المشهد اليمني الأول| تقارير
ثمة أسئلة تطرح نفسها لمعرفة حيثيات المسرحية المراد تطبيقها في الجنوب، وخصوصا المكلا بحضرموت، ومن تلك الأسئلة: متى أسقطت المكلا بيد القاعدة؟ وما هو الدور السعودي في ذلك؟ وكيف تحولت الأدوات الإجرامية من رأس حربة في قتال الجيش اليمني واللجان الشعبية إلى ذريعة للتدخل الأمريكي في البلد؟
نريد من خلال هذا التقرير أن نوضح لإخواننا من أبناء حضرموت أن يستوعبوا اللعبة، ويعوا المسرحية، وينتبهوا قبل أن يفوت الأوان، ولكي يعرفوا ما الذي حصل في مدينة المكلا؟ وكيف أبرمت صفقة إخراج القاعدة وداعش؟ ولمصلحة من انسحبت تلك الأدوات دون أي مواجهة وتحت حماية طيران الأباتشي الأمريكي الإماراتي؟.
تواصل قوات الغزو والاحتلال الاحتفال بانتصارها المزعوم وتتوالى بيانات الشكر والعرفان لها من بعض قيادات الفصائل في صورة تعكس مسلسل السقوط لتلك الأطراف، وتؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن ورقة القاعدة قد انتهى مفعولها في حضرموت بعد عام من القتل والتدمير الممنهج في إطار التهيئة لمشروع التقسيم.
وبالعودة إلى الوراء كان سقوط مدينة المكلا بيد القاعدة متزامنا مع انطلاقة العدوان على اليمن بشهادة أحد كبار قيادات داعش قبل أن يتخلصوا منه في وقت سابق.
ولهذه الأسباب أسقطت المكلا بيد من ألبسوهم ثوب القبائل، وأطلقوا عليهم مسمى المقاومة فيما كانت قوات الغزو والاحتلال تقاتل الجيش واللجان الشعبية إلى جانبها، وتعمل على تغطية أنشطتها وجرائمها في مختلف المحاور والجبهات وفقاً للأولوية الأمريكية.
وعلى هذا الأساس جرى التعاطي مع تلك الأدوات التي لم تكن هدفا مباشرا لتحالف العدوان، لكن ومع مرور الأيام وفي ظل الإخفاق السعودي الأمريكي في اليمن تحولت القاعدة إلى وسيلة لشرعنة العدوان وتبرير الفشل وتسويق الانتصارات الوهمية، كما تحولت مؤخرا إلى ذريعة للتدخل الأمريكي في جزء هام وحيوي من جغرافية البلد الاستراتيجي الموقع.
وفي ظل هذه المتغيرات تحاول السعودية والولايات المتحدة أن توهم العالم أن ثمار تحالفهما ضد ما أسموه الإرهاب قد آتى أكله في اليمن، غير أن الحقيقة هي ما بات يعرفها ويدركها الجميع وهي أن صانع هذه الأدوات لا يمكنه محاربتها ولا يحق له الإدعاء بذلك.
المصدر: المسيرة