المشهد اليمني الأول| متابعات
هددت المملكة العربية السعودية بإيقاف المساعدة للاجئين الفلسطينيين عبر “الأونروا” وقطع العلاقات مع الأمم المتحدة إذا أدينت في اليمن.
ونقلت “رويترز” عن مصادر دبلوماسية أن دولاً حليفة للسعودية قامت بضغوط قوية على الأمين العام للأمم المتحدة “بان كي مون” بعد إدراج التحالف العربي على “القائمة السوداء” الأممية.
وأشارت المصادر المقربة من المنظمة، والتي طلبت عدم الكشف عن هويتها، في حديث لوكالة “رويترز”، إلى أن مكالمات من وزراء خارجية دول خليجية عربية ووزراء من منظمة التعاون الإسلامي انهالت على مكتب “بان كي مون” بعد إعلانه في الأسبوع الماضي إدراج التحالف العربي، الذي تقوده الرياض، على “القائمة السوداء” الأممية بسبب التقارير عن انتهاكات مستمرة لحقوق الأطفال في اليمن من قبل قوات التحالف.
وتحدث مسؤول في الأمم المتحدة، حسب رويترز، عن “ضغوط من هنا وهناك” مورست على المنظمة على خلفية هذه الخطوة، مضيفا أن الرياض لوحت بوقف مساعداتها للفلسطينيين ووقف تمويل برامج أخرى تابعة للمنظمة الدولية.
وتعليقاً على رد الفعل السعودي على إدراج التحالف في “القائمة السوداء” وصف مصدر دبلوماسي آخر لـ”رويترز” طلب أيضا عدم نشر اسمه، ما تعرضت له المنظمة الدولية بأنه: “تنمر وتهديدات وضغوط”، مضيفا أن ما حدث “كان ابتزازا بمعنى الكلمة”.
وذكر المصدر أنه كان هناك تهديد أيضا “باجتماع شيوخ في الرياض لإصدار فتوى ضد الأمم المتحدة تقضي بتصنيفها معادية للإسلام، مما يعني أنه لن تكون هناك اتصالات معها من قبل دول منظمة التعاون الإسلامي، ولا علاقات ولا مساهمات ولا دعم لأي من مشروعات أو برامج الأمم المتحدة”.
وأشارت مصادر دبلوماسية عديدة إلى أن وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأوسط “أونروا”، سوف تتضرر على نحو خاص لو أعيد إدراج التحالف العربي بقيادة السعودية على القائمة السوداء. والسعودية هي رابع أكبر مانح للأونروا بعد الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا، وقدمت قرابة مئة مليون دولار للوكالة العام الماضي.
كما أن الكويت والإمارات العضوين في التحالف مانحتان كبيرتان للأونروا إذ قدمتا للوكالة قرابة 50 مليون دولار في 2015.
وإلى جانب السعودية قال “دوجاريك” إن الأردن والإمارات وبنجلادش اتصلت بمكتب بان للاحتجاج على الخطوة. وقال دبلوماسيون إن مصر والكويت وقطر عبرت لمكتب بان عن شكواها
وتحدثت دينا قعوار سفيرة الأردن في الأمم المتحدة عن شكوى بلادها للأمين العام للأمم المتحدة.
وقالت إن التقرير يتهم التحالف وبالتالي الأردن بما أنه عضو فيه لذلك اتصل وزير الخارجية الأردني بالأمين العام للأمم المتحدة وعبر له عن رأيه بأن التقرير منحاز وأن المنظمة الدولية بحاجة للنظر فيه.
وقال بعثة بنجلادش لرويترز إن وزير خارجية البلاد اتصل بمكتب بان قبل الحذف أثناء قيامه بزيارة رسمية للسعودية.
وأفاد مصدر دبلوماسي مطلع على الموقف أن غضب السعودية كان متوقعا وأن “رد فعل الأمين العام على ما حدث كان مخيبا للآمال.”
وأشار عدد من الدبلوماسيين إلى قرار الأمم المتحدة عدم إدراج إسرائيل على القائمة السوداء العام الماضي بسبب مقتل أطفال في قطاع غزة بعد أن ضغطت الحكومتان الإسرائيلية والأمريكية بشدة على بان. وقال الدبلوماسيون إن من الواضح أن الأمين العام الحالي ضعيف أمام الضغوط.
وذكر مصدر دبلوماسي آخر أن الخلاف الأخير بين الأمم المتحدة والمغرب بسب استخدام بان لكلمة “احتلال” لوصف وجود المغرب في منطقة الصحراء الغربية المتنازع عليها أرسى سابقة سيئة.
وأضاف أنه عندما طلب المغرب خروج العشرات من موظفي بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة المدنيين من أراضيه هذا العام لم يقدم مجلس الأمن الدولي الدعم القوي لبان. وتابع أن هذا الأمر أرسى سابقة خطيرة في المنظمة الدولية التي تضم 193 دولة.
وقال المصدر الدبلوماسي “كانت الرسالة واضحة .. إذا قسوت على الأمين العام فإن مجلس الأمن لن يهب لمساعدته.