المشهد اليمني الأول/
تطرق موقع «غلوبال ريسيرش» الكندي إلى الصراع الدولي والإقليمي على منطقة القرن الأفريقي، مشيراً إلى أن «هذا الجزء من العالم، لطالما شهد توترات، وكان عرضة لخطر اندلاع حرب، خصوصاً في الأعوام القليلة الماضية، منذ أن بدأت اثيوبيا بناء سد النهضة» على مجرى نهر النيل الأزرق.
وزاد الموقع الكندي، أن القرن الأفريقي بات مسرحاً للتنافس في خضم «الحرب الباردة» الدائرة بين أطراف الأزمة الخليجية، والقوى الإقليمية الأخرى، معتبراً أن ما تشهده تلك المنطقة يعد «مزيجاً من حروب المياه، والصراعات بالوكالة التي تجعل الإقليم شديد الهشاشة، وعرضة للتقلبات (السياسية والأمنية)».
وأضاف «غلوبال ريسيرش»، أن التطورات الأخيرة، المتعلقة بما تردد عن إرسال مصر تعزيزات عسكرية إلى قاعدة «ساوا» الإريترية، المحاذية للحدود السودانية، واتخاذ الخرطوم إجراءات مضادة على الحدود، واستدعاء السفير المصري لديها على خلفية ما عدته «تهديداً أمنياً محتملاً من جانب مصر واريتريا»، يندرج ضمن سياق رد القاهرة على الاتفاقية الموقعة أواخر العام الماضي، بين تركيا والسودان، بخصوص تطوير جزيرة سواكن، الواقعة بالقرب من ميناء بور سودان، وهي اتفاقية يعتقد أنها تشمل بنداً «سرياً» حول إقامة قاعدة عسكرية تركية على سواحل البحر الأحمر.
وفي هذا السياق، لفت «غلوبال ريسيرش»، إلى العلاقات المتوترة بين القاهرة وأنقرة منذ إزاحة الرئيس المصري السابق محمد مرسي، مشدداً على أن الطرفين يملكان مصالح في منطقة القرن الأفريقي، ويتصديان لبعضهما البعض في هذا الفضاء الاستراتيجي.
وأوضح الموقع الكندي، أن زيارة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الأخيرة إلى السودان، وما تبعها من قمة مصرية – إريترية، عززت الشائعات في شأن تسارع وتيرة تنامي العلاقات العسكرية بين القاهرة وأسمرة. ومع الإشارة إلى خشية الخرطوم من مخطط أمريكي لتقسيم البلاد، بتواطؤ مع إريتريا، شدد الموقع الالكتروني، في تقرير بعنوان: «المحور العسكري المصري – الأريتري قد يفجر القرن الأفريقي»، على أنه، وفي حال صحت تلك الشائعات، فإن الأمر سوف ينجم عنه «زعزعة الاستقرار» في المنطقة، وذلك بالنظر إلى «تاريخ اريتريا في دعم الحركات المسلحة في الدول المجاورة، مثل حركة الشباب الإرهابية»، وهو تاريخ تسبب في فرض عقوبات أممية على أسمرة منذ العام 2009.
من هذا المنطلق، أشار الموقع إلى أن مصر، التي تعاني من إشكالات في علاقاتها مع اثيوبيا والسودان، ترى في تعزيز علاقاتها العسكرية مع أسمرة «فرصة استراتيجية لضرب ثلاثة عصافير بحجر واحد»، وذلك عن طريق السعي إلى توظيف اريتريا، الواقعة على مضيق باب المندب، في «زعزعة استقرار اثنين من خصومها الإقليميين»، في إشارة إلى كل من السودان واثيوبيا.
أما عن أدوار القوى الدولية في القرن الأفريقي، فقد توقف «غلوبال ريسيرش»، عند التواجد العسكري الصيني في جيبوتي، وإمكانية حصول روسيا على قاعدة بحرية في الموانىء السودانية، مشدداً على أن لكل من موسكو، وبكين «مصلحة في التوصل إلى تسوية سلمية للأزمة المتنامية» في المنطقة، مع التذكير بمساعي الوساطة التي تولتها الديبلوماسية الصينية حيال النزاع بين اريتريا، وجيبوتي في الصيف الفائت.