المشهد اليمني الاول|منوعات
عادَ التعقيدُ في خاصرة دمشق الجنوبية سيداً للمشهد، حيث بدأت الأنباء والمعلومات بالتوارد من بلدات بيت سحم، وببيلا، ويلدا إضافة الى مخيم اليرموك والحجر الأسود، بكشف حجم التخبط داخلها وذلك في مواجهة قرار الجيش العربي السوري بضرب الإرهاب أينما وجد.
ببيلا إلى الواجهة مجدداً!
الجيش العربي السوري وبعد عمليته العسكرية على بلدات بيت جن ومغر المير والتي استمرت ما يقارب ١٢٠ يوم، أجبرت مسلحي المنطقة على الاستسلام والخضوع لشروط الدولة السورية بالانسحاب من المنطقة وتسليمها بعد تكبدهم الخسائر الفادحة، وهنا بدأت الحكاية .. تحركاتٌ ظلامية في الريف الجنوبي خوفاً من مصيرٍ مشابه قادم لا محالة، و هذه المرة كانت بلدة ببيلا هي الواجهة.
لا للمصالحة
في ببيلا، أفادت مصادر أهلية لشبكة دمشق الآن بقيام الشيخ “أنس الطويل” رئيس لجنة المصالحة في المنطقة بإعداد استبيان مطبوع أراد به توضيح الوضع التجنيدي لشباب البلدة، وذلك بغية تسوية أوضاعهم أو الانسحاب باتجاه الشمال، وما أن صدرت تلك الأنباء للعلن، حول استعداد الشيخ أنس لنشر استبيانه بين شباب البلدة حتى بدأت التحركات للفصائل المسلحة في البلدات المجاورة الرافضة للمصالحة وإتمامها والخروج من المنطقة وعلى رأس تلك الفصائل جيش الإسلام وأبابيل حوران.
“الله محيي الجيش”
محاولات “الشيخ أنس الطويل” لإتمام ملف المصالحة لاقت كل الارتياح من الشارع الذي خرج بمظاهرة شارك فيها العديد من أبناء البلدةـ وقاموا بالتوجه إلى قرب حاجزٍ للجيش العربي السوري هاتفين بإتمام المصالحة وتسوية الوضع التجنيدي لشباب البلدة وصادحين بحناجرٍ تعبت من الحرب “الله محي الجيش”، مما أثار جنون قيادات الجماعات المسلحة وأعطاهم التبرير لإظهار حقدهم ونواياهم الحقيقية.
ساعةُ الحقيقة
ومع أول أيام العام الجديد، حسب ما نقلت المصادر من داخل ببيلا لـدمشق الآن، أنّ المجموعات المسلحة وبعد أن علمت باجتماعٍ للأهالي في مسجد الكريم بالقرب من الدوار الرئيسي عقب صلاة الظهر، قاموا بالتحرك من بلدة بيت سحم باتجاه بلدة ببيلا، فانتشروا بالطرقات مقنعين.. وتمركزوا على أسطح البنايات قنّاصين، وما أن بدأ توافد واجتماع الأهالي المناصرين “للشيخ أنس” الراغبين بالأمن والأمان حتى أطلقوا نيرانهم باتجاههم واشتبكوا معهم، ما أسفر حتى مساء ذلك اليوم عن ارتقاء شهيدين وإصابة ثلاثة آخرين.
التهديد و الوعيد
ومن جانبها أعلنت تنسيقيات المسلحين بعد انسحابهم عن مقتل المدعو “ضرغام السعدي” من جيش أبابيل حوران أثناء الاشتباكات، وفي بيان لهم تم الطلب من مناصري “الشيخ أنس الطويل” بتسليم أنفسهم وأسلحتهم والاستتابة والعدول عن مواقفهم مهددين باقتحام البلدة مرة أخرى، في حين أكدت المصادر أن رئيس لجنة المصالحة “أنس الطويل” غادر المنطقة إلى العاصمة دمشق عقب اندلاع الاشتباكات، وبدوره الجيش العربي السوري أغلق حواجزه في أطراف البلدة بانتظار اتضاح معالم الصورة.
عجرفةُ و قَمع
وفي آخر التطورات، قامت المجموعات بما هددت به بالفعل وهاجم كل من (جيش الإسلام) و (جيش الأبابيل) و (أجناد الشام) و(فرقة دمشق) و (ألوية سيف الشام) و (الفرقان) بلدة ببيلا جنوب دمشق، وقاموا باعتقال من وقع على أوراق التسوية والمصالحة الراغبين بعودة المنطقة لكنف الدولة، كما تم مطاردة وجهاء وزعوا أوراق المصالحة فاستطاع البعض الهرب إلى خارج البلدة، في حينه أصدرت هذه التنظيمات بياناً مشتركاً حيث وصفت إجرامها فيه بـ “عملية أمنية بالمنطقة ستطال كل من يسعى للمصالحة أو التظاهر ضد المسلحين”.
الفصل الأخير بعهدةِ الجيش
ببيلا ضاقت ذرعاً من عجرفة المُحتل، ورائحة البارود والحرب والاغتيالات والإرهاب أعيّت قلوب أبنائها وهم تحت رحمة ميليشياتٍ تتاجر بلقمة عيشهم بحجة قتال (داعش) في مخيم اليرموك والحجر الأسود، و التي بدورها أيضاً تعيش تخبطات أخرى وانقسام من نوع آخر لسنا بوارد ذكرها الآن.
هي الفصول الأخيرة للرواية السوداء لتلك البلدات والتي باتت اليوم أقرب من أي وقتٍ مضى للسلام، فالأحداث الأخيرة ليست إلا تسليط عدسة المجهر على داءٍ وجب اقتلاعه، وسيُقتلع.