المشهد اليمني الأول/
فما حصل في السنوات الماضية وتحديدا منذ بدء الأزمة في سوريا من جانب الحلف الأميركي الإسرائيلي السعودي وفق مصادر سياسية مطلعة _ إنما أريد منه إضعاف الدولة السورية الى أدنى الحدود في مقابل تسليح ودعم المجموعات الإرهابية من كل الأصناف والدول، وهو ما يمكن ملاحظته في الامور الآتية:
أولًا: لقد تعمد هذا التحالف منذ اليوم الأول للأزمة في سوريا السعي الحثيث بكل الوسائل لتقديم كل أشكال الدعم العسكري للمجموعات المسلحة ليس فقط للحؤول دون هزيمة الإرهاب بكل أنواعه، بل الإيعاز لهذه المجموعات لاستهداف مواقع القوة للدولة السورية ولجيشها بدءا من الدفاعات الجوية، لإحداث خلل كبير في التوازن لمصلحة العدو الاسرائيلي.
ثانيًا: التكرار المستمر من جانب الأميركي والإسرائيلي لمحاولة رفع معنويات الإرهابيين من خلال القيام باعتداءات على مواقع الجيش السوري أو القوى الرديفة، وهو الأمر الذي تعمد العدو تكراره في الأيام الأخيرة، للحدّ من هزيمة المجموعات المسلحة في الغوطة الشرقية، وقبل ذلك في الجنوب السوري ومناطق أخرى، وكذلك الامر فعل الاميركي الذي قام طيرانه مؤخراً بقصف مواقع للقوى الرديفة في إدلب للحؤول دون هزيمة “داعش” وجبهة النصرة.
ثالثًا: إمعان هذا الحلف بتناغم مع دول خليجية وغربية بفبركة المزاعم والادعاءات في كل مرة تتعرض فيها المجموعات المسلحة لهزائم كبيرة، وهو ما بدا واضحاً من الادعاء قبل أيام باستخدام الجيش السوري لغاز الكلور لمنع انهيار المسلحين في الغوطة الشرقية وفي أرياف إدلب وحلب وحماة.
في مقابل هذا المخطط للحلف التآمري، لجأت قوى محور المقاومة بحسب المصادر إلى “مواجهة هذا المخطط بكل الوسائل، من الإصرار أولاً على هزيمة الإرهاب، وثانياً من خلال العمل الدؤوب لإقامة توازن رعب مع العدو ومنها تزويد الجيش السوري بأسلحة متطورة بما في ذلك الدفاعات الجوية من جانب روسيا. ولذلك جاء قرار القيادة السورية بالرد على اعتداءات العدو الجوية منسجما مع مواجهة الحلف المعادي بكل أطرافه وبالتالي توجيه رسائل ليس فقط باتجاه العدو الإسرائيلي، بل باتجاه كل حلفاء هذا العدو”، ومن أهم هذه الرسائل التالي:
1 _ ليس مسموحاً استمرار استباحة السيادة السورية ولو لجأ العدو الى إطلاق صواريخه من داخل الأجواء الجوية لفلسطين المحتلة.
2 _ إن قرار القيادة السورية بالحسم مع المجموعات الارهابية لن تؤثر عليه ما يقوم به الحلف الاميركي _ الاسرائيلي من سعي محموم لتعويم المجموعات المسلحة ومنع انهيارها.
3 _ إن ما يعمل له العدو من محاولات لإقامة حزام امني في الجنوب السوري ستتم مواجهته بكل انواع القوة، ولو أدى الأمر الى إشعال الجبهة مع الاحتلال الاسرائيلي.
4 _ إن أي محاولات من جانب تل ابيب بتغيير قواعد اللعبة ستواجه برد حاسم، لأن من يحدد هذه القواعد هو محور المقاومة وليس غيره، وقد تبين هذا الأمر بوضوح في الرد السوري الواسع على الغارات التي تلت إسقاط الطائرة ما أدى الى إسراع قيادة العدو للطلب من الاميركي والروسي التدخل لمنع تصعيد الوضع وانفلاته الى حرب شاملة.
5_ إن باستطاعة العدو إطلاق الشرارة الاولى لإشعال الحرب، لكن مسار هذه الحرب ونهايتها ليس في يده، بل إن التحكم بهذا المسار وبنهاية الحرب تقرره قوى محور المقاومة.
ولذلك تقول المصادر إن قيام سوريا بإسقاط طائرة “اف _ 16” والمواقف التي صدرت عن حلفاء سوريا يؤكد ان ما حصل ادى الى تغيير استراتيجي في قواعد اللعبة، وهو ما فرض على قيادة العدو الطلب سريعا من الاميركي والروسي للحؤول دون تصعيد الموقف واندلاع حرب شاملة.
المصدر: العهد