المشهد اليمني الأول| تعز
تواجه محافظة تعز وضعا انسانيا صعبا مع استمرار مرتزقة العدوان السعودي المنخرطين في مليشيا حزب الإصلاح والتنظيمات الإرهابية في السيطرة على أحياء المدينة وبعض المناطق في ريفها ومضيهم بتنفيذ اجندات سعودية طاولت بآثارها المدمرة مديريات المدينة الثلاث وبعضا من مديرياتها الريفية ما ادى إلى تفاقم مريع للمشكلات الانسانية الصحية والامنية والمعيشية التي يعانيها سكان هذه المحافظة المنكوبة.
وطبقا لبيان صادر عن منظمة اطباء بلا حدود فإن المدنيين في تعز وبعد مرور شهرين على وقف إطلاق النار لا يزالون يتأثرون بشكل حاد بالعنف الدائر في البلاد مشيرة إلى أن محافظة تعز شهدت أكثر القتال شراسة منذ بدء العدوان السعودي على اليمن في مارس 2015
في ظل القصف المدفعي والغارات الجوية والقنابل المتفجرة والألغام ونيران القناصة التي تحدث جميعها بصورة يومية.
وتقول المنظمة أن مرافقها في مدينة تعز استقبلت منذ بدء وقف إطلاق النار في الــ 10 إبريل الماضي، 1624 جريحاً أصيبوا جراء القتال في تعز، وقرابة نصفهم من المدنيين، مشيرة إلى 700 مدني على الأقل.
وتشير إلى أن “القتال والقصف المدفعي مستمر في مناطق كثيفة بالسكان بعاصمة المحافظة، ولا يبدو أن أيا من أطراف النزاع يبذل أي جهد لمنع وقوع الإصابات في صفوف المدنيين”.
ويقول منسّق المشروع في منظّمة أطبّاء بلا حدود في تعز، صلاح دونغودو، إنه، “في الثالث من شهر يونيو/ الجاري، استقبلنا 122 جريحاً في المرافق التي ندعمها، وغالبية المصابين أصيبوا بالصواريخ التي ضربت سوقاً مكتظاً في تعز. وقد وصل أيضاً 12 شخصاً آخر كانوا إما ميتين لدى وصولهم أو مصابين بجروح خطيرة تسببت بوفاتهم بعد وصولهم إلى غرفة الطوارئ. وقد شكّل المدنيون الغالبية الساحقة منهم. وفي اليوم التالي وصل 135 شخصاً آخرين مصابين بجروح حرب. بكل بساطة لا نشهد أي تقلّص في مستوى العنف”.
ويؤكد بيان المنظمة أن جميع المدنيين بمدينة تعز “متأثرين بالعنف، فالناس قد فقدوا أفراداً من أسرهم ومنازلهم وسبل عيشهم، ويعيشون وسط خوف دائم، فهم لا يملكون أي خيار سوى المضي قدماً في حياتهم”. وفي الوقت نفسه يستمر الوضع الإنساني بالتدهور. فحصول الناس على الرعاية الطبّية محدود بشدة، والتيار الكهربائي منقطع في البلاد والشوارع مليئة بالقمامة، والمواد الغذائية وغيرها من السلع متوفرة فقط بأسعار خيالية”.
وقال رئيس بعثة المنظمة ويل تورنر، “مؤخراً كنت أجول في إحدى غرف الطوارئ، فرأيت أمامي طفلين مستلقيين على سريرين بالقرب من بعضهما البعض. لقد تعرّض الطفل لرصاصة في عنقه فيما كان يخرج من الجامع، أما الفتاة الموجودة بقربه فقد تمزّقت معدتها جرّاء رصاصة بينما كانت تنتظر جمع المياه. للأسف تحدث هذه القصص المأساوية بشكل يومي في تعز. وهذا أمر غير مقبول بتاتاً”.
ودعت منظّمة أطبّاء بلا حدود جميع الأطراف المتنازعة إلى اتباع المزيد من الإجراءات من أجل حماية المدنيين، كما دعت جميع الجهات الفاعلة سواء كانت تشارك في محادثات السلام في الكويت أم لا، إلى أن تقلّص مستوى النزاع الحاد وأن تسهّل في جميع الأوقات دخول العمل الإنساني من دون عوائق إلى تعز.