المشهد اليمني الأول/ العربي
ظهور مرض «الحصبة» وانتشاره في أغلب مديريات محافظة أبين، أثار قلق السكان خاصة في المديريات التي ظهرت فيها الحصبة بأعداد كبيرة، كما أن وفاة عدد من الأطفال المصابين بالمرض زاد من مخاوف وقلق السكان.
في مديرية لودر بمحافظة أبين، ظهر مرض «الحصبة» وانتشر بشكل مخيف، وأدى إلى وفاة عدد من الأطفال ممن هم دون سن التاسعة من العمر.
مدير الصحة في مديرية لودر محمد مزاحم، أوضح أن «الحصبة» ظهرت في مديرية لودر، وهناك أكثر من سبعين حالة مصابة بالمرض، فيما تم تسجيل ستة وفيات بين الأطفال، لافتاً إلى أن هناك متابعة لأماكن انتشار المرض، كما تم اتخاذ اجراءات الوقاية لمحاصرة المرض، حيث يتم التطعيم في المناطق والقرى التي انتشرت فيها «الحصبة».
وتأتي مديرية رصد في المرتبة الثانية من حيث انتشار المرض، حيث بلغ عدد الحالات المسجلة أكثر من ستين حالة من دون وفيات حتى الان، أما في مديرية خنفر، وبحسب البلاغات المسجلة حتى اليوم، فقد بلغ عدد الحالات خمسين حالة، من دون أن تسجل أي وفيات.
وفي تصريح لمسؤول الترصد الوبائي في أبين الدكتور شوقي عبدالجبار، أوضح أن عدد الحالات المصابة بـ«الحصبة» في أبين بلغ حتى اليوم 234 حالة، لافتاً إلى أن العدد في تزايد مستمر ومخيف.
وحول أسباب عودة مرض «الحصبة» بهذه النسب المقلقة، أكد عدد من المختصين في صحة أبين لـ«العربي»، أن السبب الرئيسي هو «عدم تطعيم بعض الأهالي لأطفالهم وامتناعهم عن التطعيم لعدة مخاوف، أولها أن التطعيم قد يصيب اطفالهم بالعقم مستقبلاً، أو قد يصيبهم بعدة أمراض خطيرة، هذه الأفكار وغيرها من الاعتقادات الخاطئة ما زالت راسخة في أذهانهم، وتحتاج لتوعية شاملة عبر مختلف الوسائل المتاحة لتغيير تفكيرهم واعتقادهم السلبي».
مدير عام مكتب صحة أبين، الدكتور علي منصور عدد لـ«العربي» أهم الإجراءات التي تم القيام بها لمكافحة المرض، فأوضح أنه «تم اللقاء بوكيل الوزارة لقطاع الرعاية الصحية الدكتور الوليدي، الذي استدعى المنظمات وعقد لقاء لهذا الموضوع، تم خلاله مناقشة وتقييم الوضع الصحي في أبين، وجرى التأكيد على تنفيذ حملة وطنية عاجلة للحصبة، تجد مكانها في المديريات التي ظهرت فيها الحصبة، ولاحقاً ستكون هناك حملة وطنية، وحالياً نحن نعمل على تحزيم المناطق وحصرها طبعاً للحد من انتشار الحصبة، وهناك إستجابة من الوزارة، وكذلك المنظمات الدولية، وهناك انتشار للحصبة ليس في أبين فحسب بل في عدد من المحافظات، ونسبة الانتشار فيها تتجاوز نسب أبين».
تبقى مشكلة رفض عدد من أولياء الأمور تطعيم أطفالهم من أكبر التحديات التي تواجه مكتب الصحة والسكان في أبين، وهي واحدة من أهم أسباب عودة إنتشار مرض «الحصبة» في مديريات وقرى المحافظة، وأمام واقع فتك المرض بفلذات أكبادنا من دون استئذان أو رحمة، يبقى السؤال عما إذا كان سيصار إلى إيجاد حلول سريعة لإنقاذ الأطفال!