المشهد اليمني الأول/
كشف الطبيب السعودي سعد الفقيه، أحد أبرز الإصلاحيين المعارضين في السعودية، عن وجود تنسيق كامل خلف الكواليس بين السعودية وإسرائيل وأمريكا، لإتمام «صفقة القرن» الخاصة بفلسطين واستكمال خطط التطبيع بين تل أبيب والرياض.
أكد المعارض السعودي سعد الفقيه، أنَّ ولي العهد السعودي محمد بن سلمان متحمس للتطبيع مع إسرائيل أكثر من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نفسه، ومستعد لأن يدفع المليارات لإقناع المعارضين في فلسطين وغيرها، لتنفيذ خطط التطبيع.
وأضاف في حوار مع موقع «ساسة بوست»: «أما التطبيع العلني، فقد تنامى تنامياً سريعاً، ووظفت السلطات السعودية المؤسسات الإعلامية مثل «العربية» و«إم بي سي» والشخصيات المتصهينة في الإعلام لأجل أن تكتب وتتحدَّث في مواقع التواصل الاجتماعي، والفضائيات لتهيئة الشعب لخطوات تطبيعية صريحة، تبدأ بالتجارة وتسهيل التنقل بين البلدين، وتنتهي بالسفارات والتحالف العسكري السياسي المعلن».
وحول رد فعل الشعب السعودي في حالة إعلان التطبيع رسمياً مع إسرائيل قال: «الشعب حالياً لا يملك الأدوات والآليات التي يترجم بها غضبه الفوري ضد قرار التطبيع، لكن القرار سيزيل البقية الباقية من الشرعية الدينية، وبقايا تقدير النظام، ويتراكم في الوجدان الشعبي النزعة للتغيير الشعبي، سواء سلماً أو عنفاً.
ونظراً إلى أن ثقافة التغيير السلمي ليست شائعة في بلدنا فمن المتوقع التحول إلى استخدام العنف».
وأوضح المعارض السعودي، أن كل الدلائل تدل على استمرار الأزمة الخليجية، وعلى أن بن سلمان وبن زايد يريدان إثبات أن موقفهما الأول في حصار قطر كان صحيحاً، لافتاً إلى أن إغلاق المنفذ البري مع قطر بالكامل بعد أن كان مفتوحاً للحالات الإنسانية، وطرد من بقي من القطريين من البلاد، بمن في ذلك زوجات السعوديين، يدل على مزيد من التصعيد وليس التراجع، مشيراً إلى أن القريبين من بن سلمان يتحدثون عن إصراره على إخضاع قطر، مراهناً بكل قوة على موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ولفت إلى أن تسريبات حسابي «مجتهد» و«العهد الجديد» على «تويتر» بشأن قرب تولِّي بن سلمان سدة الحكم، صحيحة، وأرجع سبب التأجيل عن إعلان تولي بن سلمان للحكم في السعودية، إلى أن بعض من حوله نصحوه بأن الوقت ليس لصالحه، ما دام والده في السلطة، ولن يخسر شيئاً من المزيد من الانتظار.
وحول تحالف السعودية مع كل من الإمارات ومصر قال: «النظام السعودي الحالي لا يحتاج الإمارات ومصر لمواصلة الحرب مع المعارضة؛ لأنّ الوسائل الأمنية والإعلامية والمالية والمخابراتية التي بيد النظام كافية، والمبالغة في الحديث عن هذا الحلف ربما يضعف النظام أكثر؛ وقد يضره بسبب السمعة السيئة لمصر والإمارات».
وأضاف: «بما أن الحلف قائم على تقديس قيادات الدول الثلاث لترمب وإسرائيل ومرتبط بهما؛ فالأرجح أنه سيستمر، وربما لن يتفكك إلا إذا تعرض ترمب نفسه لمشكلة في أمريكا».