كتب/ محمد الصفي الشامي
وكالعادة كلما أطل علينا في خطاباً متلفز، تربَّع على عرش حجيرات قلوبنا بكلماته ، وانشغلت عقولنا بغذاء الروح ، وهدأت أرواحنا وخيم الصمت في أرجاء المكان ، وتدلت لنا عناقيدٌ من العنب الصعدي لتُنير تجمعنا ونحن نُشاهده ، ونتابع مسار أطروحاته وهي تشق الوديان والصحاري والجبال وتعبر الحدود إلى ماوراء الوراء ، ونتأمل بأن الظلم سيبقى مجرد ظلمة لليل وسيتبعه فجرٌ ساطعٌ كله حرية وعزة وكرامة وشموخ .
القائد الشاب الثلاثيني تحدث يوم أمس بثقة وفصاحة وبلاغة ، في خطاب مهم جدا يرتقي بمستوى المرحلة التي نمر بها ، فيه رؤية شاملة سياسيا واقتصاديا وعسكريا واجتماعيا ، وطرح قوي بعقل مدرك للأخطار والتحديات .
بدأ قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي كلمته بالتهنئة والتبريك للأمة العربية والإسلامية بمناسبة حلول شهر رمضان ، موضحا بكل ثقة ووعي ما يعنيه هذا الشهر الكريم ، من منع النفس عَن الرغبات ، وصقلاً لها وتدريب الانسان على الانضباط ، ليقوم بمهامه ومسئولياته في الحياة الاجتماعية ، حتى تصبح لشعائر الدين قيمة عملية تنعكس على الحياة .
بالحكمة والمنطق والعقل استرسل في سياق كلامه بالحديث عن ثقافة الوعي وأهميتها ، كونها تمثل الضابط المهم في واقع الانسان في سلوكه وتوجهاته ومواقفه ، بمفردات ، كما لو انها بلسم تُداوى به القلوب ، وتُشفى به صدور أُناسٍ لا يستطيعون التعبير عن ذاتهم ، فتكون عندها سعادة نوعية بأن هناك من يشعر بدواخلهم ويقتحم أرجاء قلوبهم ، معلقاً عليها أسراب الحمام وشموع النصر ، داعيا إلى التأخي والتلاحم والتكافل والتعاون وتحمل المسؤولية بكل وعي وهمة واقتدار .
الصمود والصبر ، والشجاعة والوعي ، والحرية والتضحية ، وكُل ما يجول في خاطر المُستمع الحر إليه ، من مفردات ، لم تكن غائبة في كلمة القائد الشجاع الفذ والنبيل ، المؤمن بالنصر ، الواثق بالله ، وبأبطال الجيش واللجان الشعبية من المجاهدين المرابطين في ساحات وميادين الجهاد ، الذين وصفهم ‘ برجال المحراب الاقدس والمسجد الاشرف .
ومن أبرز ما جاء في كلمته حديثه عن أهمية وحدة وتماسك الجبهة الداخلية على كل المستويات العسكرية والاقتصادية والسياسية ، حيث أكد أن أبناء الشعب اليمني معنيون بتعزيز الوحدة الداخلية ، مشيراً إلى أن الوحدة الداخلية بين القوى السياسية والمكونات الاجتماعية كان لها دور هام أعطى الموقف قوة كبرى في التصدي للعدوان .
وذكر السيد في كلمته أن هناك جهود تبذل من قوى العدوان لتفكيك الجبهة الداخلية، وإثارة الخلافات بين القوى السياسية والمكونات الاجتماعية ، داعياً الناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي ممن ينتسبون إلى الجبهة الداخلية التي تواجه العدوان، إلى عدم الانجرار إلى المهاترات الإعلامية التي تغذيها قوى العدوان عبر مواقع التواصل الاجتماعي مؤكداً إلى أنه لا أولوية فوق أولوية التركيز على التصدي للعدوان حتى إعلاميا.
فيما حث جميع الأحرار على بذل المزيد من الصبر والصمود ، وعدم الالتفات لما يقوله المرجفون من أكاذيب ، كون المراد منها تثبيط الهمة والعزيمة ، وبأن المعركة مستمرةً، حتى يتحقق النصر المبين .