المشهد اليمني الأول/
ما زالت المملكة العربية السعودية حبيسة الرعب والصدمة التي سببها الباليستي اليمني الجريء الذي ضرب رمز السيادة الملكية الأولى، المتمثل بقصر اليمامة وهو المقر الرسمي ومكتب ملك المملكة. ويقع القصر في الضواحي الغربية لمدينة الرياض.
رسائل الصاروخ الجريئة كانت شديدة الوقع على الديوان الملكي السعودي، وبحسب مصادر سعودية خاصة للمشهد اليمني الأول، فقد أعقب الصاروخ سلسلة من الإجراءات الإحترازية المتعلقة بسرية الإجتماعات والتحركات الملكية، ومن جانب آخر جرى سجال ملكي حاد حول تجنب إستهداف القصر الجمهوري في صنعاء، نتيجة تهديد قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي بمعادلة القصر مقابل القصر والعاصمة مقابل العاصمة.
وتؤكد المصادر التي طلبت عدم الكشف عن هويتها أن الصاروخ اليمني حقق توازن الرعب، فبالرغم من قلة الضربات اليمنية مقارنة بغارات العدوان إلا أن الصاروخ اليمني حقق توازن رعب يوازي سلاح الجو المعادي القادر على إستهداف أي هدف في دقائق معدودة، ما أجبر الملك السعودي ونجله محمد ومجموعة من المسؤولين على إحترام المعادلة اليمنية من خلال تحركاتهم السرية.
وتضيف المصادر بأن “دقة الصاروخ اليمني وتجاوزه لمنظومات الدفاع الجوي، زادت من القلق السعودي أضعاف، مشيرةً أن النظام السعودي سارع إلى إقتناء أي منظومات دفاعية أقوى خلال أقرب زمن ممكن.
وأشارت المصادر أن منظومة الدفاع الإسرائلية القبة الحديدة ستكون قريباً في السعودية والإمارات نتيجة إستجابتها الأسرع لإنقاذ السعودية والإمارات من منظومات ثاد وs400 الأمريكية والروسية التي تحتاج إلى بروتوكولات إجرائية قبيل إستقدامها للمملكة.
وفيما يتعلق بالضربة الباليستية اليمنية على قصر الحكم في الرياض، أفادت المصادر للمشهد اليمني الأول، أنه بالرغم من التعتيم الكبير إلا أن الهزة الأرضية التي تسبب بها الصاروخ كانت أكبر من أي محاولة للتعتيم، مؤكدةً حدوث إنفجار عنيف جداً هز المنطقة بأكملها، ووصل صوته القوي لمسافة تزيد على 20 كيلو متر وتضررت معظم المنازل الواقعة في الضواحي الغربية لعاصمة المملكة.
وأكدت المصادر حدوث عدة إنفجارات تلت الإنفجار الضخم في عدة مناطق متفرقة حول القصر، موضحة بأن شهود عيان شاهدوا خروج عدة حافلات وسيارات إسعاف وسيارات خاصة مليئة بالجثث والكثير منها محترقة تماماً وغير ظاهرة ملامحها وبينهم أمراء ومسؤولين حكوميين وقادة عسكريين.
وأضافت بالقول أن العشرات من الجرحى منهم من تم إسعافه بسيارات مدرعة وسط حراسة مشددة ومنهم من تم إسعافه بطائرات هيلوكبتر، مؤكدةً أن أحد أهم المستشفيات في الرياض تم إغلاقه من قبل القوات الأمنية والعسكرية ومنعوا الخروج والدخول منه وإليه للتكتم على الخسائر والتفاصيل، ومازال حتى اليوم مغلقاً بذريعة تخصيصه لجنود النظام المشاركين في الحد الجنوبي للمملكة.
وعمدت السلطات السعودية إلى التقليل من الصفعة الباليستية الجريئة، وإعلانها بأن “التحالف اعتراض صاروخ باليستي جنوب مدينة الرياض دون وقوع أضرار”.
من جانبها نقلت وكالة “رويترز” عن شهود عيان، سماع دويّ انفجار في الرياض ورؤية دخان متصاعد. وتناقلت وكالات الأنباء العالمية الضربة على أنها الأكثر جرئة تتلقائها السعودية منذ بدء حربها على اليمن وفي تاريخها، بإعتبار القصر الملكي الرمز السيادي الأول للمملكة.
وكانت قد أعلنت القوة الصاروخية اليمنية في التاسع عشر من شهر ديسمبر/ كانون الأول 2017م عن إطلاق صاروخ بركان تو اتش الباليستي على قصر اليمامة في الرياض، مؤكدةً أن هدف الصاروخ كان اجتماعاً موسعاً لقادة النظام السعودي في قصر اليمامة بالرياض.