كتب/ عبدالوهاب الضوراني
هل هكذا تكون الحرب وتكون المواجهة التي تخوضها يا صاحب الجلالة ومنذ ما يقارب العام ونصف العام تقريباً وبكل أسلحة الدمار الشامل والمحرم دولياً جواً وبحراً وبراً وبالتواطؤ أيضا مع حلفائك عرباً وعجماً وأفارقة وضد من .
ضد أشقائك المسلمين والموحدين في اليمن وأبناء عمومتك في العروبة والعقيدة والإسلام والجوار والمصير المشترك, وهو العدوان الجائر والبغيض واللااخلافي الذي أصبح مداناً ومرفوضا الآن أكثر من أي وقت آخر من قبل المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان والذي يفوق في جانب كبير من نزيفه وتداعياته أسوأ أشكال الحروب الفاشية والنازية وأكثرها عنصرية وتطرفاً والذي لم تعد تفرق فيه أو تستثنى أحدا إنساناً أو حيواناً رجلا امرأة أو طفلاً.
فالجميع أصبحوا لديك مجرد أهداف عسكرية وإستراتيجية مطلوبة يجب تحقيقها وتندرج في إطار موجة الاجتياح والإبادة الجماعية التي تنتهجها لإخلاء اليابسة من كل كائن يتحرك على الأرض في اليمن واكتساح الأخضر واليابس من البشر ومن الشجر والحجر حتى المستشفيات ودور المكفوفين ومصانع الأغذية والأدوية والعديد من المعالم التاريخية والحضارية ومؤسسات الدولة لم تسلم أيضا أو تستثنى من القصف وآلة الدمار الشامل .
لا يا صاحب الجلالة ما هكذا تكون عادة وأعراف المواجهة والسجال بين أبناء البشر وتكون تصرفات العقلاء وعادات العرب وأخلاقهم أن تراجم البيوت بكل تلك النفايات من أسلحة الدمار الشامل وطائرات الحلفاء ودول وارسو وبيتك عادة من زجاج وأكثر هشاشة من بيت العنكبوت .
ما هكذا يا سيدي تكون المعارك والحروب لا في الهند ولا في السند ولا في بلاد الواق الواق وقوانين الغاب منذ أن فطر الله الكون وخلق الإنسان وعلمه البيان, فالحروب واستلال السيوف من أغمادها لها قوانين وأعراف وأنظمة كونية ليس بهذه الطريقة الغوغاية والعبث أن تقتل وتدمر وتكتسح وتحرق الحرث والنسل بكل ما أوتيت من قوة ورباط الخيل وبأسوأ أسلحة العصر وأكثرها فتكا ووحشية فسفورية وعنقودية وجرثومية وانشطارية وذكية أيضا وكأن الناس أمامك صراصير أو نوع من الحشرات التي يجب إبادتها .
تلوذ بعد ذلك كالفئران بالهرب بجنودك ومليشيا حلفائك من المرتزقة والدواعش والأفارقة والمهجنين نحو الصحراء والرمال المتحركة ثم تزعم وتتشدق بكل بجاحة وقلة حياء عبر الفضائيات والإعلام المأجور انك طرف معتدى عليه وأن حرب الإبادة والاستنزاف التي تقودها وتدق نفيرها في اليمن لقتل أطفالة واستهداف قياداته وكوادره ولجانه الشعبية وكبار مناضليه من خيرة أبنائه بأنها شكل من أشكال الحماية والدفاع عن النفس وانها جاءت أيضاً كحالة استثنائية من أجل إعادة الشرعية النازحة في المنفى وملاحقة وتعقب الجماعات الإسلامية المتطرفة التي يشكل تواجدها في اليمن كما تزعم خطراً على أمن المملكة وسلامة أراضيها واستئصال شأفتها .
ما هذا التخبط يا سيدي والخبابير والفقاقيع الواهية التي لا يصدقها عاقل أو مجنون, انك تشن حرباً تكفيرية وعقائدية ضد القاعدة والجماعات الإرهابية بكل ذلك الكم الهائل وغير المسبوق من أسلحة الدمار الشامل والمحرم دوليا وأنت يا سيدي الذي أوجدها وزرع كياناتها وأوصالها السرطانية داخل الجسم العربي ولا داعٍ لذكر البلدان والشعوب التي اكتوت بنيرانها فهي كثيرة والتي كان آخرها اليمن, كفاية أكاذيب وافتراءات وضحك على الذقون .
ودعني ياسيدي أذكرك فلعل الذكرى تنفع المؤمنين فأنت في غمرة انشغالك بابتداع المقالب وايقاظ الفتن وهي نائمة كثير النسيان وذاكرتك ضعيفة لإصابتك بالزهايمر ببعض المناوشات والانتهاكات الحدودية التي كانت تقع بين الحين والآخر في الماضي بين البلدين والتي كان يقوم بها تحت جنح الظلام أجدادك الأوائل من الغزاة والقراصنة والبدو الرحل القادمين من الصحارى وبطون الأودية وكيف تقهقرت جحافلهم وجفلت خيولهم وولت الأدبار بعد أن تكبدت خسائر فادحة في الاروح والأفراد والمعدات وها أنت ذا ياسيدي تعيد الكرة وتقع في نفس الخطأ والدرس الذي وقع فيه أجدادك ودفعوا ثمنه غالياً بزج جيوشك ومليشيا حلفائك من المرتزقة والدواعش والوثنيين والقذف بهم ليكونوا وقوداً لهذه الحرب المدمرة والمقضي عليها مسبقاً بالفشل والاندحار وإذا كان لابد من الدخول مع اليمن في حرب عبثية وطائشة كنوع من تصفية حسابات قديمة ومصطنعة تفضل على الرحب والسعة هذا الفرس وهذا الميدان ولكن يجب أن تدخلها وتخوضها بشرف وتكافؤ من حيث العدة والعتاد والجاهزية وليس بتلك الطريقة الصحراوية والهمجية المشينة التي تنتهجها بالتواطؤ مع حلفائك الآن في اليمن وبذلك الكم الهائل أيضا من نفايات أسلحة الدمار الشامل وغير المسبوق في تاريخ الحروب المعاصرة..
أنا وبعدي الطوفان وقبل أن اطوي أسوأ ما كتبت من اسطر وهوامش في حياتي أسالك يا سيدي سؤالا طالما شغلني كثيراً وضاق به صدري وأن تجيبني عليه بشجاعة ودون لف أو دوران ماذا تريدون بالله عليكم يا آل سعود بصراحة وبأمانة من اليمن وشعبة المسالم والمؤمن والشجاع وقياداته ولجانه الشعبية الصامدة وأخيرا وهو الأهم من وحدته الوطنية الراسخة وجذورها كالجبال الرواسي واشد صموداً وصلابة في قلوب أبنائه وضمائرهم ؟ فإذا كنتم تعتقدون مجرد اعتقاد أنكم بجيوشكم الفاشية والمهجنة وأموالكم المدنسة والمشرنقة تحت الوصاية الأجنبية ومصارف اليهود قادرون على تركيع أبناء اليمن وإجبارهم على السمع والطاعة أو العبث بذرة من ترابه وتعطيل وتعطيل وحدته وإعاقة مسيرته الديمقراطية فأنتم غلطانون والغلط راكبكم من ساسكم لرأسكم كما يقولون ونائمون أيضا في السابع نومة اصحوا مش كل طير تأكل السباع لحمه.
وأخيراً الله يرحم الزعيم الراحل عبدالناصر الذي يستحضرني بالمناسبة الآن جزءاً من وقائع أحد خطاباته التاريخية بشأن القضية اليمنية “إن جيزان ونجران جزء من الأراضي اليمنية دون قيد أو شرط” وإذا كان لي يا سيدي من نصيحة أسديها إليك وهي على سبيل التذكير ببعض ما ورد من تفاصيل وحيثيات في مسودة وصية جدكم الأول عبدالعزيز وهو يحتضر ويعالج سكرات الموت فوق كرسي العرش العائلي الذي آل إليك بالتعاقب وكنت لسوء الحظ آخر الخلفاء والمماليك من ورثة العرش والإمبراطورية الوهابية الذي اسأت منذ الوهلة الأولى أمانته واستخدامه أسوأ استغلال “خذوا من اليمن وشعبه ذخراً وعوناً لكم في الشدائد والمحن, فخيركم منه وشركم أيضا منه” هكذا يا صحاب الجلالة يكون الوفاء بالعهود واحترام وصايا الأجداد …