المشهد اليمني الأول/
ذكرت صحيفة «التايمز» البريطانية أن الحرب السعودية على اليمن تسببت في كارثة إنسانية، وقتلت الآلاف، كما حرم الحصار السعودي على الموانئ، الأسر اليمنية الفقيرة بالفعل من الإمدادات الغذائية، مما جعل أوضاع هذا البلد تشبه القرون الوسطى.
وأشارت صحيفة «التايمز»، في افتتاحيتها، إلى أن اليمن في العصر الروماني كان يعرف باسم «أرابيا فيليكس»، وهو اسم لاتيني معناه «بلاد العرب السعيدة»، لكن اليوم تعد هذه الزاوية المقفرة من شبه الجزيرة العربية أفقر البلدان وأقلها استقراراً في العالم العربي.
لفتت الصحيفة إلى أن اليمن لديه القليل من النفط، ولا توجد لديه صادرات ولا ماء ولا بنية تحتية. وقد زاد عدد سكانه في السنوات الأخيرة بشكل كبير وأصبح ملايين الشباب اليمنيين عاطلين عن العمل. ولا تدعم الجبال الجرداء إلا القليل من الصراع القبلي والخلايا المزدهرة للقاعدة في شبه الجزيرة العربية.
وأضافت الصحيفة أنه على مدى السنوات الأربع الماضية تعرض اليمن لحرب دمرت هذا البلد الضعيف بالفعل، وشوهت صورة جارته القوية المملكة العربية السعودية، مشيرة إلى أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للملكة العربية السعودية، عزم على إحباط ما اعتبره محاولة طهران لزعزعة استقرار الجارة السعودية. وبدعم من العديد من دول الخليج المتحالفة، شن هجمات جوية مدمرة وغير دقيقة في كثير من الأحيان على مواقع الحوثيين. وكانت النتيجة كارثة إنسانية.
وذكرت: «لقد لقى الآلاف مصرعهم، وبسبب عدم وجود أدوية وفشل المستشفيات، مات العديد من الجرحى، وفرض السعوديون حصاراً على موانئ البحر الأحمر اليمنية لقطع شحنات الأسلحة الإيرانية، ولكنهم قطعوا أيضاً الإمدادات الغذائية. وقد أصبحت الأسر اليمنية الفقيرة بالفعل تعاني من الجوع، وفي وضع يشبه القرون الوسطى، وأخذت الكوليرا تنتشر بشكل قاتل».
ورأت «تايمز» أنه لا يوجد احتمال لفوز أي من الجانبين في هذه الحرب، مشيرة إلى أن آمال التفاوض على حل توفيقي تأثرت بسبب الانقسامات من جميع الجوانب، لافتاً إلى أن علي عبد الله صالح قتل العام الماضي بعد محاولة التخلي عن الحوثيين. أما في الجنوب، فإن أولئك الموجودين في عدن الذين لم يقبلوا التوحيد مع الشمال قد انقلبوا على هادي.
خسائر سعودية
وأشارت الصحيفة، إلى إن السعودية تكبدت خسائر ضخمة وإدانة متزايدة بسبب هذه الحرب.
وأكدت أن زيارة الأمير محمد بن سلمان المقبلة إلى لندن تثير الجدل؛ فقد وقفت معه بريطانيا، ولكن باعتبارها مورداً رئيسياً للأسلحة، فهي معرضة للخطر جراء الاستخدام المميت للأسلحة البريطانية في اليمن. ولفتت الصحيفة إلى أن الحكومة البريطانية ستقدم للأمير «الوحشي» الدعم لمزاعم الإصلاحات الاقتصادية وجهوده المتواضعة للحد من التمييز ضد المرأة، ولكن الأولوية العاجلة هي دفع بن سلمان إلى مبادرات جديدة لإنهاء الحرب في اليمن.
وأوضحت أنه لكي يكون هناك أمل في النجاح، يجب أن تأتي هذه المبادرات من المنطقة، مشيرة إلى أن عمان والكويت هما دولتان حاولتا الابتعاد عن مشاحنات جيرانهما الخليجيين. وبريطانيا لديها علاقات حميمة مع كل منهما، وهناك مجال لمساعدتهم على اقتراح استراتيجية خروج للرياض من اليمن.
واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول: «يجب أن تبدأ المبادرات بوقف إطلاق نار الجديد ودائم يسمح بإعادة فتح الموانئ، ووصول المعونات والمساعدات الطارئة إلى المدنيين اليائسين. إن تعافي اليمن سيحتاج لسنوات، لكن يجب البدء في ذلك الآن».