المشهد اليمني الأول/
في ظل دأب محمد بن سلمان لإستكمال سياسة خلفه بنزعة السّيطرة على دول الجوار، وتصفية القضيّة الفلسطينيّة لصالح تحسين العلاقات الدبلوماسيّة مع العدو الصهيوني، تسعى الرياض إلى تكرار ما لم تتمكن من فعله سابقاً في سوريا وهو إسقاط النظام في الأردن.
مسؤول أردني مطّلع فضل عدم الكشف عن هويته، قال لوكالة “تويتر”، “إن الأردن يدفع حالياً ثمن موقفه من قضية القدس”، وبدورها تقول مصادر أردنيّة أن التصريح الذي صدر عن مسؤول أردني كبير في الديوان الملكي لم يكن وليد الساعة، إنما جاء على خلفية توتّرات متواصلة تشهدها العلاقات “السعودية” – الأردنيّة منذ تسلّم ابن سلمان زمام الحكم ومضيه قدماً بإنجاز صفقة القرن وفقاً للمخطط “الإسرائيلي” الذي يهدف إلى إعطاء القدس لليهود وتحويل الأردن موطناً للجوء الفلسطيني الأمر الذي يرفضه كلا الطرفين.
وعلى إثر ذلك، تقول المصادر لقد شرعت “السعودية” لممارسة المزيد من الضغط على الملك الأردني عبدالله الثاني حيث فرضت حصاراً اقتصادياً خانقاً على الأردن وأوقفت الدعم المالي والنفطي الذي كانت تقدمه لعمّان، وأيضاً بدأت بتحريك المجموعات السلفيّة التي تواليها في الأردن.
مظاهرات شعبيّة على نطاق واسع اندلعت منذ أسبوع، في مختلف مناطق الأردن حتى وصلت إلى قلب العاصمة عمّان، ويشير مراقبون إلى أن الّلافت بتلك المظاهرات هو تشابهها الكبير مع “ثورات الربيع العربي” التي أدت إلى إسقاط أنظمة وإشعال فتيل الحروب الأهلية، حيث تُستخدم الشعارات الطائفية والفتنوية كما أن الطابع السلفي يظهر بشكل لافت خصوصاً في المناطق الواقعة على الحدود مع “السعودية”.
مصادر أردنية مطّلعة نقلت لموقع العهد الإخباري، أن الوضع في الأردن لا يطمئن أبداً، وأنه بات على مشارف حرب أهلية، وأن اليد “السعودية” والإماراتية ضليعة بتحريك ناشطين تابعين لجماعة الإخوان المسلمين والجماعات السلفية.
وأشارت المصادر إلى أن روسيا كانت قد أخبرت ملك الأردن منذ فترة بخلفيّة ما يُحاك له بالظلام، وبدورها كشفت الإستخبارات الأردنية ذيول الخطة “السعودية” – الإماراتية، لذا عمد الملك عبدالله إلى إعادة ترتيب صفوف الجيش عبر إحالة كبار الضبّاط إلى التقاعد واستبدالهم بموالين له ومقرّبين منه حيث أردفت المصادر بالقول أن “الملك يحكم قبضته على الجيش والمخابرات ويعتمد على الجهازين المذكورين لتثبيت حكمه”.
المصادر الأردنية تابعت بالقول إن الأزمة التي يشهدها الأردن حالياً من شأنها أن تشطره لقسمين في حال تصاعدت الأحداث، وخصوصاً أنه هناك توتراً قديماً بين شرق العاصمة عمان الذي يتّسم بالفقر وبين غربها الغني، قد يتحول إلى نزاع مسلّح في وقت قريب، مشيرةً إلى أن الدعم الذي ممكن أن يحصل عليه ملك الأردن فهو يأتي فقط من المنطقة الشمالية أي على الحدود مع سوريا حيث يحظى بتأييد عشائري هناك، غير أن وجود فصائل الزعتري للاجئين سوريين ووجود فصائل سورية مسلّحة، يجعل الأردن في مرمى نيران “السعودية”.
المصادر الأردنية وفي حديثها لموقع العهد، قالت إن الحكم الأردني حتى يضمن وجوده يحتاج لمساعدة دولتين كان قد شارك في التآمر عليهما سابقاً وهما سوريا والعراق، وبالأخص العراق الذي تتقاطع حدوده مع الأردن و”السعودية”، وتشير المصادر إلى أن أبرز أسباب تمسّك أمريكا بمعبر التنف سابقاً كان قطع الطريق البري الواصل بين سوريا وإيران وروسيا، أما اليوم فترجّح المصادر أن يتم استخدام القاعدة العسكرية الأمريكيّة بالتنف لتسهيل تمرير السلاح والمقاتلين للأردن وتكون بذلك منطلقاً لتدخّل عسكري للسيطرة على الأردن بحجة تفلّت الوضع الأمني ومحاربة التنظيمات الإرهابية.
وهذا من شأنه أن يدفع الملك الأردني إلى إعادة ترتيب تحالفاته مع الدول التي تساعده في تثبيت الحكم، والتي يأتي في طليعتها سوريا والعراق بفعل تقاربهما جغرافياً من الأردن وبالتالي يتمكن من حماية الحدود الأردنية منعاً لدخول المسلّحين، ومع إيران حليفة البلدين المذكورين وذلك لكبح جماح الحرب الأهليّة وإيقاف مشروع الوطن الفلسطيني الجديد في الأردن على حدّ اعتقاد المصادر.