المشهد اليمني الأول/
بعد الصفعة المدوية التي تلقاها الكيان الاسرائيلي من سوريا والتي غيرت موازين المعادلات في المنطقة وبعد الهزائم المتكررة التي لحقت بالمجموعات المسلحة على الأراضي السورية بدأ منسوب الهلع الإسرائيلي بالارتفاع شيئا فشيئا خوفا على وجوده اللاشرعي.
حيث ذكرت صحيفة “هآرتس” في تقرير لها الاثنين الماضي، أن “اسرائيل” تعمل على دعم الجماعات المسلحة في سوريا كرد على التواجد الإيراني هناك من خلال القوات الإيرانية وحزب الله- بحسب ادعائها.
الجولان أرض سورية
وقالت الصحيفة: “إن تصاعد التوتر بين إيران واسرائيل بدأ ينعكس على أرض الواقع في الجولان، فبينما نظام الرئيس السوري بشار الأسد يتقدم في إدلب وريف دمشق حيث أغلب المعارك الآن فإنه في نفس الوقت يعمل على تدعيم مواقعه في جنوب سوريا نحو شريط الجولان وهنا قامت الحكومة الإسرائيلية بالاستعداد لما سيأتي من قوات أخرى.“
وتشير الصحيفة بحسب قولها إلى أن الكيان الاسرائيلي أراد إبعاد القوات الإيرانية إلى مسافة 60 كيلومترا تقريبا من جبهة شرق طريق “دمشق – درعا” ولكن اتفاق تخفيض التصعيد الذي تم توقيعه في نوفمبر الماضي قام بإبعاد القوات الإيرانية مسافة 5 كيلومترات فقط.
تجدر الاشارة هنا الى أن الكيان الإسرائيلي كان وما زال الداعم الرئيسي للمجموعات الارهابية المسلحة من داعش والنصرة وغيرها. وبناء على هذا سمح الرئيس الأسد للعديد من المجموعات المسلحة بالذهاب باتجاه ادلب ضمن الاتفاقيات التي أجريت باستثناء المجموعات التي تلقت دعما من الكيان الاسرائيلي ومنهم من تلقى العلاج في داخل فلسطين المحتلة، وهذا الأمر الذي حرص عليه الرئيس الأسد بعدم التهاون به واعتبرهم عدوا اسرائيليا بوجه اخر، فلا مفاوضات ولا مغفرة ..
وبناء على هذا بنيت فرضيات عديدة لدى الجيش الإسرائيلي بأنه عاجلا أم آجلا سوف يحاول الرئيس السوري بشار الأسد استعادة الجولان السوري باعتباره جزءا لا يتجزأ من سوريا وذلك لضم الجولان المحتل الى كنف الأراضي السورية.
تصاعد الخوف الإسرائيلي
هذا وأضافت هآرتس أن مسؤولين إيرانيين ومن حزب الله اللبناني بامكانهم زيارة المناطق القريبة من الحدود الفلسطينية المحتلة وهذا ما يؤكد الخوف الاسرائيلي الواضح الذي برز مؤخرا. كما أوضحت أن هذا ليس التطور الأخير في الأشهر الماضية. فمنذ شهر، حرر الجيش السوري منطقة بيت جن في شمالي الجولان من يد الجماعات الارهابية، وتبعد القرية السورية 15 كيلومتر عن الحدود الفلسطينية المحتلة، مما يعني اقتراب الجيش السوري للجولان المحتل، الذي يصر على استعادته.
من جهتها قالت المحللة السياسية، إليزابيث توسوركوف، التي التقت عبر السنوات السابقة مواطنين ومسلحين سوريين في الجولان، إن حجم التورط الإسرائيلي في سوريا تغير خلال الأشهر الأخيرة بعد نجاحات حكومة الرئيس الأسد في المعارك، وأضافت أن عشرات المسلحين المعارضين الذين تحدثوا معها وصفوا التغير الكبير في حجم المساعدات التي يتلقونها من “إسرائيل”. والأكثر من ذلك أنها قالت إن العديد من المسلحين في الجولان السورية يتلقون الآن ذخيرة وأسلحة من الكيان الإسرائيلي، بجانب المال من أجل شراء السلاح أيضًا.
ويأتي ذلك مع تراجع النفوذ الأمريكي في جنوب سوريا. ففي يناير الماضي، أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إغلاق مركز عمليات الاستخبارات الأمريكية في العاصمة الأردنية عمان، والتي نسقت المساعدات للمجموعات العارضة في جنوب سوريا. ونتيجة لذلك، بات عشرات الآلاف من المسلحين الذين اعتادوا تلقي الدعم من أمريكا بلا مساعدات.
وطبقا لتقارير إعلامية أخرى فإن هذا هو السبب وراء الغارات الإسرائيلية في الشهور الأخيرة على سوريا، وأكدت المحللة أن 7 مجموعات مسلحة بالجولان حصلت على سلاح وذخيرة من “إسرائيل” بجانب الأموال والدعم بصور غير مباشرة أخرى.
والغريب أن هذا جاء في الوقت الذي تقلل فيه الولايات المتحدة من تواجدها جنوب سوريا أي أن الحكومة الإسرائيلية تمد الدعم للفصائل التي أوقفت أمريكا دعمها لها.
في الخلاصة؛ وكما ذكرنا أعلاه فان الكيان الاسرائيلي بدأت بداية نهايته بعد التخبط الكبير الذي يشهده في ظل الانتصارات المتتالية التي يحققها محور المقاومة من تقدم نوعي على شتى المحاور والحاق الهزائم بالجماعات المسلحة التي كانت ولا زالت تتقاضى ثمن الأرواح البريئة من الكيان الاسرائيلي الذي عمل على دعم تلك المجموعات ظنا منه اضعاف محور المقاومة وتغيير موازين القوى التي تبدلت وباتت في أيدي محور المقاومة.. هزيمة تلو الهزيمة، لم يستطع الكيان الاسرائيلي امتصاص صدمتها التي انكبت عليه دفعة واحدة.