المشهد اليمني الأول/
خلال سنوات الحرب السبع على سورية وجهت إلى الحكومة السورية عدة اتهامات بأنها «استخدمت» أسلحة كيميائية ضد الإرهابيين المعتدين. واللافت أن «الأدلة» الغامضة وغير الواقعية على حوادث كهذه كانت دائماً تأتي من جانب جماعات الدعاية الأجنبية المدفوعة والإرهابيين على الأرض وهي «أدلة» تم تلفيقها لاتهام الحكومة السورية ومن ثم التحريض على شن هجمات عسكرية من الدول الأجنبية على الأراضي السورية.
وقد عرض مقال نشره موقع «موون أوف ألاباما» الأمريكي العديد من التقارير التي تعكس في مجملها استعدادات لتلفيق حوادث وهمية جديدة تستخدم فيها الأسلحة الكيميائية بهدف توجيه أصابع الاتهام إلى الحكومة السورية، وجاء في المقال:
في الثالث عشر من الشهر الجاري أكد مركز التنسيق الروسي نقلاً عن شاهد عيان أن تنظيم « جبهة النصرة» تحضر بالتعاون مع ما يعرف بجماعة «الخوذ البيضاء» لاستفزازات في إدلب لاتهام السلطات السورية «باستخدام» أسلحة كيميائية، ووفقاً لشاهد عيان، فإن إرهابيي «جبهة النصرة» جلبوا إلى سراقب أكثر من عشرين أسطوانة مملوءة بغاز الكلور، حيث يتم إعداد «بيان» «باستخدام» الجيش العربي السوري مواد سامة ليتم عرضه على الهواء عبر قناة تلفزيونية أجنبية، وتم تمثيل بروفات «لإسعافات أولية» وهمية لأعضاء «الخوذ البيضاء» وهم يرتدون وسائل حماية فردية ويزعمون أنهم يقومون «بإنقاذ» السكان المحليين من التسمم بغازات سامة أطلقت عليهم وتم تصوير هذه المشاهد باحترافية عالية.
وأكد المقال أن «الخوذ البيضاء» هي منظمة دعائية ممولة من بريطانيا، وجزء لا يتجزأ من «جبهة النصرة»، التجسيد الحالي لتنظيم «القاعدة» في سورية، والذي كان متزعمه المدعو «أبو جابر الشيخ» قد أشاد عبر فيديو مصور بأعضاء الجماعة المذكورة.
وقال المقال: التحذير الروسي ليس الإشارة الوحيدة إلى أنه يتم إعداد سيناريو مزيف جديد ضد الدولة السورية، حيث إن «الحكومة» الإسرائيلية تقوم بنشر معلومات مضللة إلى الرأي العام الذي يلوم بشكل استباقي الحكومة السورية على أي حادث مستقبلي في محاولة من جانبها للتأثير على الحكومات الأجنبية في هذه القضية، فقد أرسلت «إسرائيل» برقية سرية للغاية إلى سفرائها هذا الأسبوع، تدعي فيها خشيتها من أن (تستخدم الدولة السورية الأسلحة الكيميائية بطريقة قد تؤدي لتسرب الغاز السام إلى إسرائيل!) وقد تم إرسال البرقية إلى خمس عشرة سفارة إسرائيلية في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك في واشنطن.
وتابع المقال: كما حاولت «الخوذ البيضاء» مرة أخرى مؤخراً كسب المزيد من القوى الأجنبية للتواطؤ معها في الحرب ضد الدولة السورية، حيث قال أحد أعضاء الجماعة في حديث إلى الصحفيين في باريس في وقت سابق من الشهر الجاري في أعقاب اجتماعه مع مسؤولين فرنسيين كبار بمن فيهم كبير المستشارين الدبلوماسيين للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون: يجب على فرنسا التوقف عن الحديث عن الخطوط الحمراء وأن تركز على العمل الحقيقي لإقناع الأطراف الرئيسية بالموافقة على وقف إطلاق النار. وبعد ساعات فقط من الحديث قال ماكرون للصحفيين: «لقد وضعت خطاً أحمر فيما يتعلق بالأسلحة الكيميائية». وأضاف: «إذا ثبت لدينا دليل على استخدام الأسلحة الكيميائية، فإن فرنسا ستوجه ضربات ضد المكان الذي استخدمت فيه تلك الأسلحة».
وأكد المقال أن تعيين الخطوط الحمراء هو مجرد فخ باعتبار أنه يتضمن دعوة للآخرين لكسرها. أي شخص يمكن أن يطلق الأسلحة الكيميائية في المناطق الخاضعة لسيطرة التنظيمات الإرهابية في سورية وإلقاء اللوم على الحكومة السورية بما من شأنه أن يثير «الخط الأحمر» الفرنسي، ولن يكون لـ«النصرة» أي مشكلة في فبركة هجوم مميت تستخدم فيه الأسلحة الكيميائية، فقد قتل عشرات الآلاف من السوريين من دون أي ندم في محاولة لاتهام الحكومة السورية.
باختصار فإن التكفيريين من تنظيم «جبهة النصرة» بالتواطؤ مع ذراعهم الإعلامية «الخوذ البيضاء» يستعدون لوضع حيلة هجومية كيميائية وهمية أخرى لاستخدامها ضد الدولة السورية، و«الحكومة» الإسرائيلية مشغولة بتهيئة قاعدة علاقاتها العامة، والحكومة الفرنسية حاصرت نفسها بـ«الخطوط الحمراء».