المشهد اليمني الأول/
يقدرون في “إسرائيل” أنه من المتوقع أن يكون العام الجديد متوتراً جداً في الجبهة الشمالية، خاصة في جبهة لبنان ضد حزب الله.
هذه التقديرات تستند إلى ازدياد حدة تصريحات الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، إلى جانب بناء القوة والتعاظم الحثيث للمنظمة، وكذلك إلى الحسم الواضح في الحرب الأهلية في سوريا، كل هذه الأمور مجتمعة قد تؤدي إلى تصعيد على طول الحدود مع لبنان.
ويلاحظون في “إسرائيل” أنه على ضوء انتصارات الأسد وشركائه في القتال في سوريا، فإنه من المتوقع أن يشير العام المقبل إلى عودة حزب الله للتركيز على ما يحصل في بلاده، عبر تقليص تدخله العسكري في سوريا. وبحسب التقديرات، من ناحية حزب الله هناك حاجة في تحديد “إسرائيل” بأنها العدو المركزي. هذه الحاجة قد تتعزز في الأشهر الأخيرة كجزء من روح المقاومة لدى المنظمة وعلى خلفية الانتقاد الداخلي في لبنان حول الأثمان الباهظة التي دفعها حزب الله في قتاله إلى جانب قوات نظام الأسد في سوريا. ويلاحظون في “إسرائيل” تزايد هذا المنحى في الأشهر الأخيرة.
التقدير في المؤسسة الأمنية لا يتطرق فقط إلى تشديد نبرة (الأمين العام لحزب الله السيد) حسن نصر الله ضد “إسرائيل”، بل أيضاً إلى مراحل بناء قوة وتعاظم حثيث لحزب الله وجهوزيته المتزايدة قبيل مواجهة محتملة مع “إسرائيل”، في حال اندلعت.
ويقدرون في “إسرائيل” أيضًا أن إيران وحزب الله من المتوقع أن يزيدان محاولات تطوير أسلحة عبر إنتاج ذاتي. هذا الإجراء، حتى ولو كان بمعيار محدود جدًا، صحيح أيضًا حيال قطاع غزة وعلاقة “حماس” و”الجهاد الإسلامي” مع إيران.
وبحسب التقدير، فإنّ مراحل تصنيع السلاح الذاتي، تتم من خلال جملة أمور، عبر مستشارين أرسلوا للمساعدة من إيران، كبديل محدد لإرساليات سلاح مباشرة، تعتبر تكلفة نقلها عبر محاور التهريب المختلفة باهظة جدًا، وهي تتعرض لكشف مسبق من جانب الدول العظمى و”إسرائيل” عندما تكون في طريقها إلى لبنان.
تجدر الإشارة إلى أن المؤسسة الأمنية في “إسرائيل” تواصل منحى التحسين الواضح وإعادة رسم الحدود مع لبنان. كل الأنشطة تجري في “الأراضي الإسرائيلية”. حتى الآن، عدا عدة استفزازات محلية لعناصر حزب الله، المشروع يسير بهدوء نسبي. يحتمل كثيرا أن يزيد حزب الله في الفترة القريبة من استفزازاته في منطقة الحدود.