المشهد اليمني الأول/
اشك أن الفشل العسكري الذي مني به النظام السعودي في اليمن، بات يشكل هاجساً له لاسيما وأن أعداد القتلى من جنوده في تزايد يومي، فكان لابد له أن يحاول إقناع أهالي القتلى من الجنود بأن أبنائهم قتلوا من أجل “قضية”، فاعتمد الفبركة والكذب ونسب “بطولات وهمية ” لهم، ليقنعهم أن أبناؤهم لم يفروا من أرض المعركة أمام مقاتلي الجيش واللجان الشعبية، أو أن جنوده لم يتركوا زملاؤهم قتلى وجرحى في أرض المعركة ذاتها..؟.
أمس، وفي لفتة “مضحكة” من وسائل الإعلام السعودية أو المدعومة منها من نظام آل سعود بشخص “أميره المراهق” محمد بن سلمان، قامت بعرض سلسلة مقاطع فيديو تابعة للإعلام الحربي اليمني، على أنها “بطولات” الجيش السعودي وضباطه في اليمن، متناسياً إحدى الغزوات المصورة من قبل مقاتلي “أنصارالله” وهم يقتحمون أحد مراصد “جيش آل سعود العتيد”، عندما صرخ أحد المقاتلين بعالي صوته منادياً الجنود الخائفين المهزوزين: “سلم نفسك يا سعودي”!!، فإن كانت ذاكرة السعوديين معدومة.. ذاكرتنا قوية وما زالت تستحضر بطولات الجيش اليمني ولجانه الشعبية، وتستحضر جنود الجيش السعودي وضباطه وهم يفرون ك”فئران” أمام رجال المقاومة اليمنية…
فقد استعرضت أمس قناة Mbc السعودية مقطع فيديو في أحد برامجها مقطع فيديو يعود للشهر الماضي، يظهر أحد مقاتلي أنصار الله وهو يقوم بإخلاء أحد أصدقائه الجرحى في إحدى المعارك مع العدوان السعودي لمئات الأمتار راكضاً به وهو يحمله على ظهره، فيما تحاول رصاص القنص السعودية جاهدةً قطع طريقه قبل أن تفشل في ذلك، في مشهد أسطوري لم نراه إلا على شاشات السينما.
المفاجأة كانت عندما نسب مقدم برنامج “أكشن يا دوري ” وليد الفراج، المشهد لضابط في الجيش السعودي برتبة نقيب، زاعماً أنه “تنكر” بزي اليمنيين و”تحدى الموت” من زخات رصاص الجيش واللجان الشعبية وينقذ زميله المصاب، في استعراض أقل ما يقال عنه “مهزلة” واستغباء واستهبال للشعب السعودي الذي ينعي قتلاه يومياً بصمت خوفاً من بطش بن سلمان، المراهق الذي مازال مقتنعاً أن الحرب هي “لعبة بلاي ستيشن” في أحد قصوره، وليست موت يومي قد تصل “رائحته” يوماً ما إلى مخدعه وتخنقه فيه.
لم يقتصر الكذب السعودي وافتراءاته على المقطع الذي أشرنا إليه، بل أيضاً استعانت قنوات آل سعود بعدة مقاطع فيديو من تصوير الإعلام الحربي اليمني بعد أن أزالت “شارته”، ونسبت البطولات اليمنية لجيش النظام ومرتزقته.. نفهم أن النظام السعودي ومنذ إعلان عدوانه على اليمنيين قبل أكثر من عامين، يعيش في هزيمة يومية وإحراج محلي وإقليمي ودولي أمام الخسائر الفادحة التي يمنى بها أمام مقاتلي الجيش اليمني وأنصارالله، لكن لم نتوقع أن يصل معه الجنون إلى مرحلة استغباء شعبه أو معاملتهم على أنهم “بهائم” لا عقلاً لهم ولا “مخ”، ليبقى السؤال: هل ستمر “ولدنات” محمد بن سلمان وإعلامه على السعوديين.. أم أنه شعب قبل على نفسه أن يظهر وكأنه “أهبل” أمام الرأي العام..؟
بقلم/ ماهر خليل