بقلم/ محمد عايش – رئيس تحرير صحيفة الاولى:

سأناقش بعض التعليقات على منشوري أمس بشأن الإمارات وسقطرى:

1- بعضهم يقول: لماذا تسخرون من حداثة عهد وتأسيس الإمارات، وعدم امتلاكها تاريخاً، أمريكا لا تاريخ لها ومع ذلك أعظم قوة في العالم..؟!

وجوابي: هذا هو الكلام الفاضي بذاته، فأولاً أمريكا ليست بلداً بلا تاريخ، إنها في الواقع خلاصة التاريخ الغربي كله، منذ الإغريق وحتى عصور النهضة، مروراً بالرومان والمسيحية.

ولذلك نشاهد هذا التناقض: فهي على مستوى السطح، في العمران ونمط الحياة، تبدو وكأنها تنتمي للحضارة الغربية كليا، وعلى مستوى الديمقراطية والحقوق والحريات تبدو كدولة قروسطية قمعية فاسدة شديدة التخلف والبداوة.

ثانياً: أمريكا قارة والإمارات علبة، أمريكا 300 مليون نسمة، والإمارت ثمانمائة ألف؛ عشرون بالمائة منهم أمراء ومشائخ، و أربعون بالمائة يعيشون في الخارج، والبقية متفرغون لمسابقات الإبل، أو الصيد، مؤخراً، في سقطرى.

ولذلك ليست الإمارات دولة بلا تاريخ فحسب بل إنها كانتون منقرض حُكْماً كدولة ونظام حكم راهن. والمسألة مسألة وقت، وبعامل نفاد النفط، أو انقلاب اليد العاملة ذات الأغلبية السكانية، أو بأدنى عاصفة في المنطقة أو أصغر متغير دولي حاد.

2- قال بعضهم: فلتذهب سقطرى للإمارات أفضل من أن تذهب لإيران!

وقال آخرون: أولاً تحدثوا عن الوجود والنفوذ الإيراني في المحافظات الشمالية.

و مع غباوة هذه المفاضلة أقول: هاتوا لنا إيرانيا واحداً في أي محافظة يمنية ونحن معكم يداً بيد حتى نلحقه بآخر جندي بريطاني غادر الجنوب عند رحيل الاستعمار.

أقصى ما يمكن أن نتحدث عنه هو أن الحوثيين حلفاء لإيران، أو أن لدى الحوثيين دعم إيراني، أما “وجود إيراني” هكذا مرة واحدة فأنتم تضحكون على أنفسكم، وتبررون بذلك لبيع بلدكم، وجزركم وسواحلكم، لمن تصفه أدبيات الثوار ضد الاستعمار البريطاني بالعدو التاريخي لليمن: السعودية والخليج.

3- قال بعضهم إن الحديث عن ممارسات وسياسات الإمارات في سقطرى مجرد شائعات وفيها تهويل ومبالغة..

ولهؤلاء أقول: إذا كانت الإمارات تدفع وكلائها “الشرعيين” في تعز إلى إغلاق “الجزيرة” القناة، فيغلقوها سمعاً وطاعةً، فما الذي تتوقعونه لـ”الجزيرة” سقطرى من مصيرٍ بأيدي هؤلاء الوكلاء البائعين حتى أرحام أمهاتهم..؟!

استيقظوا

لا مانع أن تضحكوا على نفوسكم، الخسارة والمعيب أن يضحك عليكم ضاحي خلفان.

انتم يمنيون

يمنيوووووون، متى ستفهمون ذلك..؟

يقول متنبيكم العظيم؛ البردوني:

لي موطنٌ لا ذرةٌ فيه على الأخرى تهون

الأرض نفس الأرض لكن الجحيم “الآخرون”

من أي نبعٍ أنت؟ من ياءٍ ومن ميمٍ ونون

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا