ولأمريكا في أدواتها شؤون: من مبادرات تكشف شرعيات ورهائن التصهين.. إلى حديبية هذا الزمان.. ومن صنعاء وتهامة اليمن عِبر التحدي والصمود حتى النصر الإلهي
قراءة – جميل أنعم العبسي
رحَّب الكثيرون بمبادرة فخامة الرئيس السابق “علي ناصر محمد” والتي تجاهلت عاملين رئيسيين من عوامل إستمرار سفك الدم اليمني إذا لم يكن هما سبب بلاء وويلات اليمن، فالعامل الأول إنسحاب الجيوش الأجنبية من اليمن جيوش الإمارات والسعودية والسودان وإلغاء القواعد العسكرية الأمريكية والبريطانية، والعامل الثاني محاربة الإرهاب الوهابي التكفيري تحت أي مسمى وبأي شكل كان عسكري أو تربوي تعليمي.
وبالرغم من أن المبادرة لم تتطرق للجيوش الأجنبية على أرض اليمن وكانت ناقصة السيادة الوطنية فإن قوى التحكم والسيطرة أمريكا وبريطانيا وأدواتها المتصهينة بني سعود وعيال زايد لم يرحبوا بها لا من قريب ولا من بعيد حتى الآن، أما عناصر الموالاة المحليين وحسب تعبيرهم فهم إما مخطوفين في فنادق الرياض أو أسرى في فلل الإمارات، ومن يمتلك قراره بنفسه من صنعاء الثورة رحَّب بالمبادرة فوراً مُبدياً إستعداده لتقديم أكبر التنازلات لحقن دماء الشعب اليمني الصابر.
ومن يمتلك قراره بنفسه حاول تقديم مبادرات لا يرفضها إلا من يبيُّت في قرارةِ نفسه أطماع ومشاريع مقابل عروض إستعمارية بإقليم هنا وكيان هناك، كمبادرة رئيس اللجنة الثورية العليا “محمد علي الحوثي” الموجهة للأمين العام للأمم المتحدة وأعضاء مجلس الأمن الدولي، وتتضمن تشكيل لجنة للمصالحة والإحتكام لصندوق الإنتخابات لاختيار رئيس وبرلمان يمثل كل الشعب اليمني وقواه السياسية، فضلاً عن وضع ضمانات دولية ببدء إعادة الإعمار وجبر الضرر ومنع أي إعتداء من دول أجنبية على اليمن، وإعلان عفو عام وإطلاق كل المعتقلين لكل طرف ووضع أي ملف مُختلف عليه للإستفتاء… مبادرات ليس في وارد الطرف الآخر أي تجاوب معها، الطرف الذي لا يُقدِّم أي مبادرات بل يتمسك بقرار 2216 الذي تجاوزه الزمن وواقع الأرض بقوات النخب والإحتلال والقواعد العسكرية، والتقرير الأممي الجديد الدولة اليمنية إنتهت والشرعية المخطوفة في الفنادق والعائلات الأسيرة في فلل الإمارات، وأصبح أولياء أمر مخطوفي الرياض وأسرى الإمارات يُنفذون مخطط العدوان من أجل سلامة وأمن وأمان العائلة والعائلات وأفراد وقيادات أحزاب المشترك المنبطح ودميتهم هادي، فأمن ورفاهية العائلات والأدوات أهم من 30 مليون يمني وأهم من جغرافيا اليمن التاريخي والطبيعي، وكل هؤلاء عائلات وأسر وأفراد ودمى لا مكان لهم ليس باليمن وحسب بل في الفنادق والفلل مع توقف العدوان وفق أي إتفاق سياسي قادم مع الأصيل البريطاني والأمريكي.
وقال تقرير الخبراء الأمميين أن حصار تحالف العدوان للبلاد سياسة حرب تنتهجها دول التحالف وهي محظورة ومُجرَّمة بالقانون الدولي، ومع ذلك تستمر موالاة أمريكا بالتصفيق لفتوحات صنعاء والحديدة وتعز والجوف ومأرب لإعادة الشرعية المحتجزة في الرياض.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر من عدن أن آلاف المصابين بالفشل الكلوي يواجهون خطر الوفاة ما لم تتلقّ مراكز الغسيل الكلوي المتبقية في البلاد المزيد من الإمدادات، عدن المحررة يواجه مُصابين الفشل الكلوي فيها خطر الموت، وعاصفة حزم وأمل لمساعدة اليمنيين من القتل الحوثي بمليارات مليارات الدولارات للإبادة والتدمير فقط، وعاصفة حزم وأمل لا تساعد اليمنيين المرضى في مناطق التحرير العدواني ولا تساعد المغتربين اليمنيين في السعودية بل تعتقل حتى الأطفال الرُّضَّع منهم وتقوم بتكبيل المرضى والمعاقين في المستشفيات بالسلاسل لأنهم مخالفين لنظام الإقامة كما حدث مع شاب يمني يُدعَى “محمد أحمد عبدالجليل المحيا” من محافظة تعز منطقة المسراخ الأقروض، والذي سافر إلى السعودية للعمل عن طريق التهريب لظروفه القاسية التي مر بها، وأثناء عمله في إحدى الشركات الخاصة فقد ذراعه أثناء العمل في السعودية، وبرغم من الحالة الإنسانية التي يعيشها الآن في المشفى قامت الأجهزة الأمنية السعودية بحجزه داخل المستشفى وكبلته بالسلاسل في سريره بمستشفى الملك خالد منطقة الخرج في الجنوب الشرقي من منطقة الرياض كونه لا يملك تأشيرة العمل، حالة من 400 ألف حالة لمغترب يمني تم إضطهادهم الأسابيع القليلة الماضية من الدولة التي تزعم إعادة الأمل لليمنيين ومساعدتهم.
وعدن المحررة تصدر منها وثيقة مناشدة لمحافظ البنك بعجزه توريد مبالغ إلى البنك ومنع الإمارات وصول 13 رحلة للمطار تحمل سيولة للبنك، وتصرخ حكومة الفنادق من ميليشيا الإمارات، والمجلس الجنوبي يشارك حفلة الصريخ والتصريخ بطعن حكومة الفنادق “القاتلة والفاسدة” لعدم توفيرها أدنى خدمات المعيشة مقابل أطنان الدماء التي وزعها مغرري الجنوب على تخوم تعز والحديدة حتى نجران وعسير، دماء ليس مكتوب لها تأمين عدن، التي قام فيها إمام “مسجد عبدالله بن عباس” في مدينة المُعلَّا عقب صلاة العشاء مساء الخميس الماضي مخاطباً المصلين: “إن المسجد لن يقيم صلاة الجمعة يوم غد، نظراً للظروف الأمنية واستمرار إستهداف الأئمة والخطباء في عدن”.. فأبناء الجنوب لا يقيمون الصلاة لتعذر تأمين حياة الأئمة والمصلين، فيما صلوات الجنائز لا تكاد تقف على قتلاهم لتأمين الحُديدة ونجران لإحتلال إماراتي هنا وسعودي هناك.
وصلاة الجنائز ترافقها برقيات عزاء ومواساة تنهمر على أبو ظبي العاصمة الثانية للعدوان، تعازي بمصرع غُزاة الإمارات في محافظة تعز اليمنية، أبناء الإمارات شهداء في تعز اليمنية، وأبناء تعز اليمنية من الجيش واللجان الشعبية متحوثين وإيرانيين ومجوس وكفار وإنقلابيين وروافض وشيعة وزيود، والسعودي في اليمن شهيد وابن البلاد متمرد، والكولومبي “راؤول جوميز” شهيد في اليمن وابن البلاد إنقلابي، والسوداني شهيد، حتى الإسرائيلي من أصل روسي “موشي كابروف” شهيد في تعز اليمنية بضربة توتشكا شعاب الجن، وقريباً جداً الباكستانيين شهداء في اليمن وابن البلاد إيراني، وقناة الجزيرة إعترفت أن الإمارات إستقدمت أجانب من شركة “بلاك ووتر” لتحرير اليمن وأبناء البلد محتلين، شهداء جيوش عالمية في اليمن وابن البلاد ميليشيات إيرانية متمردة، ومن يستظل بالريال السعودي شهيد ومن يتخندق مع إسرائيل وأمريكا شهيد، ومن يستقوي بتركيا الإخوانية التكفيرية شهيد، ومن يتشدق بشرعية أمم متحدة نحرت فلسطين شهيد، ومن يقتل في بلاده ودياره ووطنه بالطائرات السعودية والسلاح الأمريكي والغطاء الصهيوني الإخواني والوهابي التكفيري ليس بشهيد… حسناً ومن يقتل بطائرة يقودها طيار إسرائيلي ليس بشهيد، طائرات الموت تقتل في أوقات الصلاة بل في وقت السحور وأثناء تناول فطور شهر رمضان المبارك صائمين مصلين ليسوا بشهداء، يقتلون المسلمين اليمنيين في بلادهم وفي وقت العبادة والسحور والإفطار للشهر الفضيل فهل هؤلاء مسلمين أم طيارين يهود وصهاينة.. ويقولون الأجنبي شهيد في اليمن واليمني في بلاده متمرد وغير شهيد وياكل تفاح، وشهداء الإمارات ماذا يأكلون يا تُرى، التفاح.. إنهم يأكلون من شجر الزقوم طعام الأثيم، ومزيداً من الشهداء الأجانب ومزيداً من تنكيس أعلام الإمارات المحتلة، تنكيس سيعقبه إنبطاح.. يا شهداء الزقوم.. الخطاب الإستعماري الإستحماري الصهيوني اليهودي على لسان شرعية الفنادق وشارع الهرم، الخطاب المدفوع الثمن مسبقاً لم ولا ولن يؤتي ثماره بالشهداء الأجانب.
ولأمريكا في أدواتها شؤون وشؤون، ثلاثة مكونات يمنية رئيسية والرابع لحقه يعقدون صفقة مع الخارج ضد الداخل بأهداف معلنة، وبعد ثلاث سنوات من العدوان ظهرت أهداف غير مُعلنة تتحقق على الأرض اليمنية، فكان التحالف الغادر والعدواني، وكانت بكائيات تركيا ونحيب عدن وزفرات من ماليزيا.
بكائيات على شرعية محتجزة في الرياض تنفذ كل أوامر العدو، ونحيب وغصة على عائلات رهائن في الإمارات تجبر قيادات الجنوب على تنفيذ أوامر العدو الإماراتي، والشعب يُقتل ويُحاصر، والوطن يُنحر بجريرة عائلة وعائلات وشرعية وشرعيات كما يقال ويقولون ومن أفواههم نتهمهم ومن أفعالهم ندينهم.
فعقدَ الإخوان والشرعية صفقة مع السعودية، وعقدَ الحراك صفقة مع الإمارات، واستمسك الرأسمال العائلي بالسعودية والإمارات وبرعاية أمريكا وبريطانيا وكانت الأهداف المعلنة تحرير اليمن من المجوس والفرس والروافض والإنقلابيين والمخلوع لأجل إعادة الشرعية وقيام اليمن الإتحادي الفيدرالي ومن جانب آخر إستعادة إتحاد الجنوب العربي الإتحادي الفيدرالي الإستعماري.
أهداف متناقضة بالسعودي الإخواني وبالإماراتي الحراكي، تحالف المتناقضات بالأمريكي، وكان العدوان فتم نقل عائلات قيادات الجنوب إلى الإمارات بالفلل والسيارات والجنسية والرواتب المرتفعة، وكان إحتلال الجنوب والإمارات ترفض وترفض عودة العائلات لدواعي أمنية، وقيادات الحراك تُنفِّذ مخطط الإحتلال الصهيوني للجنوب، فكان نحيب أهل الحراك، لولا إحتجاز العائلات لكنا وكنا وحققنا إستقلال الجنوب العربي البريطاني.
وكذلك كان العدوان فتم نقل قيادات الإخوان والمشترك إلى الرياض بالفنادق والسيارات والرواتب وتوظيف أولاد الزوجة الأولى وتوظيف الزوجة الثانية، وكانت جرائم حرب ومجازر وجيوش عالمية على أرض اليمن، والسعودية ترفض وترفض عودة قيادات الشرعية إلى عدن والجنوب المحتل أيضاً لدواعي أمنية، والشرعية تنفذ أوامر العدو السعودي على الشعب والوطن فكانت بكائيات تركيا، لولا إحتجاز الشرعية في الرياض لكان وكان اليمن الإتحادي بالشرعية.
نحيب عدن وبكاء تركيا مستمر في طريق الخطأ والخطيئة والإثم بإتحاد الجنوب وشرعية هادي بالرغم من كل ما سبق من خيانة وغدر وبإعترافهم ومن أفواههم، وذلك ما ذلك إستمرار لنهج الخيانة المتأبطة سيف الخارج ضد الداخل المقاوم والمتصدي لحلف إسرائيل وأمريكا والموالاة، لن نتأسف على القوم فذيل الكلب لا يتعدل بل يهتز أكثر وأكثر أمام الفتات والبقايا، واللسان يمتد أكثر وأكثر للخارج واللعاب كثرت إفرازاته، والحالة تستمر بالسعار والسعار حتى وصلت مشاهد الإعلام الحربي إلى قناة الأفلام السعودية “MBC action” مدعيةً أنها مشاهد لبطولات جيش بني سعود في الحدود، متنكرين بالزي اليمني، بطولات ومشاهد عمدت غرف عمليات تحالف العدوان على التقليل من شأنها وإسكاتها برشاوى تورطت فيها شركات عالمية لغسيل الجرائم وتلميع الحلف المشؤوم والتخفيف من صدمات مشاهد الإعلام الحربي بعقد صفقات موثَّقة مع أشهر مواقع التواصل الإجتماعي كاليوتيوب والفيسبوك والتويتر، والسُّعار يشتد بالتناقضات والتخبط والضياع، فبعد مرحلة إدعاء أن الإعلام الحربي اليمني يُدار بواسطة الخبراء الإيرانيين واللبنانيين تبيَّن للقوم أن المشاهد كانت لبطولاتهم أيام التنكر بالزي اليمني، سعار وسعار وسعار إن دل فإنه يشير وبجلاء إلى إقتراب النصر اليمني وصواب خيار أبنائه ووضوح نهجهم وسداد قيادتهم وصدق نواياهم ووفاء شرفائهم وأحرارهم.. وكلما زاد السعار إقتربت ساعة الموت للكلاب المسعورة مع الإعتذار لأوفياء الكلاب فالكلاب عنوان للوفاء، وكذلك كانت عائلات فتنة السبت الثاني من ديسمبر الأسيرة في الإمارات سبباً لتفجير صنعاء من الداخل، عائلات أسيرة في الإمارات، وقيادات غير مرغوب بها ومحل إهانة واحتقار محتجزة في معسكرات عدن.
ولأمريكا في أدواتها شؤون وشؤون تناقضات وبواكي وبكائيات، وجميع وكل الأدوات متصهينة من أجل بني صهيون، فيا كل هؤلاء، إلى أين تريدون وطنكم أن يصل، فلا شرعية ولا دولة ولا فيدرالية كانت، ولا إستقلال وسيادة تكون، ولا حرية وكرامة ستكون طالما وحلف الموالاة بالأمريكي والبريطاني تطأ حذاءه رؤوسكم.
تحالف دولي للعدوان على اليمن لإعادة الشرعية والديمقراطية والجمهورية والحرية وإستعادة الدولة اليمنية وبناء اليمن الإتحادي الحر والديمقرطي على شاكلة أنظمة الأسر والعائلات الخليجية، شرعيات صنعها الإستعمار ومواليه للإنجليز واليهود وأمريكا، شرعيات عائلية تُنفِّذ ولا تعترض حتى تصيح الساعة، ومن يعترض سيتم إغتياله معنوياً بالحرس العائلي والمجوسي الصفوي والمتمرد الإنقلابي.
واليمن الإتحادي الأقاليمي الديمقرطي والحر يعجز عن إستيعاب منشور لتوكل كرمان وتغريدة للناشط الإخواني خالد الآنسي ومن يعارض فورقة البراءة والفصل والتجميد حاضرة من دمى ورهائن الفنادق المحتجزة، والمسدسات الكاتمة حاضرة في شوارع عدن وأزقاق تعز حتى سجون حضرموت وشبوة وسقطرى، شرعية اليمن الجمهوري لأدوات المخابرات الأمريكية والمخابرات الأردنية بالبخيتي والشجاع، شرعية على خطى الشرعيات العائلية للأمراء والملوك التي أصدرت يوم الأربعاء 21 فبراير 2018م من محكمة بحرينية حكماً بالسجن خمس سنوات للناشط الحقوقي البحريني “نبيل رجب” بتهمة نشر تغريدات ضد العدوان السعودي على اليمن في مواقع التواصل الاجتماعي.
شرعية متصهينة تستجدي عاصفة حزم وأمل لتدمير الإنسان والحيوان والنبات والجماد ولا تستجدي عاصفة أمل لإنقاذ مرضى الفشل الكلوي ومراكز الغسيل الكلوي في عدن المحررة الشرعنجية.. ومن يعارض هذه الشرعيات ويخالفها الرأي سلمياً أو بتغريدة أو منشور يطرد من حزب الإصلاح ويتم تجميد عضويته وإعلان البراءة منه وقذفه وإغتياله معنوياً وسياسياً أو حتى تصفيته جسدياً، أو قد تسحب جنسيته البحرينية أو يتم إعدامه بتهمة الخروج على طاعة ولي الأمر السعودي كالشهيد نمر النمر، وفي أحسن الأحوال يُسجن كالناشطة السعودية “نهى البلوي” وأخويها بعد انتقادها عبر مقطع فيديو قصير على وسائل التواصل الإجتماعي التوجه الذي يقوده محمد بن سلمان نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني.
هذه الشرعيات العائلية والأسرية بالتصهين يراد إستنساخها في اليمن ويتم تدجينها حالياً في فنادق الرياض وفلل الإمارات وحتى فنادق جنوب غرب آسيا وماليزيا بالعائلات التجارية الرأسمالية الموالية للعدوان.
شرعيات عائلية وأسرية تحكم كيانات يمنية إنفصالية وموالية للغرب والصهيونية على غرار شرعية بني سعود وبني زايد والتي صنعها الإنجليز ويراد إستنساخها في اليمن وبالإنجليزي “مارتن غريفث” المبعوث الثالث للأمم المتحدة في اليمن، وتقرير خبراء الأمم المتحدة 2018م مهَّد لذلك بالقول أن “مرحلة الدولة في اليمن إنتهت وبدأت مرحلة المجموعات المسلحة العاجزة عن الحسم” .
شرعية الأسر الحاكمة الجديدة لليمن على النمط البريطاني، شرعيات تسجن وتقتل وتسحل كل من يعارض شرعية بريطانيا وأمريكا وإسرائيل وبني سعود وبني زايد وبني هادي وبني صعتر والعرادة واليدومي وعيدروس وبحاح، ملكيون أكثر من الملك، متصهينين أكثر من الصهاينة الذين لم يقمعوا المنظمات والأفراد المنددين بزيارة ولي العهد السعودي بن سلمان مطلع مارس القادم.
وتهامة اليمن تحت الحصار والتجويع والقتل عقاباً لمواقفها التاريخية والوطنية والإسلامية، يتم حصارها لإحتضانها الوطنية اليمنية الكاملة، يتم تجويعها لإحتضانها كل أبناء اليمن، يتم إبادة كافة أشكال الحياة فيها لإعتصام علمائها بحبل الله ضد العدوان اليهودي الصهيوني، يتم خنقها لأنها لم تفرز قوى عنصرية ولم تحتضن قوى تكفيرية ولا تقبل بقوى الإرتزاق ولا ولم ولن تقول لشرعيات الصهاينة شكراً ومرحباً ها كُمّ أرضي وثرواتية.
تهامة اليمن هتفت وتهتف للجيش واللجان الشعبية في كل المدن والأرياف، لهذا هناك إمعان وإمعان في الحصار والقتل والدمار.. تهامة اليمن قالت كلمتها للغزاة من زمن الروم والفرس والأحباش والبرتغال والأتراك والإنجليز حتى ظهور بني سعود وبن عبد الوهاب بالتاريخ والوطنية والإسلام.. لذلك لم يجرؤ العدو السعودي والإماراتي على غزوها من البحر كعادة الغزو الخارجي القديم والجديد، ويحاول من سواحل الإرتزاق الخليجي بالجنوبي والداعشي والقاعدي التكفيري وبدون مقاتل واحد من أبناء تهامة.
تهامة اليمن لديها رجال ورجال وأسلحة نوعية جديدة من المصنع إلى المستهلك الغازي الداخلي والخارجي مباشرةً، أسلحة ستقلب المعادلات والطاولات على العدو الصهيوني وشرعياته المتصهينة بمقبرة في السواحل والبحار، أسلحة ستشاهدونها في ميدان الساحل الغربي ولاحقاً في متاحف واشنطن ولندن وتل أبيب، باليمن مقبرة للغزاة في البحر بعد الجبال والأودية والصحاري، صحارى صحن الجن وسواحل شعاب الجن الساحل الغربي، تهامة اليمن عنوان الإنتصار الصريح والحاسم.
وصنعاء الثورة والصمود تعلنها للعالم عبر رئيس مجلس إرادة الشعب “صالح الصمَّاد” مَرحباً بأي مبادرات تحفظ كرامة الشعب واستقلاله، مَرحباً لمن يعيد تقويم المسار وتصحيح الأخطاء ورص الصفوف على مبدأ الوطن للجميع، مَرحباً للتآخي والتسامح والمحبة والسلام، عدونا متكبر ومتغطرس ويشعر بعقدة النقص والكراهية ومرتمي في أحضان الأمريكان والصهاينة، وسنقدم كل التسهيلات لإنجاح السلام وبدون شرعيات متصهينة وأسيادها وأذنابها وعبيدها.
هذه صنعاء وتهامة، الجبل والساحل لقبائل الأوس والخزرج، صادقين في نواياهم، يبحثون عن مبادرات عادلة مستعدين لتقديم أكبر تنازلات بكل تواضع لله والشعب والتاريخ مستحضرين كل المعاناة والآلام، أما أولئك، وما أولئك، يواصلون السخرية والإستهزاء والإنتقاص بالرغم من حفلة التناقضات والبكائيات على كراسي وإمتيازات شخصية ليست على وطن وجغرافيا وإنسان، ولا يحفظون إلا مبادرة الإقصاء عودوا إلى الكهوف أنتم متمردون وانقلابيون.
يواصلون درب السخرية لسادات قريش وأعراب مكة حين قالوا: “يا محمد ألا ترى أن من إتبعك هم من أراذل القوم”.. إنهم العبيد المتمردون على أسياد قريش الظالمون، إنهم الإنقلابيون على أصنام أعراب مكة، وقال أولئك القابعين في فنادق الرياض وشقق وفلل الإمارات: “نحن الشرعية والديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان من بلاد بني سعود.. ومن أظهر إسلامه كذباً وإفكاَ اليهودي بن سلول قال: “ليخرجن الأعز منها الأذل”.. وليَخرُج رسول الرحمة للعالمين من ديار القبائل اليمنية الأوس والخزرج يثرب المدينة المنورة عاصمة النبوة المباركة.
وقال تجار الكلمة ومن على شاشات الإعلام الخليجي على الحوثيين العودة للكهوف، كهف إيمان الرقيم وإسلام غار حراء وغار ثور.. وليَخرُج الحوثي من دياره وشعبه وأهله.. قبائل الأوس والخزرج صنعاء الثورة والصمود والإنتصار.. متمردين على أسياد قريش ومتمردين على تحالف بني سعود.. وإنقلابيين على أصنام أعراب مكة.. وانقلابيين على أخشاب شرعية فنادق الرياض وفلل الإمارات.
اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وآل ابراهيم، ورضي الله عن عمار بن ياسر، وأسياد قريش للزوال واليهود للإجتثاث والمنافقين للّعنة بالقرآن الكريم والحديث الشريف إذا حدَّث كذب وإذا أؤتمن خان وإذا وعد أخلف، ترسانة إعلامية من الماضي للحاضر بالإستهزاء والإنتقاص والمصير زوال ولعنة، أولياء بعضهم أولياء بعض.
فالصاروخ يمني لا فارسي، والمجاهد الذي أنقذ رفيقه الجريح من بين النار يمني لا سعودي.. وقال المنافقين مقذوفات حوثية والباتريوت الأمريكي بالمرصاد، وقالوا تمثيلية وتمثيل للمجاهد اليمني الذي أنقذ الجريح بمعجزة وأسطورة الإرادة اليمنية، وبعد ذلك قال أسياد المنافقين قولاً أبهت المنافقين أنفسهم، فالصواريخ القادمة من اليمن باليستية وليست مقذوفات وتهدد المقدسات والأمن القومي السعودي والخليجي والإقليمي والعالمي، وإعلام بني سعود قناة “MBC action” تقول بأن المقاتل الذي أنقذ رفيقه سعودي حيث تنكر السعودي بزي يمني لإنقاذ رفيقه السعودي الشهيد المتنكر أيضاً بالزي اليمني، وبُهت المنافقين وابتلعوا ألسنتهم بل لعقوا ويلعقون أحذية أسيادهم بني سعود والعم سام أمريكا والقول ما قاله ترامب وسلمان الأمريكي مهما كان أليماً.
والبعض يظن أن الترحيب بمبادرات ناقصة السيادة وطرح مبادرة اللجنة الثورية وترحيب المجلس السياسي الأعلى بأي جهود للحل وجولة وفد من أنصار الله في بعض الدول العربية والأوربية ضعف ووهن، ويقول مبرراً خيانته وعمالته المتصهينة أن الحوثيين باتوا بالرمق الأخير إسحقوهم إنهم منهارين ويبحثون عن مخارج لإنقاذهم، متجاهلاً أنه دمية ناطقة سيتم إنتزاع البطارية من أحشاءه لإخراسه إذا تحدث خارج إطار المسموح به صهيونياً، كما حصل مع كرمان وعشرات ضحايا الفصل والإخراس والإغتيال والإعتقال، حتى الجنود المغررين من أبناء الجنوب هنالك منهم معتقلين في نجران لطلب راتب أو حلم العودة إلى أرضه.
شذرات وهباب وأحلام يقظة يسوِّقها عبيد الصهاينة لأنفسهم ولا مستجيب، مبادرات ومحاولات يضع فيها الأنصار أعدائهم في موقف محرج أمام العالم ليجدوا أنفسهم لاحقاً أمام خيارات محدودة، كما وضع الرسول صلَّ الله عليه وعلى آله وسلم جبابرة قريش في خيارات قاتلة حين أصبحوا مجبورين لإبرام إتفاقية الحديبية، فلهذه الإتفاقية عِبر سياسية وعسكرية واستراتيجية ربما لم يعرها التاريخ الإسلامي القدر الكافي من الإهتمام، لأنها حلَّت أكبر تحدي مر به الإسلام على الإطلاق، فالوضع السياسي والعسكري للإسلام والمسلمين في المدينة المنورة عقب تكالب الأحزاب في غزوة الخندق كان حساساً للغاية، فبقاء المسلمين في المدينة كان يُشكل خطراً عليهم لأن قلاع وحصون اليهود في خيبر تنتظر مع قريش ساعة الصفر للإنتقام من المدينة ومن فيها، ودخول الرسول بحرب مع قريش يفتح الطريق لخيبر إلى المدينة والعكس صحيح الدخول بحرب مع خيبر يفتح الطريق أمام قريش للمدينة، ولقريش وخيبر حق التحرك للمدينة لأن المسلمين خرجوا “محاربين”، وهنا تأتي أهمية إتفاقية الحديبية الإجبارية على قريش كونها حركة هجومية سلمية في غاية الروعة أوحاها الله سبحانه وتعالى لرسوله في منامة بأن يذهب لبيت الله في مكة للإحرام، وبهذا وُضعت قريش في ورطة كبيرة، فلا هي القادرة على رد المسلمين بقوة السلاح وهم القادمين بأطفالهم ونسائهم لتأدية شعائر الله وما سيشكله ذلك من غضب القبائل قاطبة من قريش لأن المسلمين لم يأتوا “محاربين”، ولا هم القادرين على إدخال المسلمين لعقر دارهم وما لذلك من تبعات داخلية على قريش من رؤية المسلمين يمارسون شعائرهم في بيت الله أمام أعينهم وأثرها النفسي على نسائهم وصبيانهم، وتبعات خارجية تجعل قريش محط سخرية القبائل لأنهم سمحوا لعدوهم الدخول لعقر دارهم وهم في حالة حرب معهم، فكانوا مجبورين على إيجاد مخرج يحفظ ماء الوجه وكانت إتفاقية الحديبية الإجبارية لقريش بحيث لايدخل المسلمين مكة ولايتم الصدام معهم عسكرياً، وفي الوقت الذي تم فيه الإبرام سقطت خيبر فعلياً لأن القريش أصبحت مُكبلة ببند من الإتفاقية هو وضع الحرب لعشر سنوات مع المسلمين، البند الأهم والإجباري على قريش لأنه من المعيب بحقها أمام القبائل أن تُدخل عدوها لعقر دارها وهي في حالة حرب معه لكن لن يكون ذلك مُعيباً إذا كانت قريش في حالة هدنة مع عدوها، واختارت قريش التضحية بيهود خيبر، وبهذه النقلة النوعية قلَبَ المسلمين الطاولة على كل أعدائهم وأرتفع شأن المسلمين في جزيرة العرب ودخلت القبائل أفواجاً للإسلام، فقد كان قبل بضعة أيام فقط محاصراً في المدينة ينتظر ساعة الصفر لهجوم قريش وخيبر، وها هو اليوم ينتصر على خيبر في عقر دارها ويُقيَّد قريش بإتفاقية ويكسب قبائل العرب أفواج وافواج، وبعد عامين فقط تم فتح مكة سلمياً بعد أن أصبح للمسلمين قوة ضاربة لايستهان بها بسبب الإستفادة الكاملة والنموذجية للبيئة الإستراتيجية سياسياً وعسكرياً وبراعة القائد في إدارتها.
ذلك كان في عهد أحزاب وقريش ذلك الزمان، وفي عهد أحزاب وقريش هذا الزمان مخرج آخر سيكتبه الله بإتفاقية هذا الزمان، والتفاوض والمبادرات اليوم تضع كل المخارج المعقولة والواقعية، وإذا لم يحسنوا التصرف معها فالمفاجئات قادمة بالقوة الصاروخية والدفاع البحري والجوي ومفاجئات الفعل قبل القول وبسواعد مجاهدي الجيش واللجان الشعبية، والإستحقاق القادم مفاوضات وحوار واتفاق شبيه بإتفاقية الحديبية، وما بعدها تحطيم الأصنام في الماضي والحاضر أخشاب فنادق الرياض وقشاش فلل وشقق الإمارات، لكن لكن يا شعب الأنصار شرط النصر الإلهي التحرك الجاد إلى معسكرات التجنيد وميادين العزة والكرامة، فعلى الله توكلك يا صنعاء يا تهامة اليمن ويا كل يمن الصمود من البحر إلى البحر، نِعم الوكيل، نِعم المولى، ونِعم النصير.
ــــــــــــــــــــــــــــ
جميل أنعم العبسي