المشهد اليمني الأول/

لا تزال قضية اعتقال الأمراء السعوديين في تطوّر، ويوما بعد يوم يتّضح أكثر وأكثر أن الإعتقال لم يأت على خلفية اتهامات بالفساد، بل لغاية في نفس بن سلمان، وكعادته رفع النقاب عن تفاصيل ما يحصل المغرّد السعودي المشهور “مجتهد”.

فقد كشف المغرد الشهير “مجتهد”، حقيقة ما يجري من تحقيقات مع ما تسميهم السلطات السعودية بمعتقلي الفساد، وعلى رأسهم الأمير الوليد بن طلال.

وأكد “مجتهد” أن الوليد بن طلال، وبقية نزلاء “الريتز كارلتون” تم نقلهم إلى سجن “الحاير”، موضحا أن الأمراء الذين أتموا التسوية، وأطلق سراحهم، هم ثلاثة من أبناء الملك عبد الله فقط، على رأسهم متعب بن عبد الله.

وأشار إلى أنه “ليس هناك تحقيقات حول ممارسات فساد، لا مفاوضات مع أحد ولا تسويات، الذي يجري هو تتبع ممتلكات المعتقلين في الداخل والخارج السائلة منها والأصول، لأجل أن يقرر ابن سلمان كم يصادر منها لنفسه وما هي الطريقة التي يغلف فيها عميلة التحويل وكأنها للدولة“.

وفي حديثه عن أملاك المعتقلين داخل المملكة، قال “مجتهد”، إن ما يجري هو سرد الممتلكات السائلة على شكل حسابات في البنوك، ثم إصدار أمر من مؤسسة النقد بتحويلها لحساب ابن سلمان تحت مظلة صندوق الاستثمارات العامة.

وأضاف: “أما بالنسبة للشركات والأسهم والعقار والأصول فيجبر المعتقلون على بيع ما يمكن بيعه ونقل ملكية الباقي لشركات ابن سلمان“.

وكشف “مجتهد” أيضا أن السلطات السعودية تحاول إجبار المعتقلين على الكشف عن ثرواتهم في الخارج، قائلا “بالنسبة للأملاك في الخارج، استنطاق المعتقلين عن تفاصيل جميع حساباتهم في الخارج (سويسرا وبقية أوروبا وأمريكا) وكذلك الشركات والعقار والأسهم هذه الممتلكات لا يمكن أن يصدر ابن سلمان أمرا بمصادرتها لأنها لا تخضع لسلطته والبنوك الأوربية والأمريكية لا تقبل تنفيذ أوامر من أشخاص معتقلين.”

وتابع: “وطبقا لآخر ما وصلنا من معلومات فإن مؤسسة النقد كتبت للبنوك العالمية تريد تحويل أرصدة حسابات المعتقلين لحساب صندوق الاستثمار العامة وكان الرد: سويسرا: لا يمكن أن نسمح إلا بحضور صاحب الحساب وكل عائلته لسويسرا، وبقية الدول: نريد المزيد من التفاصيل والمبررات وشرح كامل للإطار القانوني”.

وأضاف:”أما الأسهم والشركات والعقارات التي في الخارج فقد تعرض المعتقلون لضغوط لبيعها أو تسييلها لأنها كلها مسجلة باسم شركات ومحامين ولذلك اصطدموا بكثير من العقبات العملية التي تستدعي حضورهم أو حضور ممثلين لهم بصفة قانونية مقنعة وهذا ما وجد ابن سلمان فيه صعوبة أدت لاستغراق وقت طويل”.

وعن الوليد بن طلال، قال “مجتهد”، إن “ما يمتلكه في الداخل لم يتردد ابن سلمان في السيطرة عليه، وليس بحاجة لمفاوضته، وأما يملكه في الخارج فمعظمه شراكة مع مؤسسات عالمية كبرى لا يمكن أن يقرر مصيرها بتوقيع خلف جدران السجن“.

وأضاف: “ينطبق الكلام كذلك على كثير من الأمراء ورجال الأعمال الذين لم يتعقلوا حيث اكتشفوا أن حساباتهم في الداخل جمدت أولا ثم فرغت من محتواها بعد تحويله بأمر مؤسسة النقد إلى صندوق الاستثمارات العامة ولم يتمكن أحد منهم من الاعتراض بالطبع“.

وتطرق “مجتهد” إلى الأمراء من عائلة “سعود الكبير”، التي اعتقل 11 فردا منها قبل أيام، قائلا إن ابن سلمان كان صريحا في الرغبة بوضع اليد على شركات سلطان بن محمد (المراعي وغيرها)، مضيفا: “قال له ابن سلمان إن رغبت التخلص من الاعتقال فلي 50%، وحين رفض سلطان قال له ابن سلمان (صف بالطابور) فاندلع غضب أبناء سعود الكبير وحصلت المواجهة أمام قصر الحكم”.

ومن الجدير ذكره أنه ومنذ سيطرة ابن سلمان، أو الأمير الطائش كما بات يُعرف، والصراعات الداخلية تكاد تعصف بآل سعود، وبدلًا من محاول احتوائها بالإقناع والتفاوض، ليقبلوا كونه أول ملك مُنتظر من أحفاد عبدالعزيز؛ دخل في المقابل في صراعات مع الجميع، عززتها سياساته المتهوّرة، والتي يبدو أنها تسببت في شعور بالاستياء بين أفراد العائلة المالكة.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا