المشهد اليمني الأول/
منذ الأسبوع الماضي و محافظة شبوة تشهد أحداثا ساخنة، تؤكد معطياتها أنها ذات صلة وثيقة بصراع المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الامارات و حكومة هادي المدعومة سعوديا.
و فيما منعت قوات النخبة الموالية للإمارات وزير النقل بحكومة هادي و معه المحافظ علي الحارثي من دخول ميناء قنا لافتتاحه، صباح أمس الأحد، قبل ان تتراجع لاحقا و تسمح بدخول الحارثي، شهدت مديرية جردان، السبت، توترا بين قوات حكومية و قبليين على خلفية حماية أنبوب لنقل الغاز، يمر بمنطقة الهضبة.
تفيد مصادر صحفية ان عشرات المسلحين القبليين انتشروا حول الأنبوب يمر بمنطقة الهضبة بمديرية الروضة، بهدف حمايته، جراء قيام مجهولين بتفجيره بشكل مستمر، ما دفع بقيادة محور عتق، للدفع بقوة عسكرية من اللواء 30 إلى المنطقة.
و حسب المصادر نصبت تلك القوات سواتر ترابية و هددت القبليين باستهدافهم في حال لم يغادروا المكان إلى مناطقهم.
و تؤكد المصادر أن التوتر في منطقة الظاهرة وصل حد تمترس الطرفين و توجيه أسلحتهما ضد بعضهما البعض، ما ينذر بانفجار الموقف عسكريا، في حال لم يتم التدخل لنزع فتيل التوتر.
العناصر القبلية المسلحة نشرت عدد من المسلحين على امتداد المنطقة التي يمر فيهت الأنبوب في منطقة الهضبة، فيما انتشرت القوة العسكرية في المنطقة الموازية، حسب تأكيد سكان محليين.
و فيما يطالب المسلحون بتمكينهم من حماية الأنبوب و توظيفهم لهذا الغرض، كونه يمر في مناطق، تصر قيادة محور عتق على مغادرتهم و تؤكد أن عملية الحماية من مهامها الأساسية.
يرى المسلحون أنهم أولى بحماية الأنبوب كونه يمر في أراضيهم، و إن كانت قيادة المحور معنية بحمايته، فلماذا لا يتم تجنيدهم ضمن قواتها و تكليفهم بحماية الأنبوب.
نشب الخلاف في مديرية جردان بعد أنباء تحدثت عن تصدير شحنة غاز إلى دولة الامارات عبر ميناء بلحاف، بعد اتفاق مع حكومة هادي، و هو ما يشير إلى وجود جوانب عالقة متعلقة بهذه الصفقة، خاصة و أن معلومات تؤكد أن العناصر القبلية اليت انتشرت حول الأنبوب لها ارتباطات بقيادات قبلية محسوبة على المجلس الانتقالي بمديرية جردان و أخرى أمنية مرتبطة بقوات النخبة.
و يستشف من ذلك أن الامارات تسعى للسيطرة على حماية الأنبوب، بعد أن تمكنت من السيطرة على حماية منشأة و ميناء بلحاف للغاز المسال، و انتشار قوات النخبة الموالية لها في بعض حقول انتاج الغاز.
تفيد معلومات أن قيادي في قوات النخبة من أبناء مديرية جردان زار قبل أسبوعين مناطق في المديرية، بينها منطقة الهضبة، و التقى بقيادات قبلية في تلك المناطق، قبل أن يعود إلى عتق.
و حسب المعلومات، سلم القيادي في قوات النخبة استمارات خاصة بالتجنيد في قوات النخبة لقيادات قبلية في المناطق التي زارها، ما يعد مؤشرا إلى توجه اماراتي لإنشاء فرع لقوات النخبة بمديرية جردان، تمهيدا لتكليفها بحماية الأنبوب.
هذه المعلومات فيها اشارة واضحة إلى أن الامارات تسعى للاستفادة من غاز محافظة شبوة، و تسعى لإبرام صفقة تصدير قد تكون على غرار صفقة تصدير الغاز لكوريا الجنوبية، و ما هذه التحركات إلا وسائل ضغط لتمرير الصفقة من قبل هادي، غير أن تصاعد الخلاف في محافظة شبوة يرجع لخلافات سعودية – اماراتية مرتبطة بأطماع البلدين للسيطرة على الثروة الغازية في محافظة شبوة، و هي امتداد لأطماع دولية في زمن الغاز، الذي باتت اليمن واحدة من الدول التي تمتلك احتياطات كبيرة منه.