المشهد اليمني الأول/
رأى مقال نشره موقع «غلوبال ريسيرش» أن الاتهامات التركية للسعودية والإمارات بدعم حزب العمال الكردستاني، المصنف كتنظيم إرهابي من عدة دول إقليمية وعالمية، تنذر بتحويل الهجوم الذي تنفذه تركيا على منطقة عفرين إلى مأزق إقليمي، مؤكداً أن هذا التهديد يتعاظم في ظل التصريحات الإيرانية بأن الاحتجاجات المفتعلة في إيران تشتد في المناطق التي تسكنها الأقليات العرقية بمن في ذلك الأكراد في الشمال الغربي والبلوش على الحدود مع باكستان.
وقال الموقع في مقال للباحث جيمس دورسي: تطرح هذه التطورات مجتمعة تصعيداً محتملاً للتوترات بين إيران والسعودية، كما أنها تفاقم أزمة الخليج التي مضى عليها ثمانية أشهر حتى الآن وسط المواجهة التي تقودها السعودية وحلفاؤها ضد قطر التي أقامت بدورها علاقات وثيقة مع تركيا.
وتابع المقال: وسط الصمت السعودي، يتجلى واضحاً أن مساهمة السعودية بمبلغ مليار دولار لـ«إعادة إعمار الرقة» الخاضعة حالياً لسيطرة قوات (قسد) كانت دليلاً على تورط الرياض بلعبة قذرة.
وأكد المقال أن النظام السعودي يواصل مساعيه لزعزعة الاستقرار في سورية وإيران من خلال إثارة الاضطرابات بين الأقليات العرقية، حيث كانت قد ذكرت وزارة الاستخبارات والأمن الوطني الإيرانية أنها ضبطت مؤخراً مخبأين كبيرين للأسلحة والمتفجرات في عمليات منفصلة في المناطق الكردية في غرب البلاد ومنطقة بالوش على الحدود الشرقية مع باكستان.
وأكدت الوزارة أن المخبأ الذي تم ضبطه في مدينة مريوان يشمل مواد لصنع القنابل والصواعق الإلكترونية والقنابل الصاروخية بينما احتوى المخبأ الآخر في الشرق على قنابل يتم التحكم فيها عن بعد، وقد اتهمت الوزارة السعودية بتقديم هذه الأسلحة.
وأضاف المقال: ولا يتوقف الأمر هنا، إذ كان قد تعهد ولي العهد السعودي – وزير الدفاع محمد بن سلمان بإحداث معارك في الداخل الإيراني، بينما قال تركي الفيصل، الرئيس الأسبق للمخابرات السعودية إنه يريد «إسقاط» النظام في طهران. في حين أن مركز الخليج العربي للدراسات الإيرانية، الذي يدعمه ابن سلمان، دعا في دراسة نشرت في العام الماضي السعودية لدعم حرب العصابات التي يشنها البلوش في منطقة بلوشستان ضد حكومتي إيران وباكستان. وذكرت الدراسة أنه يمكن للسعوديين إقناع باكستان بتخفيف معارضتها لأي دعم سعودي محتمل للبلوش.
من جهة أخرى، وفقاً لمسلحين باكستانيين، فقد عززت السعودية في العام الماضي تمويل بعض المدارس الدينية في بلوشستان التي يبدو أنها تستخدم ملاذاً للمسلحين المناهضين لإيران.
وأكد المقال أن تأجيج التوترات الإثنية بالوكالة في إيران وباكستان وسورية يهدد بمزيد من زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط ويعقد الخطط الصينية لتطوير ميناء جوادر الباكستاني كجزء من مبادرة «الحزام والطريق»، كما يهدد بتفاقم الحرب على اليمن، وإضفاء الطابع الإقليمي على المواجهة التركية- الكردية، ودفع الشرق الأوسط إلى حافة الهاوية.