المشهد اليمني الأول/
في القرن العشرين رفع الإخوان شعار الوحدة الإسلامية كبديل للقومية العربية فكان التكفير والإغتيالات والتفجيرات والعنف والصدام المسلح خاصةً في مصر وسوريا ومع تلقي الإخوان ضربات متتالية.. الخ،
خرج الإخوان بشعار (المراجعات الفكرية) خاصة للأجنحة المسلحة وانتهت إلى ترك العنف والتخلي عن السلاح، فأختفى البعض ودخل الآخر في سبات شتوي طويل، والبعض الآخر انتهى إلى جبال “تورا بورا” أفغانستان “مجاهدين” ضد الروس “إرهابيين” ضد أمريكا والمصير جوانتنامو اللاأخلاقي بقواميس السماء وقوانين الأرض .
وفي القرن الواحد والعشرين أستيقظ الإخوان من البيات الشتوي وبشعار الخلافة الإسلامية كبديل للأنظمة الوطنية خاصة الجمهورية، الإخوان ظاهرياً أما باطنياً فهي للغرب والصهيونية .. ولأهداف 60 ملك من أصل يهودي تتزعمهم المملكة اليهودية الإسرائيلية.
عموماً عاد الإخوان وبعدة وعتاد غير مسبوق وبظروف موضوعية خصبة في الوطن العربي تشتاق للتغير نحو الأفضل، وبغطاء إعلامي ومالي قطري وبالمليارات وبمرجعية دينية إخوانية رئيس الإتحاد العالمي للمسلمين القرضاوي وبأجنحة تكفيرية وهابية مسلحة وبتناغم دولي واسع، هلم جرا ..
والهدف “خلافة إسلامية” لدول حوض المتوسط من تونس وليبيا ومصر وسوريا حتى عقر دار الخلافة الإخوانية تركيا والخليفة المنتظر “أردوغان” ديكتاتور ديمقراطية الخوف … وبدخول الدب الروسي وصمود سوريا ويقظة الجيش المصري فإن خلافة إخوان المتوسط إلى الأفول .
ومع توالي إنكشاف الخلايا النائمة للإخوان القطبيين في اليمن وخاصة صنعاء وعمران وأرحب والحديدة، أتضح بأن هناك مخطط آخر لقيام الخلافة الإخوانية الإسلامية للساحل الغربي والذي يمتد من باب المندب وتهامة اليمن وتهامة الحجاز وصولاً إلى قناة السويس وجسر سلمان لتلتقي مع خلافة البحر المتوسط (وهم وسراب) .. إنه بإختصار شديد سايكس بيكو القرن الواحد والعشرين، وبقية القصة معروفة .. وعموماً فإن خلافة الساحل الغربي كان يراد لها بالإخراج بإحدى الطرق التالية :-
1- عبر دستور الأقاليم في اليمن “إقليم تهامة” ومن ثم إهتزاز أمني عسكري سياسي وحروب فالأمر الواقع وبالشرعية الدولية، وهذا فشل .
2- بعد العدوان .. تدخل بري بحري مصري أفريقي لإحتلال الساحل الغربي..الخ، وهذا فشل ليقظة الجيش المصري (مهما عربدت بعض الشخصيات المصرية المنبطحة لبني سعود يضل الجيش المصري يقضاً إلى حد ما) .
3- تحريك مشائخ تهامة وبموضة مناطقية تحرير المديريات من اهلها .. وهذا أيضاً فشل لوعي أبناء تهامة الأحرار .
4- دخول مرتزقة وبأعداد هائلة من باب المندب المخأ إلى ساحل تهامة ويتزامن ذلك مع نشاط الخلايا النائمة لجناح الإخوان التكفيري وجناح الوهابية التكفيرية المسلح والنتيجة إحتلال تهامة..الخ، وإعلان قيام الخلافة الإسلامية للساحل الغربي “تهامة اليمن” وهذا المسار أيضاً فشل فشلاً ذريعاً بإنكسار جبهة تعز المخأ، وانكشاف وتفكيك الخلايا النائمة للإخوان ومحاصرة مصادر التمويل المالي الحزبي فهرب من هرب واعتقل من اعتقل ومصرع من حاول الإشتباك..الخ، وتوارى عناصر الوهابية التكفيرية عن الأنظار
وبالتزامن مع الإنكسار ثم الإندحار والهزيمة العسكرية النكراء في كل الميادين، فإن الضوء الأخضر يصدر من غرف العمليات في تل أبيب والأب الروحي لندن الصهيونية والراعي الرسمي أمريكا الإستعمارية لهذه الأدوات التكفيرية لغسل ماء الوجه بعد هذا الجنون والإحراق اللامسبوق في سبيل أوهام سرابية، وتحت مسمى المراجعة الفكرية الثانية للاخوان ولبقية الأجنحة المسلحة التكفيرية القطبية والوهابية ..
مراجعة فكرية للقرن الواحد والعشرين، ستنتهي كالأولى إلى سبات شتوي طويل قد يمتد إلى القرن الثاني والعشرين، وبداية المراجعة الفكرية من اليمن، فبعض قواعد حزب الإصلاح الاخواني بدأت بالجهر قولاً بسلبية العنف المسلح، ومن جهة أخرى عن جدوى التحالف مع بني سعود ونتائجه المدمرة على اخوان اليمن، خاصة بعد أن وجَّهت شخصيات خليجية معروفة إمتهان واحتقار مباشر لقواعد الإخوان في اليمن لدرجة قدحهم في أعراضهم .. ولأن بعض الظن إثم وليس كله فغالبية الاخوان في اليمن والوطن العربي مخدوعين، ونجزم بالإعتقاد حتى اليقين بأن البعض من قياداتهم في خارج الوطن العربية خاصة في تركيا وقطر ولندن وواشنطن فإنهم يدركون ما يفعلون، بل أن بعضهم أعضاء في المحافل الماسونية العالمية ولخدمة الصهيونية ..
وفي ظل هكذا معطيات وتفاهمات الكويت والتي قد تكون هي الأفضل حتى الآن منذ بدء العدوان حدث فيه ما حدث وصار ما صار … يتبادر للذهن التساؤل التالي: هل تدق ساعة المراجعة الفكرية للتنظيم العالمي للإخوان إذ ما نجحت المفاوضات القائمة في الكويت !؟..