انتهت اللعبة في عدن وخسر “هادي” معركته الثانية في عدن بعد خسارة مماثلة في صنعاء قبل سنوات .
وحده “هادي” من لايتعظ من الأحداث والدروس ولايأخذ له عبره أبدا مما يحدث يكرر نفس الخطأ ويمارس نفس الإستراتيجية .
– الأحداث الأخيرة هي نتاج طبيعي لمرحلة صراع تطورت بين هادي والإمارات عمرها عامين بدأت بخلاف وجهات نظر وامتدت إلى صراع مناصب قبل ان تنتهي بإسقاط شرعية هادي .
-يمكن القول الآن ان المجلس الانتقالي والإمارات انتصروا على “هادي” في معركتهم هذه وخسرت الشرعية معركتها بشكل كامل ولم يعد هناك أي وجود للشرعية ولن يكون لها أي وجود على المدى البعيد لسنوات في عدن أو ماجاورها.
– كانت المعركة الأخيرة جنوبية جنوبية ولم يكن للشمال وقواه السياسية أي دخل فيها ،تقاتلت القيادات التي تشاركت حربها ضد الحوثيين فيما بينها واسقط الجنوبيون بعضهم وعقموا جراحهم ووسعوا الهوة فيما بينهم .
-المتضرر الأكبر من نتائج ماسيحدث هو المواطن البسيط وخدمات القطاع العام والرواتب والصرف والأمن العام والوضع العام المعيشي لأنه وبكل بساطة لن تقوم دوائر الحكومة خلال الأشهر القادمة بمهامها وستتنازعها التوجهات بين القادمين الجدد وبين من تولوا أمورها سابقا.
– إذا استمر وجود الحكومة في “عدن” فلن يكون إلا حضور رمزي هدفه استلام الوزراء مرتباتهم الحكومية واستمرار المزايا الخاصة بهم .
– الواقع على الأرض ما بعد الـ29 من يناير2018 مغاير تماما لما قبله وحضور الشرعية وقوتها لن يكون لها أي وجود في “عدن”.
– بسط المجلس الانتقالي والقوات التابعة له سيطرته المطلقة على “عدن” وبات هو القوة المتحكمة جنوبا ومن خلفه دولة الإمارات العربية المتحدة .
– حان الوقت ان تخرج الحكومة الشرعية ببيان رسمي وتعلن فيه هزيمتها وان يغادر كافة أعضائها “عدن” وان يسلموا الأمور كاملة إلى قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي لكي تسمى الأمور بمسمياتها .
– هزم “هادي” وهزمت شرعيته وعليهم الاعتراف بذلك رسميا وأي حديث يخالف ذلك فهو الوهم بعينه.
– أتوقع ان يواصل “هادي” تأدية نفس الدور السابق والتأكيد على انه لايزال رئيسا يملك حضورا في عدن رغم ان هذه الأشياء لم يعد لها وجود على ارض الواقع وهنا ان فعل فأنه سيواصل السماح لنفسه بتلقي المزيد من الخسارة السياسية.
– حان الوقت ان يتولى المجلس الانتقالي الجنوبي طالما وقد تمكن من إسقاط الحكومة الشرعية أمور الناس في عدن وغيرها من المحافظات وان يبدأ تعيين محافظين وإدارة المؤسسات الحكومية وان يتولى مهام إدارة الحياة وتأمين الناس وسحب كافة المظاهر المسلحة وان يكون مسئولا مسئولية مباشرة عن حياة الناس وخدماتها ورواتبها .
– حان الوقت ان تعترف الحكومة الشرعية اليمنية بأن لاوجود لها بعد اليوم في “عدن” وان موازين القوة والحضور اختلت وفقدت الحكومة حضورها السابق ولن تستعيده ابدا وعليها ان تبحث عن موقع جديد لها قد يتمثل بمحافظة مأرب أو غيرها.
– قادم الأيام لن يستقر الوضع في “عدن” لا للمجلس الانتقالي ولا لأي قوة أخرى حتى وان بدأ ان ثمة انتصار تحقق لان الأطراف الأخرى ستلعب نفس الدور الذي لعبه الانتقالي قبل ان ينتصر مؤخرا وهكذا ستظل المدينة تعيش حالة صراع بين من سينتصر وبين من سيهزم.
-الواقع في “عدن” اليوم بعد اليوم واقع مغاير وهو واقع المجلس الانتقالي بقوته وحضوره وعليه ان يقر بأنه بات المسئول عن كل شيء يحدث في عدن أو غيرها من محافظات “الجنوب” وعليه ان كان “جادا” ان يبدأ فتح حوار سياسي مع من هزمهم من القوى السياسية الجنوبية الأخرى لايقوم على قاعدة المنتصر والمهزوم .
-أضرت الأحداث الأخيرة بالنسيج الاجتماعي الجنوبي كثيرا وأعادت التأكيد على ان لغة القوة تتفوق على ماعداها من طرق التسويات السياسية وأعادت هذه الأحداث الجنوبيين سنوات طويلة إلى الخلف وان بدأ ان طرف جنوبي ما انتصر إلا انه انتصار شبيه بانتصار دورات العنف السابقة جنوبا والتي انتهت بتسليم الجنوب إلى الشمال في 22 مايو 1990.