المشهد اليمني الأول| متابعات
قال سليمان نمر الصحفي الشهير والمقرب من العرش السعودي، والذي يشار إليه بصفته المستشار الصحفي للعاهل السعودي الحالي الملك سلمان، إن الترك الإماراتي الأخير في اليمن ليس جديدا بالنظر إلى هدف الإمارات من التدخل العسكري ضمن التحالف السعودي “فصل الجنوب عن الشمال”.
سليمان نمر – تفضل مراكز رصد ومحللون اعتبار تصريحاته هذه بالأخص صدى لرأي ورغبة القصر الملكي في الرياض – كان يتحدث في حوار لموقع تلفزة دويتش ويليه الألماني، حول إعلان الإمارات بانتهاء عملياتها العسكرية في اليمن، قبل يوم من تصريح جديد وصف بالمرتبك للوزير الإماراتي أنور قرقاش في جريدة سعودية، الجمعة، يؤكد استمرار بلاده في عضوية التحالف.
تصدع التحالف
يذكر الموقع الألماني “في تطور ملفت أعلنت دولة الإمارات رسميا انتهاء عملياتها العسكرية في اليمن، وتأتي أهمية هذه الخطوة باعتبار الإمارات عضوا رئيسيا في تحالف عسكري تقوده السعودية، تدخل في حرب اليمن في مارس / آذار عام 2015”.
مشيرا أن “قرار الإمارات بدا وكأنه تصرف فردي قد يوحي بتصدع في التحالف العربي”.
غير أن سليمان نمر الذي يقدمه الموقع بصفته “الخبير في شؤون الخليج”، يرى “أن التحرك الأحادي الإماراتي في الشأن اليمني ليس شيئا جديدا”، مؤكدا أنه لا يتصور أن القرار الإماراتي تم دون علم السعوديين وتنسيق مع الأمريكيين.
تعليقا منه على القرار الإماراتي قال نمر “أعتقد أن دولة الإمارات العربية المتحدة ركزت في تدخلها العسكري في اليمن على جنوب اليمن”، مؤشرا بالخصوص على عدن وحضرموت. متابعا “وفي دولة الإمارات هناك مساع لتحقيق ما يريده اليمنيون الجنوبيون، بفصل الشمال عن الجنوب وإقامة نوع من الكونفدرالية بين الشطرين لذالك كان التدخل الإماراتي أكثر في الجنوب اليمني. وهي تعتبر أن جنوب اليمن قد تم تحريره”.
الانفصال هدف إماراتي
ردا على سؤال، ما إذا كانت الكلفة البشرية والمادية لهذه الحرب هي السبب وراء القرار؟ يقول نمر “في الحقيقة، لا أرى في هذا سببا رئيسيا للقرار الإماراتي. أكرر أن السبب الرئيسي هو سبب سياسي، فالإمارات ترى أن اليمن الجنوبي تحرر من الحوثيين وأنصار عبد الله صالح، وبالتالي حان الوقت لبناء دولة في الجنوب اليمني”.
مشددا “الإمارات ركزت مساعداتها في عدن من حيث إعادة الخدمات الأساسية والبنية التحتية. كما يجب أن نلاحظ أن الإمارات تستضيف زعماء الحراك الجنوبي الداعين لانفصال جنوب اليمن والذين عقدوا قبل نحو شهر اجتماعات في أبو ظبي أكدوا فيها رغبتهم في الانفصال عن اليمن الشمالي”.
السعودية وحلفائها شمالا
وحيث يصر على حتمية التنسيق والتفاهم الإماراتي مع الأمريكيين بشأن الخطوات والتحركات الأخيرة، يقدم نمر تصورا حيال تقاسم اليمن جنوبا وشمالا مع السعوديين الذين يتبنون حلفائهم التقليديين (الإخوان والمراكز القبلية).
ويمضي إلى القول “أما في شمال اليمن، أعتقد أن دولة الإمارات ترى أن النفوذ هناك هو لحزب الإصلاح الذي يمثل الإخوان المسلمين في اليمن وقبائل الشيخ الأحمر. وكما هو معلوم تم تعيين الفريق علي محسن الأحمر، المقرب من حزب الإصلاح، ليس فقط كقائد للجيش وإنما أيضا نائبا للرئيس وهي خطوة لم تُعجب دولة الإمارات. وبالتالي فإن الإمارات لا تريد دخول معركة شمال اليمن بسبب نفوذ الإخوان المسلمين هناك”.
وبحسب سليمان نمر “الإمارات لا تريد بشكل أساسي الدخول في معركة يقودها حزب الإصلاح اليمني، أي الإخوان المسلمون. والكل يعلم أن سياسة الإمارات تقوم على محاربة الإخوان في كل العالم العربي”.
حسابات معلقة
ويرى نمر أيضا أنه “منذ فترة طويلة وتصرفات الإمارات أحادية في اليمن، ما أثار تساؤلات حول موقف السعودية من هذه التصرفات المنفردة. اعتقد أن الإمارات لا تقدر على إغضاب السعودية مرة واحدة، ولكن الإمارات أقنعت السعودية على أن دورها يقتصر على جنوب اليمن والعمل على تعزيز الأوضاع هناك”.
وتابع “هذا يريح السعودية، ثم إنها لا تريد في هذا الوقت أن تثير خلافات مع الدول الأخرى في التحالف الخليجي، لاسيما وأن معركتها في اليمن لا تزال لم تحسم، كما أن المفاوضات السياسية في الكويت لم تُحسم أيضا”.
جنود كولومبيين!
يسال دويتش ويليه “وزير الخارجية الإماراتي قال إن بلاده بصدد رصد الترتيبات السياسية ودورها الحالي في اليمن، كيف ترى دور الإمارات في اليمن بعد إعلان انتهاء مشاركتها في الحرب في هذا البلد؟”.
أجاب نمر بالإشارة إلى اعتماد أبو ظبي على استقدام واستخدام المرتزقة الأجانب وخصوصا الكولومبيين بدلا عن جنودها: “أشير هنا إلى أن الإمارات تستخدم جنودا غير إماراتيين لحفظ الأمن في اليمن، ويتعلق الأمر بكولومبيين، وهم من يقوم بالدور الأساسي في التدخل العسكري الإماراتي في جنوب اليمن، وبالتالي أعتقد أن قرار الإمارات الانسحاب من “عاصفة الحزم” يسري على شمال اليمن فقط. ولا أعتقد أن ما تقوم به الإمارات سياسة منفردة، ولكن هناك تنسيق مع الأمريكيين”.
: “وكالة خبر”