المشهد اليمني الأول| تقارير
تتابع بعض الدول الخليجية من مدعي العروبة إظهار علاقاتها الحميمة والوطيدة مع كيان الاحتلال الإسرائيلي الغاصب فلم يعد الأمر سراً بل علني ومرحب به ،
دون الخجل من دماء الأبرياء الفلسطينيين الذين يقتلون يومياً على أيدي الاحتلال ومن المقدسات الدينية التي تدنس ودون الالتفات إلى حقوق الإنسان التي يضرب بها عرض الحائط، وكيف يتم الالتفات إليها وهم لهم سجل أسود في انتهاكات حقوق الإنسان.؟
إذاً تلك الدول لا تخجل من تطبيع علاقاتها مع العدو.. من السعودية إلى البحرين وقطر والإمارات ولأن الحديث يطول عن هذه العلاقات ولا مجال لذكرها هنا، نكتفي بجديد الإمارات في هذا المجال التي لم تقف عند حد استقبال لاعبين إسرائيليين سابقاً وافتتاح ممثلية لـ»إسرائيل» على أراضيها ، بل طال التطبيع الأغذية والمياه، إذ تم الكشف مؤخراً عن توريد اللحوم من الإمارات إلى»تل أبيب» برعاية نائب رئيس مجلس الوزراء الإماراتي منصور بن زايد، وبعد اللحوم حصلت شركة «ديساليتك» الإسرائيلية على جائزة راقية في مجال المياه في إطار مؤتمر دولي تم عقده في أبو ظبي «غلوبال ووتر أورد2016» ، ويعد عراب الثورات المضادة محمد دحلان الهارب ومستشار ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد, من يقود الاتصالات بين أبو ظبي و»تل أبيب».
للأسف هذا التطبيع بين الإمارات وكيان العدو يأتي في وقت متزامن مع استمرار تصعيد قوات الاحتلال من إجراءاتها التعسفية والوحشية بحق الفلسطينيين متجاهلاً ما يجري، ولاسيما مع فرض عقاب جماعي على الفلسطينيين ومنعهم من دخول الأراضي المحتلة خلال شهر رمضان بعد عملية «تل أبيب» التي قتل فيها 4 إسرائيليين وجرح 20 آخرين على أيدي فلسطينيين اثنين، هنا وربطاً بهذا التطبيع القديم المتجدد كأننا نفهم أن الإمارات راضية عن هذه الوحشية الإسرائيلية وبأنها تقر وتعترف بوجود «إسرائيل»،
فلا الإمارات ولا أحد من تلك الدول الخليجية الأعرابية التي تحرص على إقامة علاقات «جيدة» مع «تل أبيب» تجرؤ على الوقوف في وجه الغطرسة الصهيونية ولا أحد يجرؤ منها على نصرة الشعب الفلسطيني ، بل يمكن القول إن مصالحها وعلاقاتها تبنى على تلك الدماء ، وإن تلك الدول تدعم أي خطوة صهيونية الآن ومستقبلاً بل وترعاها، وأن المقدسات الدينية التي تدنس والتي تدعي تلك الدول حمايتها أصبحت بالنسبة لها طي النسيان.
إذاً وبناء على ماسبق يمكن القول إنه وبمنظور تلك الدول التي تتسابق لإرضاء العدو والارتماء بأحضانه أن تكون صديقاً لكيان غاصب زرع في قلب الأرض العربية فذلك «شرف» أما أن تكون داعماً للقضايا المحقة في وجه ذلك الكيان مدافعاً عنها فذلك «عار»، وكأن لسان حال تلك الدول المستعربة يقول أهلاً بالتطبيع الدائم مع كيان الاحتلال ووداعاً لفلسطين وقضيتها ودماء أبنائها..!