المشهد اليمني الأول/
تصاعدت حدة الصراع بين ما يسمى الحكومة الشرعية التابعة للسعودية وما يسمى المجلس الانتقالي الجنوبي التابع للإمارات في محافظة عدن الواقعة تحت سلطات الاحتلال والغزو السعودي الإماراتي.
وحذّر وزير داخلية حكومة هادي، الموالية للسعودية، المجلس الانتقالي الموالي للإمارات، من التحرّك على الأرض وتنفيذ أي خطوات من شأنها أن تضغط على الحكومة التي يرأسها أحمد عبيد بن دغر.
وقالت الداخلية الموالية للسعودية في بيان إنها لن تسمح بأي تجمعات بشرية أو إقامة فعاليات جماهيرية في أي منطقة بمحافظة عدن. وبررت قرارها أنه اتخذ «نظراً لتردي الوضع الأمني في العاصمة المؤقتة».
وتزامن بيان الداخلية الذي لم يحدد وقت وتاريخ بدء الإجراءات المعلن عنها في البيان، مع صدور تعميم عن العمليات المشتركة التابعة لسلطة هادي، بـ«رفع حالة التأهب القصوى لجميع تشكيلاتها العسكرية في عدن ومحيطها».
وقبل يوم واحد فقط من موعد انطلاق من التحرك الشعبي الذي دعا إليه المجلس الانتقالي الموالي للإمارات، في ساحة العروض بمدينة خور مكسر بعدن، أعلنت عدة ميليشيات مسلّحة تابعة للإمارات وتدور في فلكها، استعدادها لتأمين الفعالية، وحجمياتها من أي تدخّل من قبل حكومة هادي الموالية للسعودية.
وسط هذه الأجواء، حذرت السعودية في بيان نشرته صحيفة «عكاظ» الرسمية، من «محاولات انقلابية تستهدف حكومة بن دغر» التابعة لها.
وتزامناً، قام عدد من قيادات تحالف العدوان السعودي في عدن، بزيارة بن دغر في قصر معاشيق. وحرصت هذه القيادات على بشر صور تجمعها مع بن دغر في وسائل الإعلام التابعة لها، على الرغم من الغموض الذي لف اللقاء، للإيحاء بأن«أجواء طبيعية» جمعت بين أطرافه.
إلى ذلك، دعا سلطان يافع فضل بن محمد بن عيدروس العفيفي، كافة أبناء يافع وشخصياتها وقيادات مقاومتها إلى التزام الحياد في الصراع الدائر حاليا بعدن.
وقال «كلكم يتابع الأحداث والتطورات التي تجري على الساحة وخاصة في عدن؛ وعليه فإنني أدعو الجميع أن يتجنبوا المشاركة في الفتنة والصراعات السياسية الدامية أو المؤثرة على الأمن وحركة عجلة الحياة الطبيعية، تحت أي شعار كان».
وقال في بيان: «أدعو أن يقف القادة والمواطنين على الحياد، ويكفي عدن والجنوب بشكل عام ماعانته من تجارب دامية مدمرة للذات ومدمرة لبنية المجتمع، ولم يتحقق شيء من كل الشعارات التي كانت ترفع قبل كل صراع، ولم تثمر هذه الصراعات إلا مزيداً من تقطيع أوصال المجتمع ومزيداً من تعميق الخلافات بين مختلف المناطق».
وعلى الأثر، سجّل المجلس الانتقالي الموالي للإمارات، تراجعاً ملحوظاً عن تهديداته المرتفعة السقف. فقد دعا نائب رئيس الانتقالي، هاني بن بريك، الرئيس الهارب الى السعودية عبد ربه منصور هادي إلى «الاستجابة لمطالب الشعب»، معتبراً أن ذلك أمر «سهل»، يقتضي أن «تستجيب لشعبك وتحقق مطالبهم العادلة، وتشعرهم أنك رئيسهم القريب منهم».
وفي خطوة إلى الوراء، قال بن بريك أن خروج هادي «بخطاب يضمد الجراح ويبسط الأمل للشعب ويعدهم بالخير والاستجابة للمطالب العادلة، سيحقق به مصالح وطنية عظيمة»، مشيراً إلى أنه «أملنا في الرئيس هادي لم ينقطع».
ويسود التوتر في عدن بين أتباع السعودية وأتباع الإمارات. ويبدو أن الجميع في موقف حرج، إذ وضعوا سقوفاً عالية جداً وشروطاً تعجيزية لم يعد بإمكن أي منهما التراجع عنها، خصوصاً وأن حملات التحريض المتبادلة دغعت بالعشرات من أبناء المناطق الجنوبية الى اتخاذ مواقف مؤيدة لأحد الطرفين.
ويعوّل الجميع الآن على تدخّل قوى العدوان بشكل مباشر لدى أتباعها لتهدئة الأوضاع قبل أن تنفجر الأمور ويُفتح باب الصراع على مصراعيه، يكون المواطن اليمني أبرز الخاسرين من تداعياته.