المشهد اليمني الأول/

قال تقرير للأمم المتحدة إن سلطة حكومة هادي في اليمن، تآكلت إلى مرحلة الشك في قدرتها على انجاز شئ او توحيد البلاد امام تصاعد قوة أنصار الله.

وأعد فريق خبراء تابع للمنظمة الدولية، بين يومي 1 يناير/ كانون ثانٍ و31 ديسمبر/ كانون أول الماضيين، تقريراً شاملاً عن اليمن، من المقرر أن يقدمه إلى مجلس الأمن الدولي، مطلع فبراير/ شباط المقبل.

وتطرق التقرير، إلى سلطة حكومة عبد ربة منصور هادي في مناطق سيطرتها جنوبي وشرقي اليمن، وكذلك مناطق سيطرة الحوثيين، والأحداث الأخيرة التي شهدتها صنعاء، وأسفرت عن مقتل الرئيس اليمني السابق، علي صالح ، إضافة إلى إطلاق الحوثيين صواريخ على السعودية.

تآكل سلطة هادي :

التقرير خلص إلى أنه بعد مضي ثلاثة أعوام من النزاع فإن سلطة حكومة هادي تآكلت إلى مرحلة الشك في قدرتها على الانتصار في المعارك وتوحيد اليمن، موضحاً أن فريق الخبراء بنى هذا الاستنتاج على أربعة عوامل، على رأسها: “عدم قدرة عبد ربه منصورهادي على فرض سيطرته من الخارج على كامل الأراضي المحررة بسبب ضعف شخصيته وقلة الاعوان على الارض وسيطرة الامارات على الجنوب واختلافها مع القوى المنتمية الى الاخوان ”.

والعوامل الأخرى هي: “تشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي أعلن أن هدفه هو استقلال الجنوب”، و”استمرار تواجد الحوثيين في صنعاء وغالبية المناطق في الشمال”، وكذلك “انتشار القوات العسكرية بالوكالة، التي يتم تمويلها وتسليحها من أعضاء في التحالف (العربي) كالامارات بقيادة (الجارة) السعودية الداعمة لهادي شكليا، والذين لهم أهداف خاصة على الأرض”.

ووفق التقرير فإنه بدلاً من وجود دولة واحدة، توجد دويلات تحارب بعضها البعض، ولا أحد منها يمتلك الدعم السياسي أو القوة العسكرية لتوحيد الدولة أو تحقيق الانتصار في ساحة المعركة والسيطرة للمملكة والامارات فقط فيما يستخدم ابناء الجنوب كمقاتلين ماجورين لصالح هذه الدول .

وأوضح التقرير أن الحوثيين يعملون في الشمال على تعزيز سيطرتهم على صنعاء، بعد حرب الشوارع التي استمرت خمسة أيام في(ديسمبر/ كانون أول الماضي)، وانتهت بمقتل الرئيس السابق صالح، وكلما طالت فترة سيطرة الحوثيين كلما ترسخ وضعهم على الارض .

وفي جنوب اليمن، بحسب التقرير، أصيبت حكومة هادي بالضعف؛ بسبب انشقاق عدد من المحافظين وانضمامهم إلى المجلس الانتقالي الجنوبي، حيث أصبحت مسألة انفصال الجنوب مسالة وقت بل اصبحت احتمالية حقيقية .

معركة معقدة فلمن الغلبة ..؟

يرى فريق الخبراء الأممين أن ديناميكية ساحة المعركة في اليمن تزداد تعقيداً، ولم يشهد عام 2017 أي تقدم نحو تسوية سلمية للأزمة، بل إن العملية السياسية توقفت، ويؤمن كل طرف في النزاع بأنه يستطيع تحقيق انتصار عسكري من شأنه إنتفاء الحاجة إلى التوصل لتسوية سياسية.

وكشف التقرير أن الحوثيين لايثقون بالمبعوث الأممي، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، ويرفضون ويمنعونه من زيارة صنعاء بعد الهجوم عليه في صنعاء، يوم 25 مايو/ أيار الماضي، ويرفضون التعاطي مع أي من مقترحاته لاعتقادهم بانحيازه الى الطرف السعودي بقوة .

وبشأن صالح قال التقرير إنه كان يبدو في بداية الانشقاق عن الحوثيين “وكأنه كان يتمتع باليد العليا، لكن عبد الله يحيي الحاكم “أبو علي الحاكم” ومحمد علي الحوثي “قياديين في انصار الله ” كانا محوريين في عزل صالح عن القبائل وانتصارهم في هذه الجولة .

صواريخ انصار الله :

اعتبر الفريق الأممي أن الصواريخ التي أطلقها انصار الله على السعودية، “غيرت طبيعة الصراع لصالحهم ، وانها باتت صواريخ قادرة على تحويل الصراع من محلي إلى إقليمي واسع النطاق”.

وأفاد التقرير بأن عدد الصواريخ المطلقة في 2017 أقل من العدد الذي تم إطلاقة في 2016، وأن الصواريخ لديها تأثير وأهداف استراتيجية بالنسبة لانصار الله ، حيث أظهرت “وجود ضعف في القدرات الدفاعية السعودية تجاه هذا التهديد ما سيجبر المملكة على اتخاذ تدابير مضادة ولكنها غير متناسبة حيث اظهرت فعالية هذه الصواريخ ضعف المملكة وهشاشة دفاعاتها امام قوة الصواريخ يؤكد انصار الله انهم قادرون على ايذاء المملكة ولكن على حساب خسائر بشرية كما تفعل المملكة بضربها المناطق المدنية ولكنهم لايفعلون ذلك لاعتبارات انسانية واخلاقية يؤمنون بها كما عبر عن ذلك اكثر من قيادي حوثي ”.

وأضاف التقرير أن أربعة هجمات موثقة في مايو/ أيار، و22 يوليو/ تموز و4 نوفمبر/ تشرين ثانٍ و19 ديسمبر/ كانون أول 2017، كشفت أن الصواريخ المستخدمة هي صواريخ بالستية قصيرة المدى، وهي تفوق قدرة الصواريخ الموجودة في السابق.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا