كتب/ فهمي اليوسفي
الادراج التي اتخذته الامم المتحدة بوضع دول التحالف العسكري التي تقوده السعودية في القائمة السوداء وضم جماعتي عفاش وانصار الله ضمن هذه القائمة والحاق عصابة الرئيس المنتهية ولايته هادي .
يقاس هذا الموقف الاممي بأنه ليس من منطلق شرف المهنة الاممية والانسانية والقانونية أو رحمتا باطفالنا بل إحتيالا والتفافا غير مباشرا من الهيئات الاممية ينحاز لعدوان بني سعود وبنفس الوقت إحتيال علي القوانين واللوائح الدولية بحيث تخدم الجلاد وتخرج دول التحالف من ورطتها بهذه القضية
و تساهم أيضا بالتعتيم والتظليل الممنهج علي جرائم التحالف أمام الرأى العام الدولي .
يبرز الانحياز الاممي لصالح دول التحالف من خلال عدم الاشارة لمجمل هذه القضية برمتها .. والاكتفاء فقط بالاشارة ل 2% منها وتجاهل ماهو اهم واخطر والتلاعب بالتحوير اللغوى لمسودة الادراج ..
هذا الادراج اذا تم ترجمته بعين العقل ومن وجهة نظري يقاس انه ليس إدانة للسعودية وبقية دول العدوان بقدر ماهو تحصين لهذه الدول فيما يخص الجرائم التي ارتكبت ولازالت ترتكب بحق الاطفال اليمنيين .
حقيقتا هذا الموقف الاممي خدم دول التحالف ويعتبر نجاحا لهذه التحالفيات المعتدية الهروب من اي مسائلة دولية ودليل علي نجاح التفافها عبر الهيئات الاممية لتستعد إفتتاح مرحلة جديدة بإرتكاب مثل هذه الجرائم كما حدث يوم الجمعة بمحافظة تعز بتاريخ 3/ يونيو 2016 م والذي دشنته دواعش تعز بمجزرة جديدة كإحتفال بانتصار الدواعش وقوي التحالف بتمييع جرائمهم ضد اطفالنا والشروع بمجازر جديدة ويكون عاملا لجعل الرأى العام يدور حول القشور ولايسلط الاضواء علي جوهر القضية وملحقاتها التي تعتبر الاخطر
يبرز الاحتيال الاممي من خلال بتر اجزاء كبيرة من هذه القضية .من ضمنها
-عدم الاشارة لتقارير المنظمات الدولية المعتمدة والاشارة فقط لجزء بسيط جدا لايشكل 2% من نسبة الجرائم التي أستهدفت الاطفال.
-هذا الادراج الاممي شكل من الباطن إستهدافا غير مباشرا لجماعتي انصارالله والرئيس السابق صالح وبشكل التفافي غير مباشر لإثبات الادانة ضد انصار الله بحيث يجعل عدوان بني سعود له طابع شرعي ويتوافق مع إحدى نقاط القرار 2216 م الخاصة بهذه القضية وتجعل الشريحة الحوثية تخضع للمسائلة الدولية بموجب النقطة الواردة بالقرار 2216 بشأن الاطفال مع أنها لاتقاس بانها جريمة بحق الاطفال إن كانت صحيحية ..
لذا فان هندسة الفلترة الاحترافية والالتفافية امميا لهذا الادراج المبنية وفق معطيات زورا وبهتان من قبل المندوب الاممي لها اهداف مبطنة منها
– إخراج دول التحالف بقيادة السعودية من اي مسائلة دولية .فيما يخص هذه القضية والصاق التهمة بالطرف الذي يتصدى للعدوان ولم يرتكب جريمة ضد الاطفال .
-توزيع الجريمة البسيطة علي كافة دول التحالف والجماعات التي تتصدى للعدوان بحيث تتبخر وتكون مجهولة وضد مجهول .
إغفال قضية الاجزاء الاخري المرتبطة بهذه القضية ومنها تدمير نفسيات 4 مليون طفل يمني من جراء العدوان وماترتب علي الحصار الشامل علي اطفال بلدنا .والتي تعد جرائم من العيار الثقيل ولاتسقط بالتقادم .مع ان تدمير نفسيات الطفل هو تدمير للمستقبل علي إعتبار ان الطفل يمثل المستقبل وسبق وان تناولت شرح هذا الموضوع عبر الصحافة قبل شهور منها صحيفة لاء بشكل تفسيري .
– إخراج مجلس الامن وولد الشيك اي المندوب الاممي من اللوم والاحراج الدولي ليمارس الغلاط وتحسين صورته بمكياج افضل ..من خلال صناعة مثل هذه المسرحيات وحتي يستمر في إدارة المسلسل .
– تعطيل واحباط دور اي منظمات دولية ومحلية تساهم بكشف جرائم العدوان ضد اطفال اليمن علي إعتبار ان هذا الادراج هو يقطع الخط أمام تلك المنظمات من الاستمرار بإبراز هذه القضية بشكل دقيق وعميق ..
– تمييع قضية استخدام اسلحة محرمة ضد اليمن من قبل دول التحالف .
– تشويه صورة انصارالله امام المجتمع الدولي ونقل صورة مغلوطة عن حقائق الامور ..
-ايهام القوى التي تتصدى للعدوان الخارجي بانها حققت إنتصارا أمام الهيئات الدولية وبحيث لاتواصل تصعيد هذه القضية وبث الوهم في نفسياتها بان الامم المتحدة بدأت تدين دول العدوان .
وبالتالي كان هذا الادراج مفاجئا ومتزامننا مع محادثات الكويت لكي لاتنكشف اللعبة السحرية التي يديرها المندوب الاممي ..
كما ان هذا الموقف الاممي قد تزامن مع تصريحات وزير الخارجية البريطاني ضد الرياض و يصب بنفس الاهداف المشار اليها سلفا بيمنا الواقع عكس ذلك .اضافة لتصريح الخارجية الامريكية بان جماعة انصار الله ليسوا جماعات ارهابية .وهذه هي جزء من الخداع والتخدير للقوى التي تتصدى للعدوان وتخوض معركة التفاوض بدولة الكويت ولكي لا تتضح صورة المشهد برمته امام القوى الدولية مثل الصين والروس ..
علي هذا الاساس فإن عدم اعتراض الجانب السعودي علي هذا الادراج تاكيدا بان السعودية نجحت بالهروب من هذه النقطة وخرجت من ورطتها عبر الدهاليز والازقة الاممية مستغلتا اللوبيات الصهيونية التي تدير وتجيير المواقف الاممية لصالح الناتو ومصالحه بالمنطقة الشرق اوسطية.
لكن من المؤسف بان وسائل الاعلام الوطنية تسوق للجانب الوهمي ولم تقدم ترجمة عميقة لهذه القضية بل اصبحت ترقع البالي بابلى ولم تتناول هذه القضية بشكل تفصيلي وتفسيري رغم أهميتها