــــــــــ
بقلم/ حسن زيد