المشهد اليمني الأول/
اعتصم عدد من موظفي وعمال شركة سعودي أوجيه الذين تم إنهاء خدماتهم، أمس السبت، أمام مقر السفارة السعودية في العاصمة اللبنانية بيروت، للمطالبة بدفع تعويضاتهم ومستحقاتهم المالية.
وناشد المعتصمون، الملك السعودي وولي العهد الالتفات إلى أوضاعهم الصعبة؛ بعدما فقدوا وظائفهم وضاعت حقوقهم. وقبل أسبوع، اعتصم عدد من الموظفين والعمال المصروفين أمام مقر السفارة، وذلك بعد إصدار لجنة الموظفين المصروفين من الشركة بياناً طالبت فيه رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري ووزارة العمل السعودية بإيجاد حل لقضيتهم.
وسبق أن وجهت اللجنة رسالة إلى العاهل السعودي سلمان بن عبدالعزيز، طالبته بإيجاد حل لقضية دفع رواتبهم وتعويضاتهم؛ بعد صرفهم من الشركة.
يذكر أن صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية تحدثت، نوفمبر الماضي، عن إغلاق شركة سعودي أوجيه المملوكة بالكامل لأسرة الحريري ومقرها الرياض، وقالت إنها أغلقت أعمالها في السعودية، الصيف الماضي، بعدما خفضت الأسرة المالكة السعودية الإنفاق على مشاريع البناء الفخمة.
ونسبت الصحيفة لموظفين سابقين في الشركة قولهم إن «الشركة تعتمد على الحكومة السعودية لدفع ملايين الدولارات كأجور مستحقة للعمال السابقين لديها».
وأشارت الصحيفة إلى أن «المشاكل التي تعانيها الشركة تنعكس على النفوذ الذي تمارسه السلطات السعودية على الحريري، وكذلك على لبنان نفسه».
وقبل أسبوع، وجه حنا الحداد -مسؤول التموين سابقاً في شركة سعودي أوجيه- رسالة إلى الحريري حمله فيها مسؤولية دفع مرتبات الموظفين المصروفين من الشركة، وهو ما اعتبرته أوساط لبنانية رداً من السعودية على تصريحات الحريري؛ التي أكد فيها ضرورة إبقاء لبنان خارج الصراع بين المملكة وإيران، وأنه لا يعارض مشاركة حزب الله في أعمال حكومة بلاده.
وكانت شركة سعودي أوجيه تعد من الشركات العريقة في المملكة العربية السعودية، حيث تأسست عام 1978، في مقرها الرئيسي بالعاصمة الرياض، وعملت في عدة مجالات هي: العقار، والمرافق العامة، والاتصالات، والتكنولوجيا، ووصل عدد الموظفين بها إلى 56 ألف موظف.
وبدأت أزمة «سعودي أوجيه» في عام 2013؛ عندما تأخرت الشركة في الوفاء بالتزاماتها، خاصة في نوفمبر 2015، حين امتنعت الشركة عن دفع رواتب الموظفين.
وبحسب مراقبين، تعود أسباب الأزمة التي مرت بها «سعودي أوجيه» إلى التأخير في تسلم مستحقات الشركة من الحكومة السعودية، وتوقف جزء من مشاريع الشركة، بالإضافة إلى الفساد المالي والإداري، ما أدى إلى إغلاق الشركة تماماً.
وكانت «سعودي أوجيه» تستحوذ على كبرى المشاريع العقارية في المملكة السعودية إلى جانب شركة بن لادن.