بقلم: أمة الملك الخاشب
يستعد غالبية الشعب اليمني الحر في كل المحافظات وفي كل المديريات والعزل إحياء مناسبة أسبوع الشهيد الذي يبدأ من تاريخ 13 جماد الأول وحتى 20 منه ولا زلت أتذكر كم كان عدد شهداءنا قبل العدوان الغاشم على بلدنا حيث تضاعفوا اليوم أضعافا مضاعفة فوق الضعف –, ولا زال شهداءنا إلى اليوم وحتى لحظة كتابة مقالي لا زال الشهداء يرتقون بأرواحهم يوميا وكثير منهم شاركوا العام الماضي في أسبوع الشهيد وهذا العام أصبحوا في ركاب الشهداء فسلام ربي عليهم عدد الليل والنهار وعدد قطر الأمطار وعدد حبات الرمال
لهذه المناسبة خصوصية عميقة في كل القلوب الموجوعة لفراق أحبة لها ومنذ بدء هذا العدوان الغاشم على بلدنا وحتى يومنا هذا واليمنيون يقدمون قوافل الشهداء كل يوم من أزكى الرجال وأطهر الشباب الذين ينتمون لثرى هذه الأرض الطاهرة. أسر الشهداء هم من الأسرة المكلومة بفراق ذويها ومن كانت تعتبرهم عزوها في هذه الحياة و هم بلا شك يشعرون بالألم والوجع والحزن لفراق أحبتهم ولا غرابة في هذا فهذه هي الفطرة السليمة الطبيعية التي جبلنا الله نحن البشر عليها وهي المحبة لذوينا ولأبنائنا ولعشيرتنا والحزن لفراقهم .
ولكن أسر الشهداء هنا في يمن الإيمان جادوا بأغلى مالديهم من فلذات الأكباد متغلبين على مشاعرهم الطبيعية التي حولوها إلى مشاعر فرح وسرور ورضى لاستشعارهم أنهم قدموا قربانا ليرضوا الله تعالى وأيضا لإيمانهم أن شهيدهم حي يرزق ومرتاح في ضيافة الرحمن فهذا الشعور يخفف عليهم الكثير من وجع الفراق.
فلو نسأل أهالي الشهداء لسمعنا منهم أن نسبة كبيرة من شهداءنا تمنوا الشهادة وطلبوها وسعوا إليها وطلبوا من أمهاتهم أن يدعون لهم لينالوها .ولهذا تجد الأم تتذكر كلمات ولدها وهو يتمنى الشهادة فتهدأ نفسيتها وتقتنع .
لو فكر فقط أحدنا فقط بالنزول لأمهات الشهداء وسؤالهن عن عالم الرؤيا والمنام ؟ وكم مرة زارها شهيدها في المنام وماذا قال لها ؟
ستجدون إجابات عميقة محزنة ومبكية ومفرحة ومؤثرة وعجيبة فيها من قصص الرؤيا ما يستحق أن تؤلف فيها ليس كتب فقط بل ومجلدات عن ما تراه أمهات الشهداء من رؤى مختلفة لأبنائهن وتجعل المتابع والقارئ يتأكد ويؤمن أن للشهادة فضل لا يضاهيه فضل ومكانة عظيمة تجعل من عرف حقها يتسابق لنيلها
أحب قطرة إلى الله
ماهي أحب قطرة إلى الله ؟؟
عن الإمام زين العابدين عليه السلام: “ما من قطرة أحب إلى الله عز وجل من قطرتين : قطرة دم في سبيل الله، وقطرة دمعة في سواد الليل لا يريد بها العبد إلا الله عز وجل“
فعندما نقول هنيئا لفلان الشهادة فهذه الكلمة ليست كلمة عابرة أو كلمة انشائية تقال عندما يصلنا خبر استشهاد أحد الشهداء أو عندما نعلق في مواقع التواصل على إحدى صور الشهداء ويعتبر البعض مجرد التعليق على ذلك المنشور كأنه تفضل منه ومنًة متناسي أو متجاهل أن هذا الشهيد ما قدم روحه ودمه إلا لأجل أن يحيا بقية الشعب في العزة والكرامة المنشودة
وكلمة هنيئا للشهيد هذا المقام تعني أن الشهداء فعلا في هناء آمنين من العذاب ومن الأهوال ويعيشون وضع خاص في كل شيئ حتى في اليوم الصعب يوم الحشر لا يمسهم من هذا اليوم سوء لا تعب ، فهم الذين يمرون دون حساب! فهنيئاً لهم فعلا
ومن يتضايق من إحياء فعاليات أسبوع الشهيد وهو يعلم أن في قصصهم حياة للقلوب ومن قصصهم نستمد البطولة والتضحية والصمود والإيمان –
ماعليه إلا مراجعة نفسه فلا تظلموا شهداءنا مرة أخرى فهم ظلموا وقتلوا ظلما ويأتي البعض ليعترضوا على هذه المناسبة بكل بساطة وهي المناسبة التي ينتظرها أهالي الشهداء بفارغ الصبر وهي أقل القليل نقدمه تجاه شهداءنا لكي نحافظ على آثارهم، ونحيي أفكارهم فهم من قتلوا ظلماً وعدوانا لأجل كرامة الأمة جمعاء …ً أهذا جزاء الشهيد.؟ . أهذا هو جزاء تلك الدماء الطاهرة، أن يتنكر لها البعض ؟
فالأمة التي تنسى شهداءها العظماء لا تستحقهم
#شهداؤنا_عظماؤنا