المشهد اليمني الأول/
لم يكن خبر إسقاط طائرة الإف16 الإسرائيلية سوى شرارة أشعلت الآراء والتحليلات وحرضت على تسريب المعلومات، السياسية والميدانية وفي بعض الأحيان العسكرية وبشكل مقصود بما يهدف إلى إيصال الرسائل لإسرائيل.
سارعت بعض المصادر السياسية والدبلوماسية لما توقعته بعض وسائل الإعلام من أن ما حدث من إسقاط الطائرة ما هو إلا ترجمةً لقرار سياسي عسكري استراتيجي حاسم من قبل محور المقاومة ، وأن هذا الرد هو رد استراتيجي وليس رداً آنياً عسكرياً تقليدياً.
يقول العميد طيار متقاعد صريح مخلوف بأن ما حدث تحول استراتيجي ورسالة جدية للكيان الصهيوني، فقد دأب العدو الإسرائيلي على استغلال تطور سلاحه الجوي من خلال قيام طائراته بإطلاق صواريخها من فوق الأراضي المحتلة لا من داخل الأراضي السورية، وبطبيعة الحال فإن تلك الطائرات تتمتع بأبعاد كبيرة لصواريخها ودقة متناهية في أجهزة تسديدها.
ويضيف العميد مخلوف قائلاً: “باعتقادي فإن الكيان الصهيوني لن يجرؤ بعد هذه الحادثة على استعمال طيرانه لضرب أهداف في سوريا بل قد يستخدم صوارخ أرض ـ أرض متطورة في أي عدوان، وقد يقوم بمحاولة رد اعتبار على إسقاط طائرته باستهداف مواقع سورية، وختم مخلوف بالقول بأن القيادة السورية وحلفائها اتخذوا قراراً واضحاً بالرد على أي عدوان بل ونقل المعاناة إلى داخل الكيان الصهيوني وهذا ما يُقال بأنه القرار الاستراتيجي الذي سيدخل المنطقة في عهد جديد لم يعتد العرب عليه لا سيما بعد ارتماء غالبيتهم في الحضن الإسرائيلي والأمريكي، وكل ذلك بسبب الصمود السوري قيادةً وشعباً ووقوف الحلفاء معنا”.
بدوره قال العميد طيار متقاعد عدنان قادري أن الحدث كبير ويدل على وجود خطة استراتيجية للرد على أي سيناريو، وبطبيعة الحال هكذا رد لا يمكن أن يكون باجتهاد شخصي من ضابط أو قائد بل هو قرار تم اتخاذه من أعلى المستويات أي من قبل القائد العام للجيش والقوات المسلحة والحلفاء في محور المقاومة أي إيران وحزب الله في لبنان.
من جهته رأى العميد محمد كنعان بأن وجود قرار مهم بهذا الحجم من أركان محور المقاومة في سوريا وإيران ولبنان، سيجعل الإسرائيلي يعيد التفكير حتى في التحليق في الأجواء اللبنانية، خصوصاً بعد وجود إجماع لبناني للرد على أي عدوان، والآن هناك معلومات تتحدث عن إسقاط طائرة أباتشي صهيونية فوق مزارع شبعا المحتلة.
أما أحد قادة المنطقة الجنوبية في سوريا والذي فضّل عدم الكشف عن اسمه، فقد قال بأن إسقاط طائرة الإف 16 من قبل الجيش السوري سيعني قيام المقاومة اللبنانية باتباع ذات الاستراتيجية وقد نسمع عن إسقاط طائرات فوق الأراضي اللبنانية.
بعض الضباط السوريين المرابطين على جبهات في حرستا ودير الزور وبرتب مختلفة تتدرج من المقدم حتى العميد قال معظمهم بأن ما حدث الآن من إسقاط لطائرتي الإف 16 والأباتشي يعد دليلاً على أن الجيش العربي السوري يقاتل بالنيابة عن العرب جميعاً ضد الإرهاب الصهيوني والتكفيري على حد سواء، وأكدوا على أملهم باتساع رقعة المواجهة لتحويل الحرب من الحرب مع الوكلاء إلى حرب مع الأصلاء، أحد هؤلاء الضباط وهو برتبة عميد تمنى عدم ذكر اسمه بسبب الطبيعة الأمنية والعسكرية لمهامه، قال أن إسقاط الطائرات الإسرائيلية هو إحراج كبير لمن يدعون بأنهم معارضين بعضهم ذهب للكيان الصهيوني وبعضهم الآخر شكر تل أبيب على ما تفعله في الجنوب السوري، الحادث ببساطة سيحرج جميع هؤلاء بل سيحرج جميع المعارضات والميليشيات الإرهابية التي زعمت بأن ما تُسمى بالثورة هي للحرية، فلم تكن سوى ثورة عمالة وارتماء في حضن العدو.