المشهد اليمني الأول/ تقرير – أحمد عايض أحمد
كانت نتائج معركة اليتمة بالجوف صاعقة حتى لأكثر المتشائمين من قادة الغزاة والمرتزقة الذين توقعوا الصمود لبعض الوقت -على الأقل- ليتمكنوا من إشغال الطرف المهاجِم “الجيش واللجان” واستنزافه بالطيران بكلفة عالية قبل وصول إمدادات من جهة ما أو الإنسحاب لمواقع أخرى عند الضرورة ولكن خابت توقعاتهم، فلا طيران حقق نتيجة ولاقوات الغزاة والمرتزقة صمدت يوم بل لاذت بالفرار.
ويعود تحقيق هذه النتيجة الذهبية في الجانب العسكري إلى تعزّز خبرة الجيش واللجان في معارك مفتوحة واتباع تكتيكات متناسقة بهدف شلّ فاعلية الخصم”تحالف العدوان” الذي لم يتمكن لحدّ الآن من استيعاب عِبر المعارك السابقة وتقدير قوة الطرف المقابل”الجيش واللجان الشعبية”.
يعود إهتمام الجيش واللجان بمنطقة اليتمة ومحيطها وهي الجزء الغربي-الشمالي من مديرية خب والشعف الواقعة شمال شرق محافظة الجوف بأنها نقطة إتصال جغرافي بين البقع وبقية مناطق الجوف إلى جانب م/مأرب، ومن جانب آخر تعد خط نار متقدم لتأمين المديريات الحيوية بمحافظة الجوف لذلك حاول ويحاول الغزاة والمرتزقة في السيطرة عليها لكي تكون ملاذاً آمناً لقواتهم كمنطقة لوجستية بدءاً من الحزم مروراً بالبقع كمعبر مستقل بديل لمعبر الوديعة الذي تفصله مسافة بعيدة جداً عن الجبهه الشمالية – الشرقيه “شرق الجوف” وهذا هدف سعودي بحت.
أيضاً منطلقاً عملياتياً لشن هجمات على مواقع الجيش واللجان بمناطق خلفية في برط العنان وبقية المديريات الغربية من محافظة الجوف وهذا الهدف يخلق حالة عزلة للمناطق الغربية بمحافظة الجوف مما يعني فتح جبهه ثالثه تكون باتجاه صعده فنتيجة فشل الغزاة والمرتزقة بجبهة البقع-الخضراء الذين لازالوا غارقين الى أعناقهم بمشارف البقع حاولوا الإنتقال إلى منطقة اليتمة ولاننسى أن المهام العسكرية تختلف من جبهة الى اخرى بالنسبة للغزاة فعلى سبيل المثال:
المهمة الموكلة لقوات الغزاة والمرتزقة التي تشن زحوفات منذ عامين من محور البقع هي ان تفصل قوات الجيش واللجان الشعبية المتمركزة بمشارف مدينة نجران عن قواعدها اللوجستية الرئيسية “قواعد الإمداد” ومن جانب آخر فتح مسار عملياتي بإتجاه صعدة ولكن هذه المهمة فشلت فشل ذريع وخسر الغزاة والمرتزقة خسائر فادحة لذلك قامت قيادة الغزاة والمرتزقة بتنفيذ “الخطة ب” وهي إبقاء جبهة البقع مشتعله بالتزامن اسناد المهمة إلى قوات المرتزقة المتمركزة بمديرية خب والشعف لشن زحوفات متتالية وكبيرة وبشكل مرحلي في محاولات بائسه تبدأ بالسيطرة على الطريق الرابط بين الحزم والبقع من ثم التقدم باتجاه مناطق قريبة من جنوب شرق منطقة الفرع “شرق صعدة”.
وهذا يعني تجاوز مديرية برط العنان ولكن احلام اليقظه تذبح اصحابها بسكين الحرب الحادّه والغاية الاساسية ايضا تماثل الغاية الاساسية من مهمة قوات الغزاة والمرتزقة المتمركزة بجبهة البقع وهي فرض حصار على قوات الجيش واللجان الشعبية المتمركزة بمشارف مدينة نجران ولكن هذه المهمة ايضاً فشلت وتكبدت قوات المرتزقة والغزاة خسائر بشرية والية فادحة حيث وان قوات المرتزقة خسرت كافة المعارك بمنطقة اليتمه ولم تقف عند هذا الحد بل شنت قوات الجيش واللجان الشعبية عملية هجومية واسعة ضد قوات الغزاه و المرتزقة.
عملية هجومية نفذها المجاهدين بالامس تمكن اسود الجيش واللجان االشعبية من خلالها السيطرة على وادي سلبة وجبل حبش الإستراتيجي والتلال المجاورة له اضافة الى السيطرة على جبال كهال والسيطرة على وادي القعيف والسيطرة على جبال حمر الصيد و السيطرة على جبال حمر الذياب والسيطرة على جبال تواثنة كما تمكن رجال الجيش واللجان الشعبية جراء الهجوم الكبير من تدمير 11 مدرعة عسكرية ثقيلة وقتل وجرح العشرات من قادة وضباط وجنود المرتزقة بينهم قيادات عسكرية كبيرة، وقد بلغ عدد الأسرى من المرتزقة الــ 21 مرتزق.. كذلك اغتنم رجال الجيش واللجان البواسل على أسلحة ومعدات عسكرية حديثة وكثيرة في المقابل شن طيران العدوان الغاشم عشرات الغارات الجوية لاسناد المرتزقة من جانب ومن جانب اخر ايقاف الهجوم الواسع الذي نفذه اسود الجيش واللجان الشعبية ولكن الغارات الجوية لم تفلح وفشلت فشل ذريع حيث كشفت مصادر عسكرية ان الغارات الجوية تجاوزت الــ12 غارة جوية في المعركة.
الأهم من ذلك ان الاهمية الاستراتيجية لمنطقة اليتمة تكمن بكونها تمثل قاعدة عملياتيه مسيطره بالنسبة للجيش واللجان الشعبيه بمديرية خب والشعف وتفرض واقع مهيمن على الجبهه الشماليه الشرقيه والتي باتت تتحكم بمسار الوضع فيها وتطلق مسارات عملياتية جدية وجديدة باتجاه شرق وشمال مارب نظراً للقرب الجغرافي وللمرونة العملياتية في تحقيق ذلك وبزمن قصير في الظروف المسموحة لتحقيق ذلك. لذلك تضيف معركة اليتمة ومحيطها نقاطاً الى رصيد الجيش واللجان الذهبي الذي يعزز حضورهم وإمكاناتهم وينظر العدو السعودي ومرتزقته الى تمركزهم في سلسلة جبال الجوف الشرقية وما بعدها على أنه يصعّب على قوات الغزاة والمرتزقة حصر رقعة المواجهة في أية حرب امامية مقبلة وفاصلة لذلك استعدت قوات الجيش واللجان الشعبية بقوة هجومية ساحقة لاستعادة السيطرة على منطقة جغرافية واسعه جدا في ساعات وتم تحقيق ذلك وكانت نكسة ونكبة وهزيمة قاسية للغزاة والمرتزقة بالجبهة الشرقية بشكل عام وبجبهة الجوف بشكل خاص.. وللحديث بقية عن اليمن ينتصر.