المشهد اليمني الأول| متابعات
فجر وزير الخارجية البريطاني قنبلة سياسية من العيار الثقيل عكس من خلالها تغيراً كبيراً في موقف الدول الغربية من مسار مفاوضات الكويت في اتجاه سيحدث زلزالاً لدى حكومة هادي ومستقبلها وتعدى ذلك إلى تبني اتفاق السلم والشراكة الموقع في 21 سبتمبر 2014 والذي يطالب الحوثيون باعتماده ضمن المراجع المعترف بها للحل السياسي في اليمن.
ففي مقابلة تلفزيونية لقناة سكاي نيوز الإماراتية قال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند أن حكومة هادي لا تمثل الشعب اليمني وتفتقد للمصداقية معتبراً أن اعتراف المجتمع الدولي بشرعيتها لا يعني أنه لا توجد مشكلة سياسية في اليمن وأن الحاجة إلى حكومة توافقية ليست ملحة.
هاموند في إجابته على سؤال مذيع القناة الإماراتية الذي اعترض على مساواة الوزير البريطاني بين الحكومة الشرعية ومن وصفهم بالانقلاب قال: ” نحن لا نساوي بينهما هناك حكومة شرعية في اليمن ، ولكن هناك مشكلة سياسية في اليمن ، فالحكومة الشرعية المعترف بها في اليمن ، لا تمثل كل الشعب اليمن وليس لديها مصداقية بين كل أطراف اليمن ، واذا أردنا أن نتجنب حرباً اهلية ونزاعا عسكريا علينا أن نجد طريقا لتوفيق بين المصالح المختلفة”.
وفي إشارة لاتفاق السلم والشراكة قال هاموند “في سبتمبر عام 2014 كانت هناك مبادرة ظهرت كطريقة جديدة للتقدم تحت مظلة الشرعية ولكن تعترف بمصالح اللاعبين الاخرين أيضا وعلينا أن نعود إلى ذلك النوع من الحوار السياسي ونتجنب عمليات عسكرية إضافية في اليمن والدمار الشامل في الاقتصاد اليمني ، الذي سيكون كارثة على الشعب اليمني إذ هناك كارثة إنسانية حقيقة في اليمن اليوم ، ولكن هذا سيكون أيضا لشبه الجزيرة العربية بوجود نزاع دائم واقتصاد منهار في بلد عدد سكانه خمسة وعشرون مليونا وهو ثاني أكبر بلد من حيث عدد السكان في شبه الجزيرة العربية “.
وشدد هاموند على أن الاقتصاد اليمني هش وأنه قد ينهار اذا لم يتم التوصل لاتفاق سياسي مستبعداً الحل العسكري.
وفي هذا الشأن قال هاموند: ” اقتصاد اليمن هش للغاية وهناك مخاطر بأن ينهار إلى لم نتوصل بسرعة إلى اتفاق.
ليس هناك خيارُ أخر ، ليس هناك حل عسكري لهذه الازمة يجب أن يكون هناك حل سياسي”
وأضاف “نعتقد بأن كل الأطراف وافقت على المبادرة العربية للعودة إلى حكومةً شاملة تمثل كل الأطراف في اليمن وتعكس الواقع ، الحوثيون يمثلون جزء مهماً من المجتمع اليمني وسيلعبون دوراً في الحكومة المستقبلية في اليمن ، لكن ينبغي أن تكون حكومة تعكس كل الأطراف ذلك المجتمع”
وفيما يتعلق بفشل المفاوضات في إحراز تقدم قال هاموند ” علينا جميعا أي الدول الغربية ودول المنطقة أن نبقي الضغط على الجانبين لتقديم التنازلات الضرورية للتوصل إلى اتفاق قابل للتطبيق” مشيراً إلى أن المفاوضات حققت تقدماً بسيطاً ويجب دعمها.
وتقود الولايات المتحدة وبريطانيا ضغوطاً مكثفة على السعودية التي تقود التحالف لإجبارها على انهاء تدخلها العسكري باليمن وإلزام القوات الموالية لها بوقف التصعيد العسكرية.
وكشف مصدر دبلوماسي عربي لموقع المراسل نت أن سفيري أمريكا وبريطانيا في الكويت أبلغا نظيرهما السعودي رسالة من حكوماتهم الى القيادة السعودية تشدد على ضرورة الوقف الفوري للحرب باليمن واستخدام نفوذها لإلزام قوات هادي والمجموعات المسلحة بوقف التصعيد العسكري مشيراً إلى أنه تم الإعلان عن ذلك على أنها تحركات سعودية-أمريكية-بريطانية لإنهاء الحرب في اليمن قبل رمضان.
واضاف المصدر أن الضغط الأمريكي البريطاني المشترك على السعودية حمل تهديدات بعدم الوقوف إلى جانبها إذا واجهت الرياض تبعات قانونية عما خلفته الحرب في اليمن موضحاً أن القرار الأمريكي بوقف تزويد السعودية بالقنابل العنقودية يأتي كرسالة غرضها إظهار جدية الولايات المتحدة بالضغط على السعودية لوقف الحرب ومحاولة للتبرؤ من تبعات سقوط مدنيين في اليمن جراء استخدام تلك القنابل حيث تواجه واشنطن ضغوطاً من المنظمات الحقوقية الدولية التي حملتها تبعات تلك الجرائم إذا لم توقف تصدير الأسلحة المحرمة للسعودية.
كما أشار المصدر أن وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند، الذي يزور السعودية والخليج لمدة ثلاثة أيام، حمل ذات الرسالة إلى القيادة السعودية والخليجية وضمن الضغوط البريطانية لإنهاء الحرب في اليمن في ظل تحذيرات من انهيار وشيك للاقتصاد اليمني الأمر الذي ستمتد تبعاته للدول الغربية.
واختتم المصدر توضيحاته لموقع المراسل نت أن السعودية استجابت للضغوط الأمريكية البريطانية ووعدت بالعمل جدياً على وقف الحرب فوراً ولاقت قبولاً البريطانيين والامريكيين الذين أعلنوا عن جهود ثلاثية مشتركة لوقف الحرب قبل رمضان.
ـ نقلا عن موقع المراسل نت