المشهد اليمني الأول/ سبوتينيك
أعلنت الأمم المتحدة أن ممثلها الخاص في اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، سيغادر منصبه في فبراير 2018 نزولا عند رغبته بعد 3 أعوام من تسلمه الملف اليمني دون الخروج بحل للأزمة يرضي الجميع.
وقالت المنظمة إن ولد الشيخ “لا ينوي البقاء في هذا المنصب بعد انتهاء عقده الحالي في فبراير 2018 إلى حين تعيين خلف له، وسيبقى ملتزما بمهمته بالتوصل من خلال السبل الدبلوماسية إلى نهاية للعنف وتحقيق حل سياسي”.
وكانت وكالة “الأناضول” التركية نقلت أمس عن مصادر أممية نبأ تعيين البريطاني مارتن غريفثتس” مبعوثا أمميا جديدا إلى اليمن خلفا للمبعوث الأممي السابق إسماعيل ولد الشيخ أحمد.
وتسلم الدبلوماسي الموريتاني منصبه كمبعوث أممي إلى اليمن، في أبريل 2015، خلفا للدبلوماسي المغربي، جمال بن عمر.
ويتهم الحوثيون ولد الشيخ والأمم المتحدة بالانحياز لصالح حكومة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي المدعومة من السعودية.
وتمتد خبرة ولد الشيخ أحمد لأكثر من 30 عاما في الأمم المتحدة في مجال التنمية والمساعدة الإنسانية في أفريقيا والشرق الأوسط وأوروبا الشرقية.
من جهة أخرى ، اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الخطط المفروضة من الخارج على اليمن غير مجدية، مشيرا إلى أن روسيا تقيم علاقات مع كل القوى المنخرطة في النزاع اليمني.
وفي مؤتمر صحفي مشترك مع ضيفه اليمني وزير الخارجية عبد الملك المخلافي ، لفت لافروف إلى أن كل الخطط المفروضة من الخارج على اليمن غير مجدية، ويجب تفعيل جهود إطلاق الحوار الشامل للتسوية في اليمن”.
يقول القيادي في حركة”أنصار الله” محمد البخيتي في حديث لبرنامج “حول العالم” بشأن اتهام “أنصار الله” لولد الشيخ بالانحياز إلى جانب السعودية وحكومة الرئيس هادي، أولا، ولد الشيخ ليس متهما فقط من قبل “أنصار الله” بالإنحياز إلى جانب العدوان ضد اليمن، وإنما هناك مسؤولين داخل الأمم المتحدة قد أدركوا انحيازه وأنه غير جدير بهذا المنصب، ولذلك كان هناك ضغوط داخل الأمم المتحدة، وهي التي دفعته لتقديم استقالته، لإنه للأسف الشديد قد اعتبر أن هذه المهمة استثمارية وليست أخلاقية، لذلك فشل، ولم تؤد الأمم المتحدة دورها المتمثل في دعوة طرفي الصراع إلى الحوار المباشر لإيجاد حل لوقف الحرب،والدعوة لحوار داخلي بين المكونات السياسية اليمنية من أجل التوصل إلى اتفاق سياسي لسد الفراغ في السلطة التنفيذية، لإن كل هذه التداعيات هي نتيجة لحالة الفراغ في هذه المؤسسة، بعد استقالة الرئيس هادي وإقالة البحاح، وكان من المفترض أن يكون هناك حوار لسد الفراغ في السلطة، ومنذ توليه حتى اليوم،لم يحرز أي تقدم في هذا السياق بل أنه انحاز بشكل كامل إلى السعودية.
بدوره يقول الكاتب والمحلل السياسي اليمني أبو بكر باذيب في حديث لبرنامج “حول العالم” في تقديري الشخصي هناك سببان رئيسيان لفشل مهمة ولد الشيخ في إيجاد حل للأزمة في اليمن، السبب الرئيسي الاول، هو طبيعة الأزمة اليمنية المعقدة والصعبة، والسبب الاخر هو القدرات الشخصية والتفاوضية التي اتسم بها المبعوث الدولي، وكثير من التقارير تتحدث عن أن هذه هي أول مهمة سياسية تولاها ولد الشيخ،بعكس المهمات الإنسانية والإقتصادية التي كانت يتولاها في اليمن وأفريقيا وفي أماكن أخرى في العالم.
كما أن الطبيعة التفاوضية التي يتسم بها الحوثيون والتي عقّدت الموقف وقدرة المبعوث الدولي أن يصل بها إلى حل. وأكبر دليل على ذلك هي مشاورات الكويت التي استمرت لأشهر دون الحصول على أي نتيجة. فاختلف الحوثيون مع ولد الشيخ لإنه لم يصل معهم إلى حل يعطيهم فيه غطاء سياسيا يريدونه، وهو أن يتجاوز المرجعيات الدولية، وليس لإنه انحاز للشرعية.