المشهد اليمني الأول/
ذكرت صحيفة لوس انجلوس تايمز الامريكية نقلا عن مراسلها الديبلوماسي في العاصمة الاردنية عمان ان الاجتماع الذي حصل بين ملك الاردن عبدالله الثاني وولي العهد السعودي محمد بن سلمان كان عاصفا جدا ومتوترا وان الملك الاردني عبدالله الثاني قطع الاجتماع ووقف وخرج من القاعة دون توديع ولي العهد السعودي وتوجه مباشرة بالسيارة الى طائرته الخاصة وعاد الى الاردن. واضافت الصحيفة ان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان طلب اولا عدم مشاركة ملك الاردن في اجتماع قمة اسطنبول لرؤساء الدول الاسلامية في شأن القدس فرفض الملك عبدالله الثاني هذا الامر رفضا كليا.
واجابه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ان السعودية هي التي يجب ان ترعى الاوقاف الاسلامية في القدس وليس الاردن، لان السعودية هي الدولة الاسلامية الاولى التي انطلقت منها الرسالة الاسلامية من المدينة ومن مكة المكرمة.
فرد الملك عبدالله الثاني نحن الهاشميون ونحن من سلالة ملكية كانت مؤتمنة طوال 900 سنة على المقدسات الاسلامية في القدس وحتى في ظل السلطنة العثمانية. وبالنسبة الى السعودية فلديها مكة المكرّمة والمدينة المنوّرة ولتهتم بهم ولتحافظ عليهم.
وازداد توتر الحديث بين ملك الاردن وولي العهد السعودي عندما طالب محمد بن سلمان ملك الاردن بقبول عرض بقيمة 3 مليارات دولار مقابل اشتراك الجيش الاردني في حرب اليمن.وذكر ولي العهد السعودي محمد بن سلمان كلمات اشعلت عصبية وعزة نفس الملك الاردني الملك الثاني عندما قال له يجب ان يكون جيش الاردن شجاعا ويشترك الى جانب الجيش السعودي والاماراتي في حرب اليمن.
فرد الملك عبدالله الثاني بقوة وعنف على ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قائلا، اين كنتم انتم عندما حصل عدوان 1967 وقاتل الجيش الاردني من شارع الى شارع ومن حي عتيق الى حي عتيق في مدينة القدس، واذا كان الجيش الاسرائيلي اجتاح الدول العربية بخمسة ايام فانه بقي لمدة 3 اسابيع لم يستطع السيطرة على مدينة القدس، لان الجيش الاردني قاوم بشجاعة لا مثيل لها، والحق خسائر بالمئات من الجيش الاسرائيلي، وان شجاعة الجيش الاردني لا يتم الحديث عنها لان له تاريخ كبير في الشجاعة والقتال والمعارك، وانه لولا جلب تعزيزات ضخمة من الجيش الاسرائيلي الى مدينة القدس لما استطاع الجيش الاسرائيلي دخول مدينة القدس المقدسة وكان الجيش الاردني بقي فيها، وقام بردع الجيش الاسرائيلي الذي استطاع بعد حرب 3 اسابيع من السيطرة على القدس وهو المكان الوحيد الذي بقي بعد انتهاء الحرب التي استمرت 5 ايام مدة 13 يوما وهو يقاتل في مدينة القدس مانعا الجيش الاسرائيلي من احتلالها، كما ان الجنود الاردنيون رفضوا الاستسلام للجيش الاسرائيلي واخذوا مراكز قتال لهم حول المسجد الاقصى ومسجد قبة الصخرة وقرروا الاستشهاد هناك وعندها خضع الجيش الاسرئيلي لترك المسجد الاقصى وقبة الصخرة بعهدة الجيش الاردني وارسل رسالة الى الملك الراحل حسين يطلب فيه ان يبقى الجيش الاردني في المسجد الاقصى ومسجد قبة الصخرة والمقدسات المسيحية في القدس شرط ان لا تستمر المعارك بين الجيش الاردني والجيش الاسرائيلي.
وقال الملك الاردني عبدالله الثاني نحن لا نحتاج الى درس من احد في الشجاعة وفي تاريخنا منذ ايام رسول الله.
وغادر القاعة دون توديع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وعاد الى الاردن ومنذ ذلك الوقت انقطعت كافة الاتصالات بين الاردن والسعودية.