المشهد اليمني الأول/
أنباء هامة وكاشفة، ربما يحسن إيرادها قبل بيان مصدر أهميتها ولماذا توصف بالكاشفة:
فقد أفادت الانباء بأن النرويج قررت تعليق صادرات الأسلحة والذخائر لدولة الإمارات العربية المتحدة كما وألغت التصاريح السارية، وذلك على خلفية تطورات الحرب في اليمن، حيث يقاتل الجيش الإماراتي “وهناك قلق كبير على الوضع الإنساني” في هذا البلد.
وقد ذكرت السعودية في تفاصيل الخبر، حيث تناولت التفاصيل إشارة وزارة الخارجية النرويجية إلى أنه لا يوجد حاليا دليل على أن الذخيرة النرويجية الصنع تستخدم في اليمن لكن هناك قلقا متزايدا يتعلق بتدخل الإمارات العسكري في اليمن. وقالت النرويج إن تصاريح التصدير القائمة علقت مؤقتا ولن تصدر تراخيص أخرى في ظل الظروف الحالية. وتؤكد النرويج أنها لا تبيع السعودية أيضا أسلحة.
الا ان المسكوت عنه في الخبر هو عدم الحاجة لادلة على استخدام الذخائر لانها بالفعل اما تستخدم في اليمن او يتم اهداؤها للارهاب ودعم الجماعات التكفيرية سواء في اليمن او سوريا او العراق بها، والدليل هو ان ذات الخبر اشار الى الاحصائيات النرويجية ذاتها، حيث ذكر الخبر ان بيانات مكتب الإحصاءات في النرويج تشير إلى أن صادرات الأسلحة والذخيرة النرويجية للإمارات ارتفعت من 41 مليون كرونة في 2015 إلى 79 مليون كرونة (9.7 مليون دولار) في عام 2016.
ومصدر همية مثل هذا الخبر هو انه مؤشر لتبرؤ دولي من عار العدوان على اليمن وان هناك تملصا دوليا لا يعود لنزاهة بقدر ما يعود الى هروب من الفشل وغسيل للسمعة.
وتوصف مثل هذه الاخبار بانها كاشفة، لانها تؤكد على صحة خيار المقاومة والتي لن يهزم معسكرها مهما كان حجم الخلل في التوازن العسكري والامكانات المادية والاعلامية، فقد اجبر الصمود اليمني معسكر العدوان على التخلخل وازاح كل الاغطية السياسية بما فيها الاغطية الاجبارية التي تستخدم سلاح الرشى لا سلاح المبررات المقنعة ذات الوجاهة السياسية والاستراتيجية او حتى ذات المصالح المشتركة مع الغرب.
نعم قد تمر صفقات السلاح والذخيرة دون خجل لو نجح العدوان في تركيع الشعب اليمني وكسر ارادته، ولن تعبأ النرويج وغيرها بمعاناة الشعب فالجميع صامتون منذ بدء العدوان وعلى مدى اكثر من الف يوم لاتحتاج الصور ولا الدماء ولا الدمار معها ادلة على استخدام سلاح الغرب من قبل عدوان لا يصنع اي شئ بل يستورد كل منتجاته من الخارج سواء في مجال السلاح او حتى مجال الاستهلاك الغذائي او الترفي.
اما مع الصمود والمقاومة وفشل العدوان في تحقيق اي هدف استراتيجي، فان العار غير لاحق فقط بالقائمين بالعدوان، بل بكل من يشارك به وكل من يبدعمه حتى لو بالصمت.
ربما تكون اوسلو فاتحة انسلاخ دولي يزيد من الام المعتدين ولا يزيد المقاومة الا ثقة ولا يزيد سواعدها الا قوة.
وهو ما يجعلنا نؤكد مرة اخرى كما نؤكد دوما على استمرار المقاومة وعدم الانخداع باي تسويات وهمية تهدر دماء اليمنيين، وكلنا ثقة بان قيادة المعركة كما تتميز بالحكمة وبالحنكة السياسية، فانها ايضا تتميز بالحمية وبالشرف ولن ترضى بغير التحرير الكامل والشامل واجبار المعتدين على الندم واعطائهمدرسا يكون رادعا لكل من يفكر في محاولة اخضاع المقاومة بالقوة او بالترهيب.
ونبشر العدوان بان الخطوة اللاحقة ستكون امريكية ايضا ولن تقتصر الامور على اوسلو وحدها، حيث بدأ الامريكيون شق طريق منفصل للبحر الاحمر وباب المندب اقل كلفة واقل حرجا وهو يعتمد على شراء من يقبلون بالبيع في مواطن اخرى في افريقية والسودان.
إيهاب شوقي – صحافي مصري