كتبت/ رند الأديمي
بينما كانت كل أبواق الاعلام تتحدث عن تعز .. تعز وحدها كانت هنالك على ضفة اليمن المنكوبة .. مدينة يمنية تدعى صعدة ..أزيحت الكاميرات عنها واصبحت برقيات التعازي مؤدلجة مسبقا حسب العقيدة والطائفة .
مدينة تصرخ وينعكس صوتها إلى الداخل .. الداخل فقط ! في يوم ما من أيام أيلول وصل انذار لأهالي صعده بالأخلاء الجماعي خلال أربع ساعات أن يهجر المواطن موطنه ، وأن يترك الراعي غنمه ، وأن تودع النساء شجيراتهن من غرسن يوما ليكبرن معا ……
سيرحلون معا وستسارع الخطى هربا من لهاث الطائرات على كل كائن يتحرك في صعدة! ولكن .. أي حافلة تلك التي باستطاعتها حمل تاريخ مدينة !!؟؟ فكل الحوافل لاتتعدى حمولتها عشرين طنا.. أما اطنان التاريخ التي تعود إلى ما قبل الميلاد !
وقد لاتسعها إلا سفينة نوح تغرق السماء بمن فيها وتبقى صعدة راسخة وضاربة جذورها في أعماق الأرض… طبتي صعدة وطابت أرضك ..