المشهد اليمني الأول/
أكّدت مصادر مطّلعة لصحيفة “وطن” أن ولي العهد السعودي محمّد بن سلمان وضع يده على فندق “دار التوحيد” الواقع في ساحة الحرم المكّي الشريف والذي تعود ملكيّته للأمير المعتقل عبد العزيز بن فهد آل سعود.
وأضافت المصادر أن ابن سلمان الذي أمر باعتقال ابن عمّه عبد العزيز بن فهد في شهر سبتمبر الماضي، كان يطمح منذ فترة للاستيلاء على فندق “دار التوحيد” الذي يعتبر أفخم وأغلى نزل في مكّة المكرّمة وتبلغ قيمته وفق خبراء عقّاريين نحو ملياري دولار.
وتقدّر بعض المصادر، ثروة الأمير عبد العزيز بن فهد بأكثر من 10 مليارات دولار، وهو ما جعله هدفا لابن عمّه محمد بن سلمان.
ويخوض وليّ العهد السعودي محمد بن سلمان الحاكم الفعلي للبلاد حربا واسعة على الأمراء ورجال الأعمال بذريعة “محاربة الفساد”، وأوقف العشرات منهم في فندق “ريتز كارلتون” بالعاصمة الرياض.
وبذريعة محاربة الفساد، سيطر ابن سلمان على منشآت وعقّارات ومليارات الدولارات بعد تسوية مع الأمراء ورجال الأعمال الموقوفين.
ويقع فندق دار التوحيد ذي الـ 5 نجوم أمام المسجد الحرام مباشرة، ويوفّر أماكن إقامة فاخرة مُطلّة على المسجد.
وتؤكد معلومات جمعتها صحيفة “وطن” أن الأرض التي بُني عليها النزل سبق وأن انتزعتها السلطات السعودية من مالكيها الأصليين لكي تكون داخلة في توسعة ساحة الحرم لكن تفاجئ المالكون بعدها باستيلاء عبد العزيز بن فهد عليها خلال فترة حكم أبيه للبلد.
وبعد السيطرة على الأرض، ألزم الأمير السعودي شركة بن لادن للإنشاءات، ببناء الفندق على حساب الديوان الملكي نفسه، وقد قدّرت تكلفة بنائه بأكثر من مليار ريال سعودي.
وفي الأول من شهر يناير 2014، كشف مساعد وكيل أمانة العاصمة المقدسة للمشروعات والمشرف على لجنة تطوير الساحات الشمالية المحيطة بالحرم المكي الشريف المهندس، عباس قطان، عن وجود توجيه مستقبلي بإزالة فندق دار التوحيد ومبنى شركة مكة وبرجين من وقف الملك عبد العزيز لصالح توسعة الحرم المكي، وهو ما لم يحدث للقيمة الماليّة الكبيرة لهذا الفندق الذي بات قاب قوسين أو أدنى من استيلاء محمد بن سلمان عليه.
وفي شهر سبتمبر الماضي، اعتقل الحرس الملكي السعودي الأمير عبدالعزيز بن فهد إلى جهة مجهولة ومنذ ذاك الحين لا يُعرف عنه أي أخبار.
وقال المغرد السعودي الشهير “مجتهد” “تأكد الآن أن بن فهد دوهم في قصره في جدة .. واعتقل من قبل قوة تابعة لمحمد بن سلمان، وهو في مكان غير معروف حتى الآن”.
وأضاف “والدته (الجوهرة) حاولت تتبع أخباره فلم تحصل على أي معلومة، كما حاولت الاتصال بالملك ولم تفلح، ويقال إنها لم تذق طعاما منذ اعتقاله”.
وحول تفاصيل الاعتقال، قال حساب “العهد الجديد” الذي يصف نفسه بأنه “راصد ومحلل لمظاهر التغيير في العهد الجديد قريب من غرف صناعة القرار حيث أحاول أن أهمس من هناك” إن “طريقة اعتقال عبدالعزيز بن فهد مختلفة عن بقية الأمراء، فيها إذلال وإرعاب مختلف، حيث داهمت قوة عسكرية القصر، واشتبكت أولا بالأيدي مع حراس القصر، ثم لما رأت عنادا منهم، أطلقت عدة رصاصات في الهواء لتخويفهم، وفعلا أرغم الحراس فورا وسلموا للأمر”.
وأضاف: “دخلت القوة إلى الغرفة التي فيها عبدالعزيز بطريقة المداهمة العسكرية، وبأصوات عالية، لم يسمحوا له بتغيير ملابسه، اقتادوه وسحبوه من ياقته بإذلال (بعد أن تم تجميع الحراس بمكان قريب لمشاهدته). أخذ إلى مكان مجهول، وعذب بشدة، وأفرج عنه بعد يومين، ثم عادوا واعتقلوه مجددا، ووضعوه في سجن خاص”.
وبحسب “العهد الجديد”، فإن هناك ثلاثة أسباب لاعتقال عبدالعزيز بن فهد بهذه الطريقة، وهي أنه “ومنذ أن كان صاحب سلطة (أيام والده) اعتقل محمد بن سلمان لمدة أسبوع، وبقي ابن سلمان حاقدا عليه”.
وقال إن السبب الثاني والأهم، هو الاستيلاء على أمواله، فيما جاء السبب الثالث لتطاول عبد العزيز بن فهد على محمد بن زايد.
وكان الأمير عبد العزيز بن فهد قد توقع اعتقاله أو اغتياله بعد أدائه فريضة الحج، حيث قال في تغريدة على حسابه الرسمي على “تويتر” إن حياته مهددة بالخطر وقد لا يتمكن من السفر فيما لو تم اغتياله من قبل جهة لم يسمّها.