المشهد اليمني الأول/
أزاحت روسيا، المملكة العربية السعودية عن صدارة منتجي النفط عالميا خلال العام الماضي، نتيجة لاتفاق منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك”، القاضي بخفض الإنتاج.
وتتحمل السعودية العبء الأكبر من اتفاقية خفض إنتاج النفط، إذ نفذت المملكة بخفض إنتاجها بنحو 486 ألف برميل يوميا، منذ مطلع 2017.
وبدأ الأعضاء في دول منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك” ومنتجون مستقلون، مطلع 2017، خفض الإنتاج بنحو 1.8 مليون برميل يوميا، وينتهي في ديسمبر المقبل، في محاولة لإعادة الاستقرار لأسواق النفط.
وحسب مسح أعدته “الأناضول”، بلغ متوسط الإنتاج اليومي لروسيا خلال العام الماضي، 10.347 مليون برميل يومياً، مقابل 9.951 مليون برميل يومياً للسعودية.
ووفق المسح الذي اعتمد على أرقام المبادرة المشتركة للبيانات النفطية “جودي”، استعادت روسيا صدارة منتجي النفط بعد عامين من الصدارة السعودية.
وكانت السعودية قد تصدرت منتجي النفط عالميا العامين الماضيين، بعد سيطرة روسية لأكثر من 10 سنوات.
وأنتجت السعودية عامي 2015 و2016 نحو 10.189 مليون برميل يومياً، و10.460 مليون يومياً على التوالي، مقابل 10.112 مليون برميل يومياً و10.350 برميل يومياً لروسيا.
التصدر الروسي، جاء نتيجة خفض إنتاجها بمعدل أقل من السعودية خلال 2017، إذ انخفض الإنتاج الروسي بنسبة (2500 برميل يومياً)، بينما تراجع الإنتاج السعودي بنحو 509 ألف برميل يومياً.
وتشير البيانات، إلى أن السعودية سجلت التزاما أعلى من المطلوب منها خلال 2017، مسجلة نسبة التزام 116 %، وفق بيانات “جودي”.
في السياق ذاته، خفضت السعودية متوسط صادراتها اليومية في 2017 بنسبة 9 %، إلى 6.967 مليون برميل يومياً، مقابل 7.648 مليون برميل يومياً في 2016، حسب بيانات “جودي”، التي تحصل عليها من منظمة “أوبك” ووكالة الطاقة الدولية.
ورغم خفض الصادرات، تبقى السعودية أكبر مُصدر للنفط في العالم خلال 2017.
ومنذ بدء اتفاقية خفض الإنتاج مطلع 2017، ارتفعت صادرات السعودية خلال خمسة أشهر على أساس شهري، فيما انخفضت خلال السبعة أشهر اللاحقة.
على الجانب الآخر، رفعت روسيا صادراتها اليومية في أول 11 شهراً من 2017 بنسبة 3.4 %، إلى 5.153 مليون برميل يومياً، مقابل 5.051 مليون برميل يومياً في الفترة المناظرة من 2016.
وتقود السعودية المنتجين في “أوبك”، بينما تقود روسيا المنتجين المستقلين، في اتفاق خفض الإنتاج.
وبحث العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، الأسبوع الماضي، مع وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، سبل إعادة التوازن لأسواق النفط العالمية.
وقال الأمين العام لمنظمة “أوبك” محمد باركيندو، الاثنين الماضي، إن المنظمة حققت التزاماً بنسبة 133 % باتفاق خفض الإنتاج في يناير، على مستوى جميع الدول المشاركة من داخل المنظمة وخارجها.
وأبدى خالد الفالح وزير الطاقة السعودي، ثقته في أن التعاون الكبير بين دول منظمة البلدان المُصدرة للبترول “أوبك” وخارجها، سيستمر ويحقق النتائج المطلوبة.
وأكد الفالح خلال مؤتمر للطاقة في الرياض، الأسبوع الماضي، على ثقته في استمرار التعاون، من أجل استقرار سوق النفط.
و”جودي” هي منظمة دولية، تأسست بقرار من منتجي النفط حول العالم مطلع تسعينات القرن الماضي، وهدفها جمع الأرقام والإحصاءات المتعلقة بإنتاج النفط حول العالم وتقديمها على شكل دراسات تهم منتجي ومستهلكي النفط على حد سواء.