المشهد اليمني الأول/
لاول مرة، اصيب مسؤولو الكيان الاسرائيلي بهلع شديد اثر نجاح الدفاعات الجوية السورية اسقاط طائرة حربية من طراز “اف – 16” صباح اليوم السبت في تطور مفاجئ بعد 7 اعوام من العدوان على سوريا.
ومنذ اللحظات الاولى لوقوعه ترك هذا التطور المفصلي في العدوان تأثيراته النفسية العميقة على كيان الاحتلال، حيث قالت وسائل إعلام إسرائيلية ان الرئيس السوري بشار الأسد انتقل من مرحلة التهديد إلى مرحلة التنفيذ.
واعتبرت هذه الوسائل ان استهداف سوريا للمقاتلة الإسرائيلية يمثل تعبيرا عن الثقة التي تشعر بها دمشق.
فيما قال المتحدث باسم جيش الاحتلال الاسرائيلي أفيخاي أدرعي “ان الحادث يعتبر هجومًا إيرانيًا على سيادة إسرائيل، وايران تجر المنطقة نحو مغامرة لا تعلم كيف تنتهي” على حد وصفه.
واضاف أدرعي ان ما وصفه جيش الدفاع “في حالة جاهزية.. وسيتحرك وفق الحاجة” على حد قوله.
وفي سياق التداعيات التي اعقبت هذا التطور، افادت وسائل الاعلام من داخل الاراضي المحتلة ان الملاجئ فتحت امام المستوطنين الاسرائيليين الذين انتابهم الخوف جراء مشاهدتهم لحطام الطائرة الذي صورته وسائل الاعلام، كما أطلقت فيه صفارات الإنذار في الجليل وفي الجولان المحتل، فيما أعلنت سلطات الاحتلال عن إغلاق المجال الجوي في شمال الاراضي المحتلة أمام حركة الطيران المدني وكذلك اغلاق حركة النقل الجوي في مطار بن غوريون لفترة قصيرة.
وتعتبر التصريحات النارية التي اطلقها المسؤولون الاسرائيليون خير تعبير عن خوفهم جراء الحادث الذي يعبر عن دخول العدوان على سوريا مرحلة جديدة ونقطة البداية لتغيير قواعد الاشتباك وليّ الذراع القوي المتمثل بسلاح الجو والذي طالما تشدق به الاحتلال في شنه غارات على بلدان الجوار والمنطقة لاسيما سوريا ولبنان.
ولم يكتف المسؤولون الاسرائيليون بردود الفعل هذه بل بادرت لجنة الامن التابعة لمجلس الوزراء الى عقد اجتماع لدراسة هذا التطور وتعدى ذلك الى مناشدة روسيا بشكل غير مباشر للتدخل كوسيط لعدم التصعيد وهو ما عبرت عنه القناة العاشرة الإسرائيلية بقولها: “من المتوقع دخول روسيا على خط التهدئة لتبريد الرؤوس الحامية في إسرائيل التي يبدو أنها لن تهدأ بسهولة”.
وحاول الكيان الإسرائيلي تبرير إسقاط طائرة اف – 16 بشكل غير اعتيادي فور الاعلان عن اسقاطها جراء الرعب الذي اصاب المستوطنين اثر سماعهم الخبر، حيث يشكل سلاح الطيران بالنسبة لهم سلاحا ردعيا والحربة الاولى لأي هجوم إسرائيلي.
ولم يتوقف تأثير الحدث على سلطات الاحتلال فحسب، بل كانت له انعكاسات كبيرة على المجموعات المسلحة السورية في الجنوب، حيث تنتشر ما تسمى “هيئة تحرير الشام” و “النصرة” والمجموعات الاخرى المحسوبة على مايسمى “الجيش الحر” التي اصابها الفزع ايضا جراء الحادث، وهو ما تجسد في الاعلان عن ابتهاجها بعد اعلان الاحتلال الاسرائيلي شن عدوان جديد على الاراضي السورية.
وبغض النظر عن التداعيات، فان النتيجة الاولى لهذا الحادث انه يتمثل بتحطيم أسطورة طائرة “اف 16” للمرة الاولى منذ اعوام، والتي طالما تشدقت بها أميركا والكيان الاسرائيلي ووصفتها بانها مفخرة لتكنولوجياتها وقوة ردعها الباطشة، والتي طالما تمادى بها الاحتلال في شنّ عدوانه على سوريا خلال الاعوام الماضية.