كتبت/ أحلام عبدالكافي
ماذا تعرف عن السياسة القرآنية في خضم تلك العواصف التي طغت على أفكار وتوجه العقل العربي والمسلم بتلك الثقافة الغربية وتلك المفاهيم المغلوطة الدخيلة على وعي الأمة من خلال تنميقهم لحضارتهم المصطنعة والزائفة التي جعلوها براقة في أعين الباحثين عن التقدم وهي التي في حقيقة الأمر مازادت بها الأمم إلا تراجعا وانهيارا.
لطالما عمد أعداء الأمة على رسم سياسة مغلوطة للشعوب والحكومات العربية وجمّلوها بالإدعائات الكاذبة كالديمقراطية والحرية و الزعم بالمناداة بحقوق الإنسان وحقوق الطفل والمرأة وهي في حقيقة الأمر ستار لسياسة تحقيق أكبر المصالح لدول الهيمنة الرأسمالية في العالم ولو على حساب سحق البشرية وتدمير الوجود.
لقد ابتعدنا كثيرا عن هويتنا القرآنية وركضنا وراء السراب وانبهرنا بعالم يعبّر عن عالم الغرب بأفكاره وبمعتقداته وظنت الأمة أنها وجدت ضالتها بذلك (الضجيج ) والحديث المستمر عن المدنية والتطور و صناعة النووي وناطحات السحاب والصعود إلى الفضاء وغيرها من البهرجة الزائفة التي تمهّد للمؤامرة الصهيو أمريكية في المنطقة والتي كانت هذه الأكاذيب هي من إحدى الوسائل لتحقيقها لسلخ هذه الأمة عن معتقداتها بذلك البريق .
ماذا عن السياسة في قرآن المسلمين وفي تعاليم دينهم….قد صور لنا الكثير من شياطين الإنس والجن بأن إسلامنا إنما هو دين التخلف والرجعية والزهد والمعاناة والفقر والسيف والذبح البعيد عن المصالح وعن التقدم وعن التقنية الحديثة وعن مواكبة العصرالحديث !! بل جعلتنا طعم لسياسة الغرب بإتباع سياستهم الهوجاء القائمة على مبدأ الغاية تبرر الوسيلة والتي تنطلي تحت شعارها هذا كل الأساليب الوضيعة والدنائات القبيحة ….والتي تبيح كل الوسائل مهما كانت للوصول لأهدافها .
أليس الله سبحانه هو القائل (فقلت استغفروا ربكم انه كان غفار يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا.) ديننا الإسلامي هو دين الرخاء ودين الرحمة ودين العطاء هو دين العليم الحكيم والذي ترتكز مبادئه على أرقى القيم والأسس العظيمة التي تضمن للبشرية والإنسانية الأمن والسلم بل والتطور والنهضة والعمران والتي تنشد المصلحة للعباد في ظل مبادئ سامية ووسائل فاضلة…..فلذلك حارب أعداء الأمة هذا النهج القويم ليستبدلوه بمنهاج الشقاء و الويل والثبور والخسران المبين لمن وقع تحت فخ عقائدهم ومنطقهم الهدام.