المشهد اليمني الأول/
مع مرور الوقت بدا المشهد أكثر وضوحاً، ولم يعد خافياً أن دول التحالف، لا سيما السعودية ودولة الإمارات، هي أيضاً تبحث عن أطماعها في أرض الشعب الفقير، كما هو حال الدول العظمى في المنطقة.
وشكلت كل من أبوظبي والرياض قوات موازية أو أشبه بدولة موازية تحت غطاء دعم مايسمى بالشرعية في المناطق التي تسيطر عليها، إلا أن الواقع أثبت زيف الإدعاءات، فقد سال لعاب المطامع الإماراتية في استقرار عدن وموانئها وموقعها الاستراتيجي عجَّل في المواجهة مع قوات الشرعية.
ومنذ تدخلها في حرب اليمن عام 2015، سوَّقت السعودية ودولة الإمارات نفسيها على أنهما تهدفان إلى حماية الشعب اليمني من “بعبع” إيران ونفوذها في المنطقة، إلا أن ملامح الصراع الأخير، الذي لا تُشكل إيران ولا الحوثي أو المؤتمر الشعبي العام، أحد أقطابه، قد كشف “عورة” الحماية الخليجية، التي دفع ولا يزال يدفع ثمنها الشعب اليمني.
ومنذ الأحد الماضي، تشهد مدينة عدن اشتباكات بمختلف أنواع الأسلحة، بين قوات الحماية الرئاسية الموالية للفار هادي، وقوات تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم إماراتياً، الذي يطالب بإقالة حكومة أحمد عبيد بن دغر، مرجعاً سبب ذلك لإخفاقها في توفير الخدمات، والفساد.
وحول تضارب الأجندات والمصالح في اليمن، يقول الصحفي والإعلامي اليمني: إن “الأجندات متباينة في معسكر التحالف؛ الإمارات لها تحركاتها في الجنوب، منها الموانئ وسقطرى وباب المندب والمحيط الهندي وبحر العرب، والسعودية أيضاً لها أجندتها الخاصة، والكل يبرر أجندته بالعمل تحت مظلة التحالف، ومن يحاول الحديث عنها يلقى سيلاً من الاتهامات المغرضة”.
وختم حديثه قائلاً: “لكن ما نرى على أرض الواقع هو أن الإمارات تنتج مليشيات وجماعات مسلحة مع الأسف، والكثير من المؤسسات الحكومية والعسكرية والأمنية باتت بيد المليشيات الموالية لها”.
ويوماً بعد يوم تصبح جميع إداعاءات الكيد وتحميل الحوثيين مسؤولية الإقتتال والأحداث التي تعصف بالبلاد حتى نالت البلاد لقب “أم الكوارث في العالم” بحسب تعبير الأمم المتحدة، ضرباً من الخيال والمبالغة.