المشهد اليمني الأول/
تزوير الخرائط.. تهمة جديدة تضاف إلى سجل طويل من التهم التي توجّه لمتحف «اللوفر أبوظبي» الذي افتُتح أواخر عام 2017، فبعد هجوم على الإمارات لانتهاكها حقوق العمالة التي شاركت في بناء المشروع واتهامات من منظمات وناشطين مصريين بسرقة آثار فرعونية من القاهرة لوضعها في المتحف، جاءت واقعة «تزوير الخرائط» التي طالت جيران أبوظبي، وهما قطر وسلطنة عُمان.
أثار تلاعب أبو ظبي بخارطة منطقة الخليج العربي -الذي اكتُشف قبل أيام في متحف اللوفر- غضباً واسعاً من قِبل دولتي قطر وعُمان اللتين طالتهما واقعة التزوير، والتي حاولت من خلاله أبوظبي تغيير وقائع الجغرافيا بمنطقة الخليج.
فالبداية كانت يوم 19 يناير الحالي، عندما كشف سايمون هندرسون -الباحث في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى- أن القسم المخصص للأطفال في متحف اللوفر أبوظبي يعرض خريطة للخليج العربي خالية من اسم دولة قطر.
الأمر الذي علّقت عليه سعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني رئيسة مجلس أمناء متاحف قطر، على هذا التصرف خلال تغريدة على موقع «تويتر» قائلة: «على مرّ التاريخ، كانت المتاحف مصدراً مرجعياً. الناس يزورون المتاحف للحصول على المعرفة، والتعرف على الثقافات العالمية المختلفة، من خلال استكشاف الأشياء على شاشة العرض». وأضافت: «وعلى الرغم من أن فكرة المتاحف هي فكرة جديدة في أبوظبي.. فهل متحف اللوفر في باريس يوافق على هذا السلوك؟».
وحاول وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش، السبت الماضي، تبرير حذف دولة قطر من خريطة للخليج العربي معروضة في متحف اللوفر بأبوظبي، بأنه «هفوة بسيطة»؛ حيث قال في تغريدة له على حسابه في «تويتر»: «تابعت تغريدة رئيس هيئة متاحف قطر، والتي ضخّمت هفوة بسيطة».
وبعد حذف قطر من خريطة الخليج، تلاعب متحف «اللوفر أبوظبي» أيضاً في خريطة أخرى؛ حيث ضمّ محافظة مسندم العُمانية إلى أراضي الإمارات، في تصرف أغضب العُمانيين.
وعكس التلاعب الإماراتي في خارطة الخليج العربي استياء المغردين عبر وسوم كثيرة، منها: #اللوفر_أبوظبي، #مسندم_في_خارطة_سلطنة_عُمان، #مسندم_عُمانية، #الخارطة_الخليجية.
وقال نائب رئيس مجلس الشورى العُماني (سابقاً) إسحاق السايبي: «عندما فقد #متحف_اللوفر بوصلته وحاول تغيير مكان ظله، كانت النتيجة سقوطاً مؤلماً لأعمدة الفن والثقافة والعلوم الإنسانية العالمية! حيث أدخل نفسه في نفق مظلم لن يستطيع الخروج منه بسهولة، بعدما كان منارة إشعاع للعالم أجمع!».
ولم تتوقف الشبهات عن ملاحقة أبوظبي؛ حيث قالت الحملة الدولية لمقاطعة الإمارات في نوفمبر الماضي: «إن متحف اللوفر أبوظبي يضم قطعاً أثرية مسروقة ومهربة من مصر والعراق وسوريا، جرى بيع جزء منها لأبوظبي عن طريق عصابات تهريب الآثار». معتبرة أن هذه الخطوة تهدف إلى تلميع صورة الإمارات ونظامها الاستبدادي.
واعتبرت الحملة الدولية أن النسخة الجديدة من «اللوفر أبوظبي» -والتي أعطت فرنسا الضوء الأخضر لها- بمثابة عامل مشوّه لصرح اللوفر العظيم في باريس. وبيّنت الحملة أن القطع الأثرية المسروقة من مصر -والتي هُرّبت مؤخراً- مرّت بعلم بعض المتنفذين في مصر وأبوظبي. وقبل أشهر من افتتاح المتحف، اتهم ناشطون السلطات المصرية بتسهيل سرقة الآثار ونقلها إلى دولة الإمارات، وشنوا هجوماً حاداً على أبوظبي، بعد الكشف عن عرضها مقتنيات تاريخية تعود إلى عصر الفراعنة في متحف اللوفر أبوظبي.