كتب/ إسماعيل المحاقري
ماذا عن علاقةِ القاعدةِ بحزبِ الإصلاح وقوى العدوان؟ وما هو دورُها ووظيفتُها الحقيقية في مشروعِ الاحتلال ،ليدرأ عن نفسه مسؤولية تقديم مجندين لقمة سائغة لداعش والقاعدة أمام منزله في خور مكسر، وليس مفاجئا أن لا يجد من يغطي له سوى فضائيتين محسوبتين على الإخوان.
فما يحدث في عدن وأرض الجنوب عموما من حرب أمنية شعواء نتاجٌ طبيعي لمشروع الاحتلال الذي جعل من كل تلك المتناقضات عصبة واحدة في مواجهة الجيش واللجان الشعبية وجماعات وتيارات متقاتلة ومتناحرة فيما بينها، تحت قاعدة “فرق تسد” التي يحلو لواشنطن تطبيقها قبل أن تحط رحالها في أي بلد كان وتحت أي مسمى.
ومنذ البداية حرص وكلاء الخارج على تغليف حروبهم بطابع مذهبي في كل من كتاف ودماج قبل أن تصل إلى عمران ومنها إلى صنعاء، وقد غلب عليها الطابع السياسي بدخول حزب الإصلاح على خط المواجهة في المشروع التكفيري مستقويا بالسلطة حينها ومحولاً مقرّاته وجامعاته إلى معامل لصناعة المفخخات والعبوات والأحزمة الناسفة، ومنطلقا للانتحاريين لارتكاب جرائمهم المروعة بحق المواطنين في التجمعات والمعسكرات وحتى المستشفيات والمساجد.
وأمام ذلك وفي حين أخذ الشعب اليمني على عاتقه مسؤولية محاربة القاعدة وداعش محققا إنجازات كبيرة ومتسارعة في وقت وجيز، قامت الدنيا ولم تقعد، ليس لأنَّ الجيش والأمن عجزا عن ذلك؛ وإنما لأن السلطة حينها كانت توفر لها الحماية وتشكل لها الغطاء للانتشار والتوسع بما يخدم مصالحها الذاتية والحزبية وبما يعطي لأمريكا الحق في التدخل تحت مسمى محاربة الإرهاب.
وتحت مبرر الدفاع عن الشرعية المزعومة أعيد إنتاج القاعدة ومتفرعاتها من جديد، وبالأخص في المحافظات التي سيطر عليها تحالف العدوان، حيث توفر لها الغطاء الإعلامي والدعم المادي واللوجيستي لمقاتلة الجيش واللجان الشعبية قبل أن ينكشف دورها الحقيقي في مشروع الاحتلال في مرحلته الثانية، والذي تجلى بتعالي أصوات المرتزقة المطالبة بدعم أمريكي لمواجهتها مع كل حادثة من حوادث التفجيرات والاغتيالات ضمن مخطط مفضوح يهدف إلى تعميق حالة الاحتلال تحت يافطة تطبيع الأوضاع والحد من الفوضى الأمنية التي تعصف بجنوب البلد.