المشهد اليمني الأول| متابعات
كشف رئيس اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي أن سفراء لدول كبرى شددوا على ضرورة إبعاد الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي من المشهد السياسي، ملوحا بان هناك تطورا نوعيا وذاتيا في الصناعات الدفاعية اليمنية لا يمكن الكشف عنه الان.
وقال محمد علي الحوثي في حوار خاص مع لقناة العالم الإخبارية، “إن العدوان السعودي حقق عدة خطوات في اليمن منها دعم الارهاب وتوسعه فيه، وكذلك استطاع تحقيق الدمار والخراب في الوطن، من تدمير البنية التحتية وقتل الكثير من المدنيين، وهذه هي الانجازات التي حققها”.
وأضاف: إن ما يحصل من تفجيرات وتفخيخ في عدن يدل على انها ليست تحت سيطرة قوات هادي، وهي ليست تحت سيطرة الجيش اليمني واللجان الشعبية، لانهم (قوات العدوان) افسحوا المجال للجهات الاخرى، ففي عدن معروف ان هناك عدة اتجاهات وميليشيات، ولكن النظام والقانون غير موجودين وهم لم يحققوا الامن والاستقرار والمشاريع التي كانوا يعدون بها والبنية التحتية لعدن، ما قدموا لعدن وابناءها إلا الدمار والتفخيخ والتفجير.
وفيما يخص القدرات العسكرية للجيش اليمني واللجان بعد اكثر من سنة وشهرين على العدوان قال الحوثي هناك نضج كبير جدا لدى الاخوة في المجال العسكري، ونحن نعلم ان لديهم تطورات صناعية جديدة لا يمكن البوح بها والحديث عنها في هذا الوقت، ولديهم تطور نوعي ذاتي مكتسب من خلال الخبرة والتجربة، وحديث دول التحالف عن التأثير على هذه القدرات فاعتقد انهم يعلمون جيدا ان ما يقولوه غير صحيح.
وتابع”هم يتحدثون بهذا الحديث من اجل ان يوهموا الخارج بان المعركة انتهت، لانه يوجد ضغط كبير جدا عليهم عندما تستمر معركة لما يقارب عام وشهرين، ولذلك فهم يريدون كسب الوقت بهذا الحديث ويقولون انهم يسيطرون على ثلثي اليمن وغيرها، ولكن الواقع خلاف ذلك، وما يزعمون انهم حرروه فهم لا يسيطرون عليه! “
وتساءل الحوثي قائلاً “اذا كانوا يسيطرون على هذه المساحة فلماذا لا يتواجدون فيها؟ ولماذا لا يتواجد هادي ومرتزقته داخل عدن وداخل مأرب وداخل المناطق التي يزعمون تحريرها، لماذا يتواجدون في فنادق الرياض، ولماذا لا يتواجد علي محسن في عدن في الاراضي التي نهبها عام 1994؟ ولماذا لا يتواجد حميد الاحمر في المناطق التي نهبها؟”
وأوضح “نحن نقول لا داعي للتحدي، لان التحدي الذي يقومون هو من اجل تدمير الوطن والبنى التحتية للوطن، ومن اجل استهداف الشعب اليمني، وهذا لا داعي ولا مبرر له، واذا يريدون التحدي فليتحدوا اسرائيل والتي هي الخطر الحقيقي على الوطن العربي، نحن اشقاء ونؤمن بالاتفاقات الدولية على اساس الندية والاحترام المتبادل، وهذا ما نقوله دائما وليس جديدا علينا”.
وفيما يخص الحديث عن تغير العلاقة مع السعودية، قال رئيس اللجنة الثورية العليا “إن التقارب في العلاقة بيننا وبين اي دولة عربية او اسلامية هو امر ايجابي وهذا ما يفترض ان يكون وهذا ما يجب ان يبنيه الجميع وان يعترفوا به، لكننا لسنا من ذهب لتوتير العلاقات مع الآخرين، هم من اتوا لضربنا والإعتداء علينا”.
وتابع”التفاهمات هي مقدمة لايقاف العدوان في كل الجبهات، وعلى هذا كان هناك لجان تثبيت وقف اطلاق النار في كل الجهات، الا ان هناك مماطلة (من قبل الجانب السعودي وحلفائه)، ونحن نأسف ان يكونوا بهذا المستوى، يجب ان يكونوا كما نحن ملتزمون بكل ما تم الاتفاق عليه وان يكون لديهم جدية في الموضوع وان لا ينظروا الى الموضوع بانه اصبح موضوع من المنتصر ومن المهزوم، المفترض ان يقفوا الى جانب ما تم التوافق عليه وان يثبتوا وقف اطلاق النار، وبالتالي هم يتحملون مسؤولية اي خرق يحصل.
ونفى الحوثي وجود توتر أو خلاف بين حركة انصار الله وحزب المؤتمر الشعبي العام، وقال انهم الآن يجلسون على طاولة واحدة ويمثلون فريقا واحدا، وكل من يقف مع الوطن لا يمكن ان نختلف معه.
ووصف العلاقة بين حركة انصار الله وحزب المؤتمر الشعبي بأنها تحالف سياسي من اجل الدفاع عن الوطن.
وفيما يخص المفاوضات الجارية في الكويت، قال: إن من ذهب من وفد الرياض الى الكويت لا يملك قرار ولا يملكون ارادة، وبالتالي على السلطات الكويتية ان تتواجد في الملف اكثر من كونها مستضيفة فقط، والمفترض بأمير الكويت ان يكون لديه مساع كبيرة جدا وان يتحاور مع السعوديين فيما يخص انجاح هذه المفاوضات، مع انه يقوم بجهد كبير وبناء ومشكور على ذلك، ولكن لابد ايضا من خطوات اكثر وان يتفهموا اكثر مما هو حاصل.
وكشف الحوثي أن اسماعيل ولد الشيخ نصح رئيس الوفد اليمني محمد عبد السلام بأن تتم التفاهمات مع السعوديين ومن ثم الجلوس على الطاولة، والتعقيدات التي سادت على التفاوضات سببها ان اميركا لا تريد الحل وهي من صرحت واعلنت ان السلام في اليمن لا زال بعيد المنال، لانها لديها اهداف كبيرة في المنطقة وتريد من خلال هذه الحرب ان تصل اليها.
واعتبر الحوثي ان الشارع اليمني لا زال بكامل قوته، وهو يعرف مصداقية من يتواجد في الجبهات ويحمي الحدود ويحمي الوطن، بانه على اتم الاستعداد والجهوزية، وما يتم الحديث عنه من القلق على الوضع في اليمن هو فقط من جانب الامم المتحدة وهو قلق اعلامي.
وحول التصعيد الاخير في اليمن من جانب قوى العدوان على اليمن، قال الحوثي “إن تجريب المجرب لا يمكن ان يؤدي الى نتيجة، فهم جربوا كل ما لديهم من اسلحة ضد الشعب اليمني بما فيها الاسلحة المحرمة دوليا، وبالتالي لا يوجد ما يرهب الشعب اليمني ولا يزال هذا الشعب بنفس الجاهزية وبنفس الاستعداد”.
وأضاف: نحن كنا على وشك الحل في مفاوضات موفمبيك.. نحن نؤمن أن الحوار هو الطريق الأجدر وأن الحل لا يأتي من خلال السلاح وفوهات البندقية.
وأتهم الولايات المتحدة من أنها هي التي تدير الحرب على اليمن لافتاً إلى أن التغير الأخير في الموقف الأمیرکي “لم نلحظه إلا في التصریحات فقط، وفي الواقع لم نشهد أي جدية.. لأن كل من يتواجد اليوم لحربنا سواء السعودية أو الإمارات أوغيرهم هم حلفاء لهم.. وهم من يحركونهم وتعاونوا معهم ويتبادلوا بينهم المعلومات ولا يوجد شيء على الميدان.
واكد رئيس اللجنة الثورية أن الوفد الوطني اليمني كان على تفاهمات مع الجانب السعودي حيث قال الجانب السعودي إنه استطاع أن يصل إلى نتائج إيجابية معه، متسائلاً: فلماذا لم تصل مع الوفد الآخر إلى نتائج إيجابية؟ .. فلو كان الوفد الوطني هم المعرقلين لم يستطع السعوديون أن يصلوا معهم إلى نتائج.
وحول الموقف من الروسي قال الحوثي “نحن ننظر إلى الروس أنهم يتعاملون مع القضية اليمنية تعاملاً إيجابياً نوعاً ما، ونتعامل معهم باحترام، وننظر إليهم أنهم من أكثر الناس وقوفاً إلى جانب الشعب اليمني، وتحركاً من أجل الوصول إلى حل.
وأكد أن ولد الشيخ “غير محايد ولازال يعمل لصالح الآخرين وليست لدينا أي تحفظات عليه.. لكن على أداء دوره نعم.. أنه غير محايد ولازال يعمل لصالح الآخرين، والمفترض به كمسير أن يكون على مساحة متساوية من الجانبين”.
وحول الوضع الإنساني في اليمن قال الحوثي: نعلم أن الوضع ليس مثاليا عندما نواجه تحالفا بهذا المستوى من الشراسة والاستحمار.. الوضع مزري أكثر بكثير مما هو موجود..لافتاً إلى أن من المفترض بالشعوب الحية في المنطقة والعالم الإسلامي والغرب أن يكون لديهم التفات حقيقي إلى الوضع الإنساني المأساوي في اليمن، الذي: لا يبشر بخير، وهو وضع كارثي.
ولفت إلى إنه “لم يلاحظ خلال الحوار الحديث عن الجانب الإنساني، لأنهم لايريدون لهذا الشعب الخير.. إذ كان من المفترض الحديث عن هذا الجانب من الحروب والحصار الخفي الذي يستعمل بحق الشعب اليمني.”
ونوه إلى أن “الجمهورية اليمنية حوصرت أعظم مما حوصر العراق وحوصرت إيران.. فهي محاصرة من كل شيء.. والحصار شامل ومطبق من كل النواحي.. حتى لايوجد لديهم أخلاق ولا قيم في التعامل مع المواطن اليمني إذ قالوا إن الحصار من أجل ألا يدخل السلاح إلى الجيش واللجان الشعبية”.
وأشار إلى أن أيادي المرتزقة الداخلية لا زالت تعمل لضرب الاقتصاد الوطني ..مشيراً إلى أن المنظمات المعنية الدولية والإقليمية لايصدر منها بهذا الشأن “أي تجاوب على الإطلاق.. فكلهم يخضعون للريال السعودي وللتوجيهات الأميركية”.
وأضاف أن “الأمم المتحدة لم تقم بدورها وممثلها كذلك لم يقم بدوره، والكل أبلغ بهذه المشكلة والمأساة، والسفراء يعلمون ذلك بقوة.. بل حتى أن بعضهم خضع للتفتيش”.
ولفت إلى أن هناك افتعال لأزمات من قبل نافذین داخل اليمن، منوهاً إلى أن “المرتزقة الذين خرجوا من هنا لا زالت لديهم أيادي في الداخل يعملون من خلالها، وهؤلاء حاولوا أن يضربوا الاقتصاد الوطني، لأن ليست لديهم أدنى مسؤولية في الحفاظ على البلد.
وفي جانب آخر من حديثه قال محمد علي الحوثي “كان هناك التزام من القائد الأعلى للثورة بأن يترك مجال للشراكة مع الآخرين، وكان الإخوة يعملون باستمرار مع الأحزاب على أساس أن يكون هناك توافق على حكومة تحت مضلة الأمم المتحدة، أو توافق رسمي تحت مظلة الأمم المتحدة، وهذا ما جعلنا نتوقف حيث قال القائد الأعلى للثورة إننا ستوقف عن الإعلان الدستوري من أجل التوافق”.
وبشأن إعلان محمد عبدالسلام أنه في حال تعثر المفاوضات سيكون هناك اتجاه لتشكيل حكومة، وصف الحوثي ذلك “بالخطوة الإيجابية إذ أن الأخوة في الجانب السياسي سواء في أنصارالله أو الجهات والأحزاب الأخرى قد وصلوا إلى النتيجة التي قلناها ولازلنا نقول بضرورة الوصول إلى تشكيل حكومة”.