المشهد اليمني الأول/
إجتمعت اللجنة الرباعية المعنية باليمن والتي تضم السعودية والإمارات وأمريكا وبريطانيا بمقر سفارة الأخيرة في العاصمة الفرنسية باريس أمس الأول الثلاثاء، لكنه لم يصدر عنه أي بيان غير أنه بحث بحسب وكالة الصحافة الفرنسية الخطوات السياسية التي ينبغي اتخاذها في الفترة القادمة.
وقالت وكالة الأنباء الفرنسية إن الاجتماع الذي شارك فيه كلا من وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون ونظرائه السعودي عادل الجبير والإماراتي عبد الله بن زايد، والبريطاني بوريس جونسون، بما بات يعرف بالرباعية، ناقش “حل سياسي” للنزاع في اليمن.
فيما نقلت عن مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية بعد اجتماع السفارة: “تحدثنا عن الأهداف الحرجة المتفق عليها في اليمن والتي تتمثل في المقام الأول في دعم الإجراءات التي اتخذت على مدى الأسابيع الماضية لتوسيع وصول المساعدات الإنسانية“.. ما إعتبره خبراء على شاشات الإعلام يوم أمس، أنه مسعى إحتياطي لذر الرماد في العيون لمرحلة عدوانية جديدة، إشارتها الحديث الكاذب عن إيران.
وأضاف المسؤول الأمريكي: “هذا ما يوفر لنا جميعا المساحة الكافية لمتابعة تنفيذ المزيد من الأهداف، بُغيةَ التوصل إلى حل سياسي للنزاع واستراتيجية لمكافحة النفوذ الإيراني في اليمن”.
وأضاف أن “زيادة الانتشار الإيراني يجب أن ينتهي، وإلا فسوف تكون هناك عقوبات لوضع حدٍ له”، في إشارة واضحة لنوايا عدوانية جديدة على اليمن بعد مرور وقت من تهديدات بريطانية أمريكية للوفد الوطني في الكويت بإستخدام الورقة الإقتصادية، كما كشف عن ذلك رئيس الوفد الوطني محمد عبدالسلام أمام لقاء حكماء وعقلاء اليمن.
ويصل وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، اليوم الخميس، إلى الرياض للقاء ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لبحث التصعيد الجديد، بعد زيارته أمس الأربعاء إلى سلطنة عُمان في زيارة لمنطقة الخليج وفي جعبته مناقشة الأزمة في اليمن، ضمن جهود دبلوماسية تقودها بلاده التي تتولى هذا الملف بمجلس الأمن.
وقبيل سفره إلى منطقة الخليج قال جونسون إن زيارته للسعودية “سوف تتيح له فرصة بحث الأزمة في اليمن، إلى جانب بحث التصدي لنشاط إيران الذي يزعزع الاستقرار في المنطقة”.
وأضاف بالقول: “لسلطنة عمان والمملكة العربية السعودية دور هام في المنطقة، وخصوصا لإيجاد حل سياسي للأزمة في اليمن. وفي اجتماعاتي هذه خلال هذا الأسبوع، سوف أجدد التأكيد على أن لا حل عسكري للصراع – بل إن محادثات السلام هي الحل الوحيد طويل الأجل للشعب اليمني”. إلا أن الحديث عن إيران دليل لنوايا تخالف التصريحات، بحسب متابعون للشأن اليمني.
ومؤخراً إختار انطونيو جوتيريس الأمين العام للأمم المتحدة الدبلوماسي البريطاني “مارتن جريفيثس” والمتورط بقضايا إختلاس أموال من مركز الحوار الإنساني (CHD) التابع للأمم المتحدة، مبعوثا خاصا جديدا ليحل محل إسماعيل ولد الشيخ الذي أبلغه بعدم رغبته في الاستمرار بمنصبه بعد انتهاء عقده نهاية الشهر القادم.
وأخبر غوتيريس أعضاء مجلس الأمن الدائمين – بريطانيا وفرنسا والصين والولايات المتحدة وروسيا – بأن جريفيث كان اختياره، كما أنه كان يتشاور مع دول الخليج وغيرها.
ويرى مراقبون أن الرباعية تسعى لمرحلة عدوانية جديدة في اليمن بدأتها بأكاذيب المساعدات الإنسانية لتلافي الحرج، معتبرين أن الحديث عن وضع حد للنفوذ الإيراني وهم أكثر من يعلمون عدم تورط إيران في الملف اليمني إشارة واضحة لتصعيد سياسي وعسكري كبير مستفيدين من تردي الأوضاع الإنسانية والحصار الإقتصادي المطبق على البلاد، زاعمين فتح الموانئ والمطارات كخديعة للرأي العام العالمي، لشرعنة التصعيد الجديد.
ومن المتوقع تورط أمريكا وبريطانيا المباشر بعد تورطهم السياسي واللوجستي في العدوان على اليمن، من خلال النبرة التصعيدية في الوسائل الرسمية البريطانية والأمريكية.
في المقابل يقابل تلك التحركات العدوانية، تحركات يمنية جديدة لمواجهة التصعيد بالتصعيد بردع حاسم، كما كشف عن ذلك عضو المجلس السياسي لأنصار الله “حسين العزي” ورئيس اللجنة الثورية “محمد علي الحوثي” خلال الساعات القليلة الماضية.
كما اجتمع الصماد بوزارة الدفاع والداخلية والأمن المركزي لتدشين مرحلة مواجهة جديدة، مع إكتمال العام الثالث للعدوان السعودي الأمريكي على البلاد، بما يجبر العدوان على التوقف ويفرض معادلة ردع صارمة للعبث الذي تسبب بأم الكوارث في العالم حسب توصيف الأمم المتحدة لها.
وكان قد أكد ناطق الجيش العميد شرف لقمان أن عام 2018 سيشهد تطوراً على المستويات العسكرية بأكملها، ولن يكون كما قبله من الأعوام على مستوى تحسين القدرات الفنية والتصنيعية للوحدات البرية والبحرية والجوية المتمثلة بالدفاع الجوي والوحدة الصاروخية.