بقلم: عبدالله الدومري العامري
الشهيد يحيى إبن علي إبن صالح العامري ، لقبه الجهادي ( الهمام ) شاب في مقتبل العمر ، أخي من أبي وأمي شجاعاً ومقداما لا يهاب المنايا، كريماً وحنوناً ، أنطلق في سبيل الله إستجابة لله ولأعلام الهدى بعد أن رأى بلده تتعرض لعدوان غاشم وحصار جائر ، تحرك بعد إن رأى النساء والأطفال تدفنهم طائرات العدوان وهم أحياء في منازلهم ، تحرك قائلاً هل اقعد في البيت وأنتظر طيران العدوان حتى يقتلني وأنا في المنزل ، فقال يجب أن انطلق إلى الجبهة وأستثمر موتي هناك فالله سبحانه وتعالى قد أشترى مني نفسي وأنا بعت لة ، قبل انطلاقة إلى الجبهة ألتحق بالعديد من الدورات الثقافية والعسكرية وكل ما يخرج من دورة حتى يلتحق بدورة أخرى وبعد أن أصبح قلبه ممتلئاً بالإيمان ألتحق بوحدة القناصة حتى أصبح قناصاً ماهرا، كان يحمل سلاح الإيمان في قلبه قبل أن يحمل سلاح الكلاشنكوف في يده .
قبل إستشهادة بشهرين تلقيت نبأ إصابته في جبهة المخأ من أحد أصدقائه ولم يخبرنا الشهيد بأنه مصاب خوفاً أن نقوم بإرغامة على العودة إلى البيت حتى يتعافا وبعد معرفتنا ضغطنا عليه حتى يأتي لزيارتنا هذا بعد مكوثه لما يقارب الشهر وهو يتعالج في إحدى مستشفيات الحديدة ، أتى لزيارتنا وهذه المرة كان وجهة يسطع نوراً والابتسامة لا تفارق شفتية وفي زيارته هذه التي تعتبر الأخيرة كان كثيراً يحدثنا عن الجهاد في سبيل الله وعظمته وأهميته وأهمية التحرك لمواجهة الغزاة المعتدين وكان يقوم بجمع أصدقاءه والجلوس معهم وتوعيتهم ودفعهم إلى التحرك إلى الجبهات وفعلاً فقد تحرك الكثير من اصدقاءه إلى الجبهات .
قبل عودته إلى الجبهة زار جميع الأهل والأقارب في العاصمة وبعد ذلك ذهب إلى البلاد لزيارة الأهل والأقارب هناك وزارهم جميعاً واحداً تلو الآخر وبعد إن أنتهى من زيارتهم عاد إلى صنعاء ووصل تقريباً الساعة الثالثة عصراً ، دخل البيت سلم على والدة وأخوتة وقال لنا دعواتكم لي أنا مسافر ، قلنا لة أين مسافر وعادك جيت من السفر قال أنا مسافر إلى الجبهة متوكل مع ربي ، والله قد أنا متلهف لمواجهة أعداء الله، وإذا أصطفاني الله شهيداً فلا تبكوا عليا وأكتبوا فوق تذكاري نفس وأشتاقت لباريها، قلنا لة مع الله ، الله ينصركم ويعينكم ويثبت اقدامكم ، أخذ شنطتة العسكرية وذهب ، ولم يمضي أسبوع واحد إلا وأصطفاه الله شهيداً .
كانت قصة إستشهادة رضوان الله عليه كما رواها لي أخي إبراهيم الذي كان برفقة الشهيد في الجبهة أنه في يوم تأخر المدد عليهم وكانوا في متارسهم وقد فتك بهم العطش فنظر إلى رفاق دربه وهم في حاله يرثى لها من شدة العطش فقال لهم بأنه سيذهب ليعبي لهم ماء من مكان يبعد عنهم مسافه ساعتين وأخذ الدراجة النارية ( المتر ) وذهب وبعد سفر حوالي ساعتين أستطاع أن يجلب لهم الماء وأثناء عودته إليهم كانت الطائرة المعادية ( الزنانه ) تلحق بعده ولم تستهدفه ، فأدرك الشهيد بأنها تلحق بعده من أجل مراقبة الموقع الذي يتمترس فيه هو وبقية المجاهدين حتى تضرب عليهم وتستهدفهم جميعاً ، فغير اتجاه سيرة نحو طريق أخرى والطيران يلحق بعده وقرر أن يضحي بنفسه فداء في سبيل الله ولا ان يكشف الموقع للطيران ويستهدف المجاهدين ، كان يسوق الدراجة النارية بسرعة عالية وعندما رأي أحد الأشجار ذهب إليها وأوقف دراجتة النارية تحت ضلها وما هي إلا لحضات حتى أطلقت طائرة الزنانة صاروخ عليه وسقط شهيداً مبتسماً .
آخر أشعارة التي كتبها قبل إستشهادة هو هذا الشعر الذي لقيته في دفتر الملاحظات في تلفونه
( سلام يادنيا الغرايب
مابقي لي فيش صاحب
يوقف معي وقت الشدايد
بس والله ان الجهاد ما منه مصايب
والله لا نقاتل كل خاين ومنافق
وهيهات من كل صاحب عايب
وإحنا رجال الله نغزي في حروب الشدايد
وسلامي لكل وحش مجاهد
يوقف ضد العدو الكاذب )
هنيئاً لك يا أخي فقد كنت منكلا بأعداء الله مزلزلاً لعروش الطغاة الغزاة المستكبرين ، هنيئاً لك وسام الشهادةً في سبيل الله في سبيل الدفاع عن المستضعفين في سبيل الدفاع عن العرض والأرض من عملاء أمريكا وإسرائيل أذناب اليهود آل سعود ومن والاهم ، هنيئاً لك يا يحيى فقد أخذت الكتاب بقوة ، هنيئاً لك وسام الشهادة ، هنيئاً لك الشرف العظيم ، هنيئاً لك ، ونعاهدك الله بأننا على دربك ماضون حتى يصطفينا الله شهداء مكرمون ، نعيش أعزاء أو نسقط في ساحات الكرامة شهداء .